زيارة موسفيني للخرطوم .. خطوة لتحقيق مصالح بالسلام

زيارة موسفيني للخرطوم .. خطوة لتحقيق مصالح بالسلام

منذ 8 سنوات

زيارة موسفيني للخرطوم .. خطوة لتحقيق مصالح بالسلام

 يصل الرئيس الاوغندي يوري موسفيني، العاصمه السودانيه الخرطوم، غداً الثلاثاء، في زياره نادره، تباينت اراء الخبراء حول مدي ترسيخها لعمليه السلام المتعثره في جنوب السودان، البلد الذي كان علي مدار ثلاثه عقود مسرحاً للحرب بالوكالة بين البلدين.\nوستتناول الزياره التي تستمر ليومين "الجوانب الامنيه والاوضاع في جنوب السودان"، حسبما افادت به الخارجيه السودانيه.\nوالعلاقه بين الخرطوم وكمبالا، متوتره منذ سنوات الحرب الأهلية السودانية بين الشمال والجنوب (1983 – 2005 )، حيث كانت السودان تتهم اوغندا بدعم المتمردين الجنوبيين.\n وبعد اتفاق السلام بين الشمال والجنوب، والذي مهد لانفصال الاخير عبر استفتاء شعبي في العام 2011، استمر التوتر بين البلدين، حيث تتهم الخرطوم كمبالا، بان لها اطماعا توسعيه في الجنوب، وتسعي لتعكير علاقته بالشمال، حتي تحل بديلاً له في السوق الجنوبي.\nوتعمق هذا الخلاف عند اندلاع الحرب الاهليه بين القوات المواليه للرئيس سلفاكير ميارديت من جهه، والقوات المواليه لنائبه السابق رياك مشار، في ديسمبر   2013.\nوبينما نشرت كمبالا بشكل علني قوات عسكريه لمعاونه سلفاكير، في خطوه انتقدتها دول الجوار الاعضاء في منظمه "ايغاد" التي تولت عمليه الوساطه، كانت جوبا تتهم الخرطوم بدعم مشار.\nوكانت السودان الدوله الاكثر امتعاضاً من نشر القوات الاوغنديه في جنوب السودان، بطلب من سلفاكير، الامر الذي اثر سلباً في محادثات السلام، التي توجت الشهر الماضي، باتفاق نهائي بعد التدخل المباشر من واشنطن، عندما زار الرئيس باراك اوباما اديس ابابا، وعقد لقاءات مع زعماء الدول المجاوره لجنوب السودان.\nوقال استاذ العلوم السياسيه بجامعه امدرمان الاسلاميه، صلاح الدومه،  ان من دوافع زياره موسفيني ان "الولايات المتحده طلبت بشكل صريح من الخرطوم وكمبالا، التدخل الايجابي لتسويه النزاع في جنوب السودان".\nورغم التنافس بين الخرطوم وكمبالا في السوق الجنوبي حيث تستورد جنوب السودان وهي دوله نفطيه، غالبيه حاجياتها من البلدين، يرجح الدومه ان "يتعاون البلدان في تعزيز السلام لصالح مكاسب اكبر".\nولا يقتصر توتر العلاقه بين السودان واوغندا علي جنوب السودان، حيث يتبادل البلدان ايضاً الاتهامات بدعم كل منهما للمتمردين علي الاخر .\nفالخرطوم تتهم كمبالا وجوبا معاً بدعم متمردين يحاربونها في اقليم دارفور، وجنوب كردفان، والنيل الازرق، وثلاثتها مناطق متاخمه لجنوب السودان، بينما تتهم كمبالا الخرطوم بدعم "جيش الرب" المتمرد عليها.\nو"جيش الرب" هو حركه تمرد مسيحيه في شمال اوغندا، ترجع جذورها الي امراه تدعي اليس لاكوينا، وقد تاسست كمعارضه من قبائل الاشولي في الثمانينات، وبالتحديد في عام 1986 علي يد جوزيف كوني.\nواستندت الحركه في تحرّكها علي دعاوٍ باهمال الحكومات الاوغنديه للمناطق الواقعه شمالي البلاد، وبدا نشاطها منذ عام 1988 من هذه المناطق نفسها، الا ان مقاتليها اخذوا بالانتشار في اطراف شمال شرقي الكونغو الديموقراطيه، وافريقيا الوسطي، وجنوب السودان منذ عام 2005.\nويسعي "جيش الرب" الي هدف رئيسي وهو الاطاحه بنظام موسفيني، فضلاً عن اقامه نظام ثيوقراطي (حكم ديني) يتاسس علي الكتاب المقدس/العهد الجديد، والوصايا العشر.\nوكوني، المطلوب لدي المحكمه الجنائيه الدوليه، لا يُعرف له مقر اقامه بعينه، وتصنف واشنطن مجموعته كمنظمه "ارهابيه".\nوبشان المطالبات المتكرره من الخرطوم لكمبالا بطرد المتمرديين السودانيين من اراضيها كشرط لتحسين العلاقات، قال استاذ العلوم السياسيه، صلاح الدومه: "هذه مساله عرض وطلب، ويمكن ان تري اوغندا ان من الافضل لها تحجيم علاقتها مع المتمردين لصالح حكومه الخرطوم".\nوفي فبراير الماضي، قال وزير الدوله بالخارجيه السودانيه، عبيد الله محمد عبيد الله، ان كمبالا طردت متمردين سودانيين من اراضيها قبل زياره قام بها نائب الرئيس السوداني، حسبو عبد الرحمن، وعدد من القاده الامنيين من بينهم مدير جهاز المخابرات الي اوغندا ولقائهم الرئيس موسفيني.\nووقتها قال عبيد الله الذي كان ضمن الوفد السوداني: "وجدنا تفهماً من الرئيس موسفيني الذي قال لنا انه يعرف ان السودان الان ليس له علاقه بجيش الرب المتواجد الان في افريقيا الوسطي".\nواتفق الجانبان السوداني والاوغندي، خلال الزياره نفسها علي "تشكيل اليه فنيه لمناقشه القضايا الامنيه والعسكريه"، دون الكشف عن التفاصيل حول اليات عملها.\nبالمقابل، يستبعد استاذ العلوم السياسيه بجامعة الخرطوم، محمد نوري، ان تسهم زياره موسفيني للخرطوم، في تحسين العلاقه بين البلدين، او تسويه النزاع المسلح في جنوب السودان.\nوقال نوري للاناضول: "موسفيني لا يريد انهاء الحرب في جنوب السودان، لان من مصلحته استمرارها، وتوتر العلاقه بين الخرطوم وجوبا".\nويمضي نوري ابعد من ذلك في معرض وصفه لتقاطع المصالح بين الخرطوم وكمبالا قائلاً: "سلفاكير في يد موسفيني تماماً، لكن لا يمكن ان نقول ان مشار في يد البشير".\nومراراً نفت الخرطوم اتهام جوبا لها بدعم مشار الذي كان حليفا للشمال ابان الحرب الاهليه، حيث انشق عن "الحركه الشعبيه" التي كانت تقود التمرد في جنوب البلاد، ووقع اتفاق سلام عام 1997، قبل ان يعود للتمرد بعد اعوام قلائل.\nويعتقد نوري ان الزياره "لن تحدث تحولاً، لان تعارض المصالح لا يزال قائماً".

الخبر من المصدر