«خاير بك».. الرجل الذي أنهى دولة المماليك

«خاير بك».. الرجل الذي أنهى دولة المماليك

منذ ما يقرب من 9 سنوات

«خاير بك».. الرجل الذي أنهى دولة المماليك

لقبه المؤرخون بـ«خائن بك»، فهو خاير بن ملباي المحمودي من المماليك الجراكسة، ولد في بلده صمصوم ببلاد الكرج بجمهوريه جورجيا حاليا، احضره والده الي السلطان قايتباي وصار من مماليكه، وفي ايام السلطان قنصوه الغوري اصبح حاجب الحجاب (كبير الحجاب) ونال لقب امير.\nتولي منصب نائب السلطان في حلب واستمر فيه حتي قدوم العثمانيين الي الشام ومصر سنه 1516.\nكان لهذا الامير دور مهم في مساعده العثمانيين علي غزو مصر وسقوط دولة المماليك، فعندما قام السلطان الغوري بملاقاه العثمانيين علي تخوم الشام في مرج دابق، انسحب هذا القائد الخائن بقواته التي كانت تشغل الجبهه اليسري في قوات المماليك بقياده الغوري مما تسبب في انكسار هذا الجيش، بل وسقط السلطان الغوري نفسه صريعاً تحت سنابك الخيل، ولم يعثر لجثته علي اثر بعد ذلك.\nاستمر خاير بك في هذا الدور بعد معركة مرج دابق، فقد عمل علي بث روح الهزيمه ونشر بذور الفتنه بين قواد المماليك، مما تسبب في السقوط المروع لدوله المماليك نهائياً بعد موقعه الريدانيه.\nكان له دور في دفع السلطان سليم الاول الي اعدام اخر سلاطين المماليك الاشرف طومانباي، بعد استيلاء سليم الاول علي القاهره سنه 1517، بل انه دفع السلطان العثماني الي اراقه الكثير من دماء المماليك، وهم بني قومه ولكنها الخيانه، وكانت المكافاه هي حكم مصر لمده خمس سنوات وثلاثه اشهر، فكان بذلك اول من تقلد ولايه مصر تحت الرايه العثمانيه عام 1517.\nاشتهر حكمه بسفك دماء المصريين، وكما ذكر ابن اياس انه اخترع طريقه جديده في القتل عن طريق ادخال الخازوق في الاضلاع وكان يسميها «شك الباذنجان»، وكرهه العامه واحتقروه فقد اتلف نقود الديار المصريه، وعزل القضاه الاربعه، وزادت كراهيته لرجال العلم والفقهاء، مما زاد من مساوئه، وكان سببا في خراب مصر.\nمرض في اخر ايامه مرضا لم يعرف له علاج قط فكان يوزع المال ليدعوا له العامه بالشفاء حتي اصيب بالشلل ومات بعدها في عام 1521، ودفن الخائن في تربته التي بناها بباب الوزير.\nيقول ابن زنبل الرمال علي من يمر بقبره: "يمر عليها الباشات والصناجق والاغوات عند ذهابهم واياهم، فلم يلتفت اليه منهم احد، ولا يترحم عليه ولا يقرا له الفاتحه، مع انها تربه مليحه المنظر، ومع ذلك صد الله عنه قلوب الخلق لانه كان سبباً في هلال الوف مؤلفه من الجراكسه والاروام والعرب وغيرهم".. وكان موته عبره لمن اعتبر.

الخبر من المصدر