من هنا وهناك

من هنا وهناك

منذ 8 سنوات

من هنا وهناك

بطريقتها الملونه تتهم اوروبا نفسها بقليل من الماسي التي احدثتها في افريقيا واسيا. جرائم الايطاليين نُسبت للفاشيه. جرائم الفرنسيين لا تُذكر في ثقافتهم تقريباً، وشعارهم الدائم هو «لا شانَ لي». البريطانيون صرخوا «بقلب المافليه» لكونراد، الذي وصف الفظاعه البلجيكيه. لكن الاوروبيين كسبوا في افريقيا منذ «تحريرها» التريليونات بواسطه الاقطاعيه الفاسده، وتنصلوا من التدمير المتواصل. وعندما احتاجوا لقوه العمل سمحوا لعبيد الماضي بالعمل عندهم وتمويل دول الرفاه. الاسرائيليون الذين كبروا بالتزامن مع الكولونياليه الجديده، صبغوا كل شيء باللون الابيض من كثره الغربيه المتنوره. ونحن الذين نسارع الي الانتماء الي «الغرب الحر»، ونفرح اكثر حينما تضع اوروبا اللاجئين في المعسكرات. وحين تصرخ اوروبا «لاجئون اموات» نقول اننا شعب اللجوء، واننا حساسون جداً لرائحه الجثث.\nسبق وقيل ان المقابر مليئه بالاشخاص الذين اعتقدوا بان لا بديل لهم. ناهيك عن ان ابو مازن كان زعيماً قاتماً، عديم الكاريزما وبالتاكيد مقارنه بالهاله الثوريه والمكانه الدوليه التي كانت لسلفه ياسر عرفات. في اجهزه استخبارات والامن الاسرائيليه ينشغلون منذ زمن ما بمساله مَن، اجلاً ام عاجلاً، سيحل محل ابو مازن. وتذكر اسماء عده، ولكن احداً في اسرائيل لا يعرف في واقع الامر مَن سيكون الزعيم التالي لفلسطين. وفي المعسكر الفلسطيني نفسه لا يعرفون هذا. يمكن التقدير ان في المستقبل ستشتاق حكومه اسرائيل، بما فيها حكومه اليمين، لابو مازن. من شان اسرائيل ان تاسف علي انها رفضت اجراء المفاوضات والتقدم نحو تسويه سلميه. واضح ان بديله سيكون ملزماً بان يكون حازماً ومتطرفاً اكـــثر منه واحتمإل ألسلام، اذا كان لا يزال قائماً، يتقلص اكثر فاكثر.\nرغم نيل اوباما منذ الان الاغلبيه اللازمه لاقرار الاتفاق مع ايران، بعث وزير الخارجيه جون كيري امس برساله الي اعضاء الكونغرس دعاهم فيها الي تاييد الاتفاق. ولا تبحث الرساله في الاتفاق وفضائله، ولكن قسماً كبيراً منها يُعني بالذات بالمساعده الامنيه التي تُمنح لاسرائيل في الماضي، في الحاضر وفي المستقبل. وبعد ان عاد واعلن التزام اميركا بامن اسرائيل وتفوقها العسكري، يتوجّه وزير الخارجيه للحديث بالارقام فيقول: «منذ 2009 قدّمت الولايات المتحده لاسرائيل اكثر من 20.5 مليار دولار مساعدات عسكريه»، واضاف ان اسرائيل حظيت ضمن امور اخري بحق الوصول الي اسلحه متطوره، مثل طائره اف 35 والقنابل المخترقه للخنادق. وقال ان اسرائيل تلقت 3 مليارات دولار لتطوير منظومات صواريخ مضاده للصواريخ، منها 1.3 مليار للقبه الحديديه. وكشف النقاب قائلاً: «عرضنا علي اسرائيل رزمه مساعده اخري بقيمه 1.89 مليار دولار لتجديد احتياطي الذخيره الدقيقه من النوع الاكثر تفوقاً».\nرئيس وزراء متهوّر ومغرور وحده قادر علي ان ينطلق الي صراع جبهوي ضد رئيس الولايات المتحده، زعيم قوه عظمي، هي افضل اصدقاء اسرائيل. بنيامين نتنياهو فعل هذا، رغم كل التحذيرات. فقد قدّر بانه سيكون بوسعه الانتصار علي براك اوباما في ساحته الداخليه وان يحبط اتفاق القوي العظمي مع ايران علي تاجيل برنامجها النووي لعقد من الزمان علي الاقل. نتنياهو اخطا في حساب علاقات القوي في الكونغرس. فقد امن بان قوه الزعماء اليهود الاميركيين ستدفع السناتورات والاعضاء في مجلس النواب الي ان يفضلوا حججه علي مصلحتهم الوطنيه كما تعرضها قيادتهم المسؤوله. وهكذا فقد ايقظ مره اخري مساله الولاء المزدوج لليهود الاميركيين، وتحيّز الي جانب ما، الجمهوري، في السياسه الداخليه في الولايات المتحده.\nستبدا اسرائيل اعمال شق المقطع الاول من الجدار الحدودي الشرقي منذ اليوم. وبعد ان بادر رئيس الحكومه بنيامين نتنياهو وقاد عمليه اقامه عائق امني وجدار هام علي طول حدود اسرائيل ـ مصر كلها، وبعد ان اصلح الجدار ايضاً علي الحدود بين اسرائيل وسوريا تبدا الان اقامه الجدار علي الحدود الاسرائيليه ـ الاردنيه ايضاً. المقطع الاول الذي سيشق هو بطول 30 كم، من ايلات شمالاً علي طول العربا. وقبل ثلاثه اشهر قرر الكابنت السياسي الامني بدء الاعمال علي اقامه الجدار الشرقي. وفي الاسبوع الماضي ازيلت العوائق الماليه الفوريه لتنفيذ القسم الاول من المشروع بكلفه 250 مليون شيكل وامرت وزاره الدفاع بالتنفيذ الفوري للاعمال في الميدان. وكان نتنياهو قال في الماضي ان اسرائيل هي الدوله الغربيه الوحيده التي يمكن السير اليها علي الاقدام من افريقيا.

الخبر من المصدر