كيف نشأت الأحزاب الشيوعية فى مصر وكيف انتهت؟

كيف نشأت الأحزاب الشيوعية فى مصر وكيف انتهت؟

منذ 8 سنوات

كيف نشأت الأحزاب الشيوعية فى مصر وكيف انتهت؟

اقرا ايضا: كيف اخترق اليهود الحركة الشيوعية المصريه وقادوها للخيانه\nكانت مصر خلال الفتره الممتده بين بدايات القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين هي  الملجا الانسب للهاربين من الازمات والحروب والاضطهاد في  بلدانهم الاصيله لاسيما اليونانيين والطليان والارمن والسلافيين والمالطيين، باختلاف انتماءاتهم الدينيه والفكريه والسياسيه التي شملت فيما شملته اليهوديه والشيوعيه مع وجود البعض ممن يحملون الانتماءين اليهودي  والشيوعي  جنباً الي جنب، وسرعان ما حصل اللاجئون الاجانب علي الجنسيه المصريه او حق الاقامه مع احتفاظهم بالروابط التي  تجمعهم فيما بينهم وتبقيهم علي صله منتظمه بمجتمعاتهم الاصليه، الامر الذي سمح باستمرار علاقات اليهود منهم مع الحركات اليهوديه العالميه والشيوعيين منهم مع الحركات الشيوعيه العالميه، حتي عندما نظم هؤلاء واولئك انفسهم في  خلايا وحلقات تتخذ مصر موقعاً مكانياً لها فقد الحقوها بمكاتب الانشطه الخارجيه التابعه لحركات غير مصريه، وكانت الطبقه العامله المصريه قد ظهرت عام 1840 عقب توقيع مصر علي معاهده "لندن" التي سمحت بشراء قوه العمل العضلي والذهني من المصريين وغيرهم مقابل اجر محدد سلفاً، ضمن ما سمحت به المعاهده من حقوق اقتصاديه عديده لصالح فئه الاجانب وكلاء الراسماليه العالميه في  مصر، ثم تبلورت الطبقه العامله المصريه عام 1871 عقب اصدار قانون "المقابله" المصري  الذي  سمح بالتنقل الجغرافي الحر للمصريين والاجانب الباحثين عن العمل العضلي والذهني الماجور لدي الغير، ضمن ما سمح به قانون "المقابله" من حقوق اقتصاديه عديده لصالح فئه الراسماليين المصريين المستقلين اسوه بالحقوق التي  سبق ان منحتها معاهده "لندن" الي فئه الوكلاء الاجانب للراسماليه العالميه، ورغم مرور حوالي  قرنين علي ذلك الظهور المتزامن للطبقه العامله في  مواجهه الراسماليه بفئتيها الاجنبيه التابعه والوطنيه المستقله مع التفاوت الصارخ الذي صاحبه، بين فريق راسمالي محتكر للثروه والسلطه يشكل الاقليه النخبويه وفريق اجير محروم من ادني حدود الثروه والسلطه يشكل الاغلبيه الجماهيريه، فان التناقض الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بين الفريقين لم يزل حتي اليوم متواصلاً في  مصر علي نفس النحو الذي كان قائماً منذ قرنين، حيث مازال الفريق النخبوي  يسعي الي الحفاظ علي استقرار الاوضاع بهدف تكريس استبداده وفساده وتبعيته لمراكز الاستعمار العالمي لاسيما في  ظل اعتلاء الراسماليين التابعين للراسماليين المستقلين داخل الفريق النخبوي، بينما مازال الفريق الجماهيري  يتطلع نحو تغييرات جذريه تكفل تحقيق الحريه والتحرر الوطني  والتنميه الاقتصاديه المستقله والعداله الاجتماعيه لصالح الاجراء الفقراء، الامر الذي  كان يفترض ان يترتب عليه حسب نظريات العلوم السلوكيه فرزاً طبيعياً لصراع جذري  محدد الملامح بين معسكر استقرار تقوده احزاب وجمعيات رجال الاعمال ومعسكر تغيير تقوده الحركه الشيوعيه، ولكن حسابات الواقع الميداني  الفعلي  قد اختلفت كثيراً جداً عن تلك الافتراضات النظريه حتي اصبحت تبدو كانها مجرد خيال علمي.!!\nحاول الشيوعيون المصريون تنظيم انفسهم داخل خلايا وحلقات منذ منتصف القرن التاسع عشر، حيث اعتقلت اجهزه الامن العثمانيه عام 1865 "احمد الطيب السلمي" من مدينه "الاقصر " بتهمه قياده تمرد شيوعي  ضد اولي  الامر المحليين حسبما ذكر الكاتب البريطاني  الشهير" جون ستيوارت ميل" في  احد مقالاته المنشوره انذاك، ثم ضبطت الاجهزه الامنيه العثمانيه والبريطانيه عام 1889 في  مدينتي  "الاسكندريه" و"القاهره "منشوراً يدعو الشيوعيين المصريين الي الاحتفال بالذكري المئويه لكوميونه باريس من خلال استمرار نضالهم علي نهج رفاقهم الفرنسيين السابقين، وفي  عام 1915 اصدر "مصطفي المنصوري" كتابه الشهير "تاريخ المذاهب الاشتراكيه "والذي  دَونْ فيه عده افكار شيوعيه مصريه خالصه، مثل رفض التماثل الشيوعي  الاممي  بتاكيده علي ضروره اختلاف اراء الشيوعيين من بلد الي اخر تبعاً لاختلاف الظروف المحليه والاقليميه المحيطه ببلدانهم، ورفض تقديس البيان الشيوعي الذي  كان "كارل ماركس" و"فريدريك انجلز" قد سبق ان اصدراه عام 1848 لتوجيه الشيوعيين حركياً علي مستوي العالم كله، حيث وصفه" المنصوري " بانه يتضمن افكاراً عتيقه تجاوزها الزمن فاصبحت لا تواكب متطلبات العصر، مع رفضه للاتهامات الجزافيه الموجهه الي عموم الشيوعيين المصريين بقوله : "اننا لا نحارب الدين بل نحارب الذين يفسدون الدنيا باسم الدين"، ثم اصدر "نيقولا حداد" عام 1920 كتابه الشهير "الاشتراكيه" الذي  قال فيه:  "ان راس المال قد استعبد جسد العامل وعقل المفكر ليهضم الغله الناتجه عن تعبهما فاصبح هناك فريق صغير من الناس يتمتع بثمرات اعمال السواد الاعظم من الناس الذين اصبحوا محرومين من ثمرات اعمالهم، لذلك لابد ان يتمهد السبيل للاشتراكيه كضروره مستقبليه تتملك فيها الامم كل ثرواتها تحت اشراف الحكومات"، ورغم الضغط العثماني  والبريطاني  علي مفتي  الديار المصريه ليصدر في اغسطس عام 1919 فتوي لم تزل قائمه حتي اليوم بان الشيوعيين ملاحده كفار مع ما ترتب عليها من اثار عقب فتوي مماثله لدار الافتاء العثمانيه، فقد انشا الشيوعيون المصريون عام 1921 اول احزابهم السياسيه وهو الحزب الاشتراكي  بقياده" سلامه موسي" و"محمد عبدالله عنان" و"علي  العناني"، ليغير اسمه في  العام التالي  الي الحزب الشيوعي  تحت قياده جديده ضمت "محمود حسني  العرابي" و"صفوان ابو الفتح" و"انطون مارون" وبعضويه حوالي  خمسه الاف شيوعي  مصري  حسبما ذكرت الوثائق الامنيه، واستمر الوجود العلني  للحزب الشيوعي علي مختلف الاصعده الفكريه والسياسيه والحركيه حتي عام 1924، عندما اصدرت المحكمه العسكريه قراراتها بحله وحظر كافه انشطته ومصادره كل مقراته واملاكه وامواله وحبس جميع قياداته وكوادره او طردهم خارج البلاد بعد اسقاط الجنسيه المصريه عنهم، ليدخل الشيوعيون المصريون مرحله العمل السري  التي  استمرت عشرين عاماً قبل معاودتهم الظهور العلني  مره اخري في  منتصف اربعينيات القرن العشرين، من خلال ثلاثه تنظيمات هي  تنظيم "طليعه العمال والفلاحين "بقياده الرفيق "عباس) "ابو سيف يوسف) وتنظيم "الرايه" بقياده الرفيق "خالد "(فؤاد مرسي) وتنظيم "الحركه الديمقراطيه للتحرر الوطني  "الشهير باسم "حدتو" تحت قياده الرفيق "يونس" )هنري  كورييل(، وهي  التنظيمات الثلاثه التي تجاوزت حاجز العشره الاف عضو شيوعي  مصري اثناء قيادتها للكفاح الوطني  المسلح ضد الوجود الاستعماري البريطاني  في مصر طوال الفتره الزمنيه الممتده بين عامي  1946و 1952، ثم اتحدت معاً يوم 8 يناير 1958 لتعلن عوده الحزب الشيوعي  مجدداً بقياده عدد من الرفاق المتعاقبين كان اخرهم الرفيق "طارق" (اسماعيل المهدوي)، حتي اضطر الحزب الي حل نفسه عام 1965 تحت قهر الاحكام العسكريه ليدخل الشيوعيون المصريون مره اخري مرحله عمل سري  استمرت عشره اعوام قبل ان تعاود امتدادات التنظيمات الثلاثه السابقه انشطتها العلنيه وشبه العلنيه في منتصف سبعينيات القرن العشرين ولكن تحت اسماء جديده، حيث اصبح "طليعه العمال والفلاحين" يحمل اسم "8 يناير" ويقوده "طاهر عبد الحكيم" اما" الرايه" فاصبح اسمه "العمال" بقياده "ابراهيم فتحي" في حين ظهرت ثلاثه امتدادات متداخله لتنظيم "حدتو"، احدها خارجي  تمثله مجموعه "روما "لليهود الشيوعيين المصريين المقيمين باوروبا والاخر داخلي  شبه علني  اسمه "الانتصار" والاخير داخلي  علني  اسمه "التجمع التقدمي" مع بروز اسم الرفيق "حسن" (رفعت السعيد البيومي) كمنسق يبن الامتدادات الثلاثه، وقد نجحت هذه التنظيمات معاً مره اخري في  تجاوز حاجز العشره الاف عضو شيوعي مصري  خلال قيادتها للكفاح الاجتماعي  الذي  بلغ ذروته بانتفاضه يناير عام 1977 ضد الاستبداد والفساد والتبعيه لمراكز الاستعمار العالمي.!!

الخبر من المصدر