صفحات من تاريخ الكفاح الفلسطيني

صفحات من تاريخ الكفاح الفلسطيني

منذ 8 سنوات

صفحات من تاريخ الكفاح الفلسطيني

يحاول هذا الكتاب رصد واستعراض ببلوغرافيا نشاه وتطور العشرات من القوي والتنظيمات والحركات والاحزاب والجبهات الفلسطينيه بعد نكبه الفلسطينيين الكبري التي حصلت في عام 1948، وثمه محاولات جاده في فصول الكتاب لقراءه نهوض الحركه الاسلاميه المقاتله في فلسطين في انبثاقها الذي اسهم في توالد الجديد من التحولات في الخريطه السياسيه والايديولوجيه في الساحه الفلسطينيه.\nوفي الكتاب حقيقه ساطعه تتعلق بتدوين ذاكره شيء من الكفاح علي لوحه الموزاييك الفلسطينيه التي تعج بالوان الطيف الايدلوجي الفكري والسياسي، وقد ارتسمت في فصول الكتاب المختلفه مسارات الفعل الكفاحي بتداعياته المتشعبه، حيث تراوحت بين القلم وبندقيه الثائر التي اعادت القضيه المغيبه الي اجنده العالم واهتماماته.\nلقد تضمن الكتاب اثني عشر فصلا يرصد كل منها رزمه من حركات المقاومة الفلسطينية في سياق النضال الوطني الذي ما زلنا نشهد فصوله، اذ سيتوج بنصر نهائي علي الكيان الصهيوني الذي تم انشاؤه في ظروف سياسيه استثنائيه قبل سته عقود.\n- الكتاب: صفحات من تاريخ الكفاح الفلسطيني\n- الناشر: دار صفحات للدراسات، دمشق\nفي الفصل الاول والثاني من الكتاب تحدث الكاتب عن البدايات الصعبه والتاسيس لانطلاقه العمل المقاوم واشار الي ان نكبه الفلسطينيين والشتات ومحاولات تذويب الهويه ادت الي الالتحام الفلسطيني مع المحيط العربي من اجل مقاومه شطب الهويه.\n- الكتاب: صفحات من تاريخ الكفاح الفلسطيني\n- الناشر: دار صفحات للدراسات، دمشق\nوقد ادي هذا الي نشاه الكثير من القوي الفلسطينيه من تلاوين فكريه متنوعه وصولا الي تاسيس منظمه التحرير الفلسطينيه في 28-5-1964، حين ضمت ائتلافا من القوميين واليسار الوطني منذ الدوره الرابعه للمجلس الوطني الفلسطيني بعد استقاله رئيس المنظمه الاسبق احمد الشقيري في 24-12-1967.\nويؤكد الكاتب ان ثمه قوي برزت قبل انطلاقه الثوره الفلسطينيه المعاصره وقبل نشوء منظمه التحرير الفلسطينيه، ومنها: الهيئه العربيه العليا لفلسطين التي اسست في 12-6-1946، واللجنه المركزيه للاجئين التي اسست في سوريا عام 1952.\nوتعتبر حركة القوميين العرب من اهم الحركات التي ظهرت بعد نكبة عام 1948 وقبل الثوره المعاصره نظرا لانتشارها بشكل واسع بين لاجئي الشتات، وفي الضفه الغربيه وقطاع غزه، وقد اسسها الراحل جورج حبش عام 1952.\nومن القوي الاخري قبل الثوره المعاصره كتائب الفداء العربي التي تشكلت عام 1949، والاتحاد القومي العربي الذي تم تاسيسه عام 1958 في قطاع غزه، وفي سوريا عام 1960.\nومن القوي ايضا منظمه الشباب الفلسطيني عام 1954 وفوج التحرير الفلسطيني في مارس/اذار عام 1960 وشباب الثار الجناح العسكري لحركه القوميين العرب عام 1960 ورابطه ابناء فلسطين بالعراق في مارس/اذار عام 1960 والعاصفه علي يد النابلسي عادل عبد الكريم وهو احد القيادات المؤسسه لحركه فتح في الكويت والخليج العربي.\nكما نشات في سوريا اول مجموعه طلاب بعد نكبه عام 1948 بقياده محمود عباس ابو مازن وضمت عبد الله الدنان وعمر حوراني ويحيي البنا وظافر الخضراء ومحمود المغربي وانضمت بغالبيتها الي حركه فتح بعد انطلاقتها في فجر الفاتح من يناير/كانون الثاني 1965.\nكما تجدر الاشاره الي انه تم تشكيل القوه العسكريه لمنظمه التحرير الفلسطينيه تحت شعار جيش التحرير الفلسطيني في التاسع من سبتمبر/ايلول عام 1964.\nنكبه الفلسطينيين والشتات ومحاولات تذويب الهويه ادت الي الالتحام الفلسطيني مع المحيط العربي من اجل مقاومه شطب الهويه\n"ائتلاف منظمه التحرير والاجنحه العسكريه\nرصد الكاتب في الفصلين الثالث والرابع المقدمات التي ادت الي نشاه حركه فتح وقادتها التاريخيين وجناحها العسكري، ونقصد هنا قوات العاصفه التي سطع اسمها في فجر يوم 1-1-1965 اثر عمليه نسف انبوب المياه القطري في بلده عيلبون داخل فلسطين المحتله عام 1948 حيث قاد محمد شرف دندش الدوريه الفدائيه التي انطلقت من الاراضي السوريه لتعلن انطلاقه الثوره الفلسطينيه المعاصره علي يد حركه فتح.\nونتيجه ظهور حركه فتح وتوسعها اندمج فيها العديد من التنظيمات الفلسطينيه الصغيره مثل طلائع الفداء وفرقه خالد بن الوليد بقياده الشهيد صبحي ياسين وجبهه التحرير الوطني الفلسطيني بقياده حسن الصباريني ابو حلمي وجبهه ثوار فلسطين وغيرها.\nوانتقل الكاتب يدون الانطلاق العسير للحركات الفلسطينيه التي شكلت ائتلاف منظمه التحرير الفلسطينيه منذ عام 1968، ومن تلك الحركات الجبهه الشعبيه لتحرير فلسطين والقياده العامه، وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني ومنظمه الصاعقه والجبهه الديمقراطيه، والحزب الشيوعي، وحزب فدا الذي نشا بعد اتفاقات اوسلو في الأراضي الفلسطينية.\nكما اشار الكاتب الي روافد الثوره الفلسطينيه المعاصره مثل تنظيم ابطال العوده وتكتل الفدائيين المستقلين وقوات الجهاد المقدس وعصبه اليسار الفلسطيني وعشرات من الحركات الفلسطينيه التي اندثرت خلال عقود بعد انطلاقه الثوره المعاصره.\nبذل الكاتب جهدا واضحا في تدوين انطلاقات وظهور الحركات والكتائب العسكريه الفلسطينيه في داخل الاراضي الفلسطينيه ابان وبعد الانتفاضتين الاولي نهايه عام 1987 والثانيه نهايه سبتمبر/ايلول عام 2000.\nومن تلك الحركات العسكريه التي عددها في الفصل الخامس من الكتاب: كتائب الفهود السود -وهي مجموعه عسكريه انبثقت عن حركه فتح- وكتائب الشهيد احمد ابو الريش وهي حركه تتبع حركه فتح في قطاع غزه والضفه الغربيه، وكتائب العوده وينضوي تحتها كوادر سابقون من فتح والقياده العامه والجبهه الديمقراطيه وجبهه التحرير الفلسطينيه والصاعقه وجبهه النضال الشعبي.\nاضافه الي ذلك برزت كتائب الشهيد ابو علي مصطفي التابعه للجبهه الشعبيه وكذلك النسر الاحمر وكتائب النجم الاحمر التابعه للجبهه الديمقراطيه، ومن الحركات كتائب شهداء فلسطين وكتائب عمر المختار وفرسان العاصفه.\nنتيجه ظهور حركه فتح وتوسعها اندمج فيها العديد من التنظيمات الفلسطينيه الصغيره مثل طلائع الفداء وفرقه خالد بن الوليد وجبهه التحرير الوطني الفلسطيني وغيرها\n"مقدمات الإسلام السياسي المقاوم في فلسطين\nاكد الكاتب في الفصول الخمسه الاخيره من الكتاب علي نقطه رئيسيه مفادها عدم وجود صيغ تنظيميه واضحه لحركات الاسلام الفلسطيني في فلسطين قبل نكبه عام 1948، لكن ذلك لم يمنع من بروز قوي اسلاميه منضويه في اطار العمل الوطني العام ضد الانتداب البريطاني وهي التي عرفت بالاسلام الشعبي بقياده الشهيد عز الدين القسام.\nوبعد النكبه اقتصر انتشار حركة الإخوان المسلمين وحزب التحرير علي تجمعات الفلسطينيين في قطاع غزه والضفه الغربيه، لكن لا بد من الاشاره الي ان حركه فتح ولدت من رحم الاخوان المسلمين في قطاع غزه في خمسينيات القرن الماضي.\nواكد الكاتب انه ما بين سنتي 1949 و1955 بزغت بدايات التيار الاسلامي في قطاع غزه الي جانب البعثيين والقوميين في مقاومه الاحتلال الصهيوني، وتشكل سرا في اغسطس/اب من عام 1967 ائتلاف سياسي في القطاع ضم الاخوان المسلمين وقوي فلسطينيه وجماعات مستقله.\nوفي داخل الخط الاخضر نشات نواه حركات إسلامية فلسطينيه ولم تغب بعد النكبه رغم الظروف القاهره المفروضه بفعل سياسات الاحتلال الاسرائيلي.\nوثمه حركات اسلاميه في اطار الاحزاب والحركات الفلسطينيه داخل الخط الاخضر، ومن اهم قادتها الشيخ رائد صلاح الذي يتراس مؤسسه الاقصي الناشطه من اجل الدفاع عن الاقصي وحمايته من التهويد، والشيخ عبد الله نمر درويش.\nويشير الكاتب الي ان مسيره المقاومه الاسلاميه بدات منذ عام 1981 حين انشا رموز من الاخوان المسلمين في القطاع اسره الجهاد وتوجوا ذلك بانطلاقه انتفاضه عام 1987.\nوفي هذا السياق برزت حركه المقاومه الإسلاميه حماس بعد بيانها الاول في 15-12-1987 كحركه جهاديه لها وزنها في ساحه العمل الوطني والاسلامي المقاوم للاحتلال الاسرائيلي؛ وتعتبر هذه الحركه امتدادا لحركه الاخوان المسلمين.\nوبهذا تم التاكيد علي ان حركه حماس تمثل التيار الرئيسي لحركه الاسلام السياسي المقاوم، وهي تتشكل من اربعه اجنحه من اهمها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري.\nفي داخل الخط الاخضر نشات نواه حركات اسلاميه فلسطينيه ولم تغب بعد النكبه رغم الظروف القاهره المفروضه بفعل سياسات الاحتلال الاسرائيلي\n"وبفعل وزنها السياسي والشعبي باتت هذه الحركه تشكل وزنا نسبيا كبيرا في اطار النظام السياسي الفلسطيني، وقد اتضح ذلك في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006، حين حصدت الحركه غالبيه المقاعد في المجلس.\nوفي السياق ذاته نشات حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، التي يشير بعض قادتها الي انها ليست حركه منشقه عن الاخوان المسلمين بل عاش بعض قادتها تجربه الاخوان المسلمين، وتبلورت الحركه منذ عام 1980، وكان من دوافع نشاتها وتكوينها اهمال الحركه الاسلاميه للمساله الفلسطينيه ناهيك عن واقع الحركه الوطنيه الفلسطينيه.\nوباتت هذه الحركه قوه رئيسيه في اطار الاسلام السياسي الفلسطيني والمشهد السياسي الفلسطيني بشكل عام، وللحركه جناح عسكري قوي يتمثل بكتائب سرايا القدس.\nتكمن اهميه الكتاب في انه استفاض في تاريخ نشوء الحركات والاحزاب والفصائل الفلسطينيه بعد نكبه عام 1948.\nوقد عزز البحث الدرايه الكبيره التي يتمتع بها الكاتب في تاريخ القضية الفلسطينية وتداعياتها المختلفه، لكن الجديد في البحث هو رصد المقدمات التي رسمت علي الارض بروز الاسلام السياسي المقاوم بقوه في المشهد السياسي الفلسطيني الراهن.

الخبر من المصدر