دير سانت كاترين.. رحلة إيمانية وجماجم بشرية و حصانة سماوية

دير سانت كاترين.. رحلة إيمانية وجماجم بشرية و حصانة سماوية

منذ 8 سنوات

دير سانت كاترين.. رحلة إيمانية وجماجم بشرية و حصانة سماوية

الطريق من شرم الشيخ الي دير سانت كاترين الذي يبعد عنها اكثر من مائتي كيلومتر يمر عبر سلسله من الجبال ذات الالوان الداكنه مثل النحاسي و الرمادي و الاسود و والاحمر والزيتي.\nالنظر الي الجبال بتشكيلاتها الهندسيه التي نحتتها الطبيعه والزمن يخطف الخيال، وحب المغامره الي ماورائها فهي تظهر راسخات شامخات يمر عليها البشر لكن جاذبيتها تتالق من زمان الي زمان\nوسط تلك الجبال تتوزع الوديان مثل زغره وسعال وفيران ومندر حيث تنتشر تجمعات سكنيه علي جانبي الطريق الذي انشات احدهما اسرائيل ابان احتلالها لسيناء بعد حرب يونيو 1967.\nتلك التجمعات تضم وحدات سكنيه متواضعه يعمل فيها الاطفال والنساء يدا بيد فهنا تُنتج الات يدويه يبيعها الصغار لمن تتوقف سياراتهم من الزائرين و العابرين.\nاكثر من كمين امني يراجع ويدقق اوراق الرحله وبينما تلوح في الافق مدينه الذهب التي تقع قبل سانت كاترين يظهر كمين للجيش المصري من حرس الحدود يسال بدوره ولكن بطريقه تبدو اكثر حزما.\nفي الطريق ايضا الي دير سانت كاترين وبالقرب منه يظهر قبر النبي هارون حيث يقبل علي زيارته العديد من عرب اسرائيل كل عام في المنطقه الجبليه عبر منفذ طابا\nفهنا وكما يقول كثيرون نزلت الوصايا العشر علي النبي موسي ما اعطي زخما روحيا للمنطقه التي كانت ارضا خصبه لفكره الامبراطوره هيلانه خلال القرن السادس الميادي لبناء دير للرهبان الذين فروا من حكم الرومان الذي اضطهد المسيحيين في مصر.\nانتشار امني مكثف واجراءات للتحقق من هويه الزائرين الذين تتوقف عرباتهم خارج بوابه الدير.\nالدخول الي مبني الدير يمر عبر ابواب صغيره تغلقها ابواب خشبيه مغلفه بالحديد مر عليها مئات السنين.\nايقونه متالقه للسيد المسيح علي مدخل كنيسه التجلي تمثل رمزا للترحيب بالمؤمنين الذين جاؤوا للزياره من مختلف الاديان والجنسيات فهنا منتقبه واخري محجبه واسرهم المسلمه بينما تضع السائحات غطاء علي الراس بالاضافه الي ارتداء ملابس يمكن ان توصف بالمحتشمه وان كانت في حدها الادني.\nفي كنيسه التجلي ثلاث ايقونات تعلو الكاهن الذي يمنح البركه للزائرين واحده للعذراء و ايقونتان تمثلان المسيح في وضعين مختلفين تتباين فيهما ملامحه الطيبه ومعاناته مع مناوئيه قبل الخلاص.\nبُنيت كنيسه التجلي في القرن السادس الميلادي وهي تضم الكثير من الايقونات والزخارف التي لا تقدر بثمن مع رائحه البخور التي تملا جنبات المكان.\nدير سانت كاترين يقع في احضان الجبل وتعلوه سماء صافيه خلال شهر ايلول وقطع من الرباب وهو السحاب الابيض لتتالق اجراس الكنيسه و الجبال والسحب لتمنح العين فسيفساء خلقتها الطبيعه لتسر الناظرين و الزائرين.\nمكتبه الدير وكما يقال تعد الثانيه في العالم من حيث القيمه التاريخيه للاناجيل الموجوده بها والمخطوطات، ففيها صليب من البرونز المصبوب مكتوب عليه ايات من سفر الخروج ومشاهد تُلتقط من التوراه للنبي موسي وهو يتسلم لوح الشريعه.\nايضا هنا ايقونه تعكس جمال ورقه الامبراطوره هيلانه التي تعد حصنا من حصون المسيحيه عبر التاريخ بالاضافه الي زي كهنوتي يظهر متالقا علي الرغم من تصميمه في العام 1731 م.\nفي الدير تكون المفاجاه حيث يمكن الزائر الذي يملك حظا ان يري ما لا يمكن ان يدور في خلده حيث يطلع علي غرفه الجماجم البشريه وهي مكتظه بها في مشهد يبرز ان الانسان يقع ما بين بدايه و نهايه لا محاله منها.\nالوصايه علي الدير كانت لفترات طويله للكنيسه الارثوذكسيه الروسيه ابان حكم القياصره ورهبان وكهنه الدير من اليونانيين وليسوا عربًا او مصريين شانهم شان اساقفه  كنيسه الروم الارثوذكس في القدس التي يسيطر عليها اليونانيون منذ عهود طويله.

الخبر من المصدر