السيسي وبوتين.. تشابهات أدت إلى صداقة

السيسي وبوتين.. تشابهات أدت إلى صداقة

منذ 8 سنوات

السيسي وبوتين.. تشابهات أدت إلى صداقة

"ليس هناك عدوات دائمه او صداقات دائمه، ولكن هناك مصالح دائمه".. مقوله اطلقها وزير خارجية الولايات المتحدة في منتصف السبعينيات، هنري كيسنجر، تعكس الواقع الذي تسير عليه سياسات الدول وعلاقاتها مع بعضها البعض، ولكن التاريخ السياسي يؤكد ان هناك العديد من حالات الصداقه والقرب بين زعماء بعض الدول علي المستوي الانساني والسياسي، تنشا من تشابه الخلفيه الوظيفيه والنشاه ووحده الهدف واشياء اخري.\nوقد ظهرت تلك الومضات الانسانيه، في علاقه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مع العديد من زعماء العالم، حيث جمعت علاقه استثنائيه بين عبدالناصر والزعيم الهندي، البانديت جواهر لال نهرو، ويقول في ذلك الكاتب الصحفي، محمد حسنين هيكل: "عندما اجتمع عبدالناصر ونهرو، للمره الاولي عام 1955، ترك كل منهما في الاخر اثرا عميقا وفوريا، كانت الرابطه التي قامت بينهما تماثل في سرعتها وعمقها وقوتها حبا من النظره الاولي".\nوتابع هيكل: "كما يحدث في كثير من الاحيان، فقد قامت هذه الرابطه بين شخصين مختلفين تماما، فقد كان عبدالناصر ضخم القامه قويا، وكان رجل عمل، اما نهرو فقد كان هزيل البنيه نحيفا، وكان رجل فكر".\nومرورا الي عصرنا الحديث، سنجد انه منذ اكثر من عام نشبت علاقه قرب بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الروسي فلايدمير بوتين، حيث بدات اواصر هذه العلاقه منذ ان كان السيسي وزيرا للدفاع، وعلي مشارف الدخول الي سباق رئاسه الجمهوريه.\nتبلورت هذه العلاقه من خلال دعوه كل منهما للاخر في عده مناسبات وطنيه، حتي انعكست في مزيد من التعاون بجميع المجالات الاقتصاديه والعسكريه، ولكن ما ابرز النقاط التي مهدت وساعدت في هذا القرب بين الرجلين؟\nعقب تخرج الرئيس الروسي بوتين من جامعه لينينجراد، عمل في لجنة أمن الدولة "KGB" بالاتحاد السوفيتي سابقًا، وتم ارساله عام 1984 الي اكاديميه الرايه الحمراء التابعه لـKGB ومدرسه المخابرات الاجنبيه.\nكان النائب الاول لرئيس حكومه المدينه سانت بترسبرج عام 1994، ثم اصبح اول نائب لرئيس الاداره المسؤول عن السياسات الاقليميه، وصدر قرار بتعيينه مديرًا لجهاز الامن الفيدرالي، وسكرتيرًا لمجلس امن الدوله، حتي قام الرئيس الروسي بتعيينه رئيسًا للوزراء عام 1999.\nتخرج الرئيس السيسي من الكليه الحربيه وحصل علي ماجستير العلوم العسكريه من كليه القاده والاركان، وعمل كقائد في سلاح المشاه وبعدها كملحق دفاع بسفاره مصر بالسعوديه، وقائد لواء فرقه مشاه ميكانيكي، ثم تدرج في صفوف القوات المسلحه المصريه ليتعين كرئيس للاركان في المنطقه الشماليه العسكريه، وبعدها عين كقائد للمنطقه الشماليه، وبعد التدرج داخل المؤسسه العسكريه وصل لمرتبه مدير المخابرات الحربيه في عهد مبارك.\nتولي بوتين الرئاسه بعد استقاله سابقه "يلتسين"، فوجد ان حرب الشيشان التي بدات منذ 6 سنوات قبل مجيئه، في اوج اشتعالها، وبسبب ارتباك يلتسين ووصول الامور الي حد معقد، قامت روسيا بعقد معاهده سلام مع الشيشان.\nوعندما خرق الشيشان معاهده السلام، قرر بوتين ان يستاصل مقاتلي القاعده من الشيشان مره واحده وللابد، واطلق عباره صارت شهيره فيما بعد، حين قال: "ساطارد الارهابيين وساقتلهم حتي وهم في المراحيض".\nربما سيكون من المبالغه بمقارنه ما كان يحدث في الشيشان، وما يحدث الان في ارجاء مصر من عمليات ارهابيه، الا ان السيسي بعد 30 يونيو، قرر مواجهه الارهاب بعنف، وهو ما يتم حاليا من قبل قوات الجيش المصري، وهو ايضا ما يدعمه نظيره الروسي لتحقيق الاستقرار الامني والقضاء الجذري علي الارهاب.\nنديه في التعامل مع الولايات المتحده\nلم يتحدّ بوتين الولايات المتحده علانيه، ولكن بطبيعه التنافس القطبي والنشاه الليبراليه له، جعلته ينظر الي مصالح بلاده فقط، دون الدخول في معارك جانبيه مع امريكا، وان ظل دائما التنافس الخفي التقليدي في السياسات الخارجيه لكسب اكبر عدد من البقاع في منطقه الشرق الاوسط موجودا، وخصوصا بعد احداث ثورات الربيع العربي الاخيره.\nاما الرئيس السيسي الذي درس في كليه الحرب الامريكيه، وحظي بصداقه كبار القاده الامريكيين، قرر ان يحلق خارج السرب التقليدي الذي كان يحدد طبيعه العلاقه بين مصر وامريكا، في اخر 3 عقود، حيث الحليف المطلق لاي سياسه تخدم مصالح الولايات المتحده، ولكن ليس بطريقه مباشره، في حين ان السيسي وّسع هذه الدائره ليتحرك عكس عقارب الساعه الامريكيه، عندما وجد ان مصلحه بلده تقتضي ذلك.

الخبر من المصدر