"سبوتنيك" أول وكالة أنباء أجنبية تدخل قرية "حضر" المحاصرة بريف القنيطرة

"سبوتنيك" أول وكالة أنباء أجنبية تدخل قرية "حضر" المحاصرة بريف القنيطرة

منذ ما يقرب من 9 سنوات

"سبوتنيك" أول وكالة أنباء أجنبية تدخل قرية "حضر" المحاصرة بريف القنيطرة

سبوتنيك- القنيطره- خالد غسان الخطيب\nقبل الوصول الي مدينه "ستسع" علي اطراف القنيطره لجانا الي زياده السرعه بشكل جنوني خشيه التعرض لمحاوله قنص من "خان الشيح" يساراً، وما هي الا لحظات حتي بدا امامنا "حجر الصوان" يفرش علي مد البصر، معلنه اشاره دخولنا محافظه  القنيطره، التي تمتلك اكثر الاراضي الزراعيه خصوبه في سوريا.\nبعد ساعتين بلغنا المحطه الاخيره قبل الدخول الي "حضر"، انها "قريه حرفا" تلك القريه التي تتشارك مع "حضر" الايدلوجيه والخطر ما يجمعهما ليكونا في حاله دفاع مشترك.\nولكي ندخل "حضر" كان علينا ان نسلك الطريق الاخير والوحيد، ذلك الطريق الترابي الممتد علي طول 3 كيلومترات، والمطل علي "التلول الحمر"، احد معاقل "جبهه النصره" الحاليه، والمطل بشكل مباشر علي الطريق.\nسارت بنا السياره، وبدات امارات القلق والاضطراب تزداد تدريجياً، وفي منتصف الطريق، نري "مدحله" (مركبه تسويه الارض) هامده مدمره، حيث اكد الاهالي "لسبوتنيك" انها استهدفت اثناء عملها بقذيفه ادت الي استشهاد السائق واعطاب المركبه… وبعد لحظات، نري اللافته الزرقاء "حضر" لتعلن رسمياً بدايه رحلتنا داخل القريه.\nفي قريه الثلاثه عشر الف نسمه، تقع "حضر" المكشوفه بشكل مباشر علي اعين مراصد الاحتلال الاسرائيلي، من شمالها جبل الشيخ، ومن جنوبها "جباثا الخشب"، وقرى الجولان المحتل  من غربها، وبيت جن  من شرقها، لكن المسلحين المدعومين من الاحتلال الاسرائيلي لم يتمكنوا رغم تطويقهم لها لليوم الثالث والثلاثين علي التوالي، تحقيق اي من مكاسبهم المرجوه.\nبدات جولتنا بالذهاب الي مدرسه القريه ليستقبلنا بعض المقاتلين والاهالي ليؤكدوا لنا علي اصرارهم علي الصمود امام استهدافهم الاخير، وكشفوا عن مواقفهم حيال ما يحصل وتمكنت "سبوتنيك" حصلت علي بيان  صادر عن اهالي وسكان القريه.\nانتقلنا الي الجهه الشماليه الشرقيه، تحت ظل اشجار الاهالي الزراعيه خوفاً من محاوله قنص يمكن ان تستهدفنا.\nوصلنا الي مكان وجود مرابطي القريه، الذي لا يبعد الكثير عن مسلحي "جبهه النصره" المتحصنين في تل عسكري  للجيش السوري احتلوه منذ فتره ليست بطويله، تحدث معنا مرابطو القريه عن الاشتباكات ومحاولات استماله المسلحين لهم عبر محادثات عبر اجهزه اللاسلكي، مؤكدين ان روايتهم الدائمه كانت بشرحهم ان الجيش السوري هو عدوهم وليس اهالي القريه، بالتزامن مع  الاشتباكات ومحاولات التسلل الدائمه، مشيرين الي سقوط اكثر من 150 قذيفه علي القريه من قبل الاحتلال الاسرائيلي حتي الان.\nواثناء جولتنا في الحضر، انطلقنا لنرصد حياه الاهالي في شوارع القريه، الحكايه مختلفه هنالك لم تنجح كل الظروف في تغيير حياتهم القرويه.\nفها هو شاب ينقل محصول التوت عبر سيارته بعد قطافه، رغم كل الخطر المحدق في اراضي القريه الزراعيه، مؤكدا انه "غير مبال او قلق بكل هذا الخطر الذي يحيط بقريته كسائر اهل القريه، فالجميع صامدون علي ارضهم غير مكترثين بكل التهديدات التي تواجههم".\nوفي حديث الاهالي عن الخدمات، اشاروا الي ان القريه بقيت من دون كهرباء او ماء لمده استمرت 25 يوماً منذ بدء الهجوم الاول عليهم، وحالياً يصل التيار الكهربائي بشكل متقطع، ونصيب القريه من الماء ياتي مره واحده في الاسبوع.\nوفي لقاء خاص تحدث شيوخ القريه "لسبوتنيك" عن تاريخهم وبطولات اجدادهم والتضحيات التي بذلتها القريه بتقديمها عشرات الشهداء، واكدوا ان اهالي الطائفه "الدرزيه المعروفيه" الموحده، جزء اساسي من تراب الوطن السوري، وشددوا علي دعمهم للجيش العربي السوري وقيادتهم، رافضين كل ما تناقلته الانباء عن استماله اهالي القريه والطائفه الي طرف المعارض والقتال في وجه الجيش السوري، مؤكدين ان الاحتلال الاسرائيلي هو عدوهم الاول والاساسي.\nالمعروف ان اهالي قريه"حرفا"، التي تبعد 3 كيلومترات جنوب شرقي حضر، شاركوا الي جانب الجيش السوري في الاشتباكات ضد المسلحين من  بيت جن وجباثا الخشب، وسقط منهم العديد من الشهداء في تلك المعارك، كما ساعدت القريه بشكل رئيسي في شق الطريق الفرعي الذي يستخدم حاليا للدخول الي قرية حضر.\nوتقع هضبه الجولان بين نهر اليرموك من الجنوب، وجبل الشيخ من الشمال، وتتبع ادارياً لمحافظة القنيطرة. وفي حرب 1967، احتل الجيش الاسرائيلي ثلثي مساحتها، وغزا الاحتلال الاسرائيلي في 5 يونيو/ حزيران 1967 الجولان، واحتل 1260 كيلومترا مربعاً من مساحه الهضبه، بما في ذلك مدينة القنيطرة، وفي اكتوبر شهدت معارك عنيفه بين الجيش السوري والاحتلال الاسرائيلي، واسترجع حينها الجيش السوري 684 كيلومتراً مربعاً من اراضي الهضبه ومدينه القنيطره التي مازالت مدمره.

الخبر من المصدر