الباحثات التونسيات....فراشات يصنعن الربيع

الباحثات التونسيات....فراشات يصنعن الربيع

منذ ما يقرب من 9 سنوات

الباحثات التونسيات....فراشات يصنعن الربيع

ففي يناير/كانون الثاني الماضي وبشكل غير مسبوق تم الاعلان عن تنصيب الباحثه المخترعه التونسيه حياه العمري رئيسه شرفيه للفدراليه الفرنسيه للمخترعين، وكان ذلك تتويجا لسلسله من النجاحات حصدت خلالها المهندسه ودكتوره الكيمياء العديد من الجوائز الدوليه في مجال الاختراع.\nوكان اخر هذه النجاحات في مايو/ايار الماضي حين حصلت العمري، ابنه مدينه الرقاب التابعه لمحافظه سيدي بوزيد، علي ثلاث جوائز عالميه في المسابقه الدوليه للمخترعين المنعقده بمدينه كان الفرنسيه وهي الجائزة الكبرى الفرنكوفونيه، والتانيت الذهبي للجمهورية الفرنسية، والميداليه الذهبيه لمسابقه الفدراليه الاوروبيه للمخترعين.\nوتدخل انجازات الباحثه التونسيه في مجال الكيمياء التطبيقيه وتتمثل في ايجاد طرق مختلفه لتثمين ماده الفوسفوجيبس وهي النفايات التي تنتج بعد تحويل الفوسفات الطبيعي لانتاج الحامض الفوسفوري وتمثل معضله بيئيه كبيره. وقد حصلت العمري علي خمس براءات اختراع في هذا المجال.\nوقد اكتشفت هماني كذلك الجين المسؤول عن مرض يصيب العين يدعي "مايكروثتالني بوستيرين" مسؤول عن تقليص حجمها الخلفي، كما اكتشفت ايضا الجين المسؤول عن الاصابه بمرض الماء الازرق، وهو اهم ثاني سبب لاصابه الانسان بمرض فقدان البصر في العالم. وقد فازت بذلك علي الجائزه العالميه "لوريال اليونسكو" للنساء والعلم عام 2012.\nيذكر ان هذه الجائزه تم اطلاقها عام 1998 لتكريم النساء المتميزات في مجال علوم الحياه وعلوم المواد، وقد حصلت حتي اليوم 77 باحثه علي هذه الجائزه، منهن سبع باحثات من العالم العربي.\nوكان لهذه الجائزه العالميه دور في اكتشاف التونسيين اسمين اخرين في مجال البحث العلمي في تونس وهما استاذه الفيزياء بكليه العلوم بتونس زهره بن الاخضر التي فازت بالجائزه عام 2005، واستاذه الطب الجيني بكليه الطب بتونس حبيبه شعبوني الحاصله علي الجائزه نفسها عام 2006.\nوكان لزهره بن الاخضر دور ريادي في انشاء اول مختبر افريقي للتحليل الذري الطيفي والجزيئي يعمل فيه باحثون تونسيون وعرب وافارقه، وقد حصلت علي الدكتوراه من جامعه "بيير وماري كوري" بباريس، وهي من ابرز الكفاءات العلميه العربيه التي رفضت عروضاً مغريه للعمل في اوروبا، وعادت عام 1972 الي تونس للمساهمه في بناء جيل جديد من الكفاءات العلميه، وكانت البلاد تفتقر انذاك الي ابسط مستلزمات البحث العلمي، وانصرفت بسبب ذلك الي البحث النظري، ونشرت اكثر من ستين دراسه في المجلات العلميه الدوليه.\nاما حبيبه شعبوني فتعتبر رائده في مجال حمايه التونسيين من الامرض الوراثيه من خلال اهتمامها بحالات الامراض الوراثيه في اسر يكثر فيها زواج الاقارب، فانشات عام 1981 اول قسم للاستشارات حول الامراض الجينيه في مستشفي شارل نيكول احد اكبر المستشفيات في البلاد قبل ان تؤسس قسم الامراض الوراثيه والخلقيه عام 1993. وقد استطاعت تحديد الطفرات الجينيه المسؤوله عن العديد من الامراض الوراثيه.\nويحتل اسم مديره قسم علوم البيولوجيا في كليه العلوم بجامعه المنار الاستاذه امال القعيد مكانه هامه في المشهد العلمي باعتبارها من النخبه المساهمه في البرامج الدوليه لرسم خرائط جينيه للبشر والكائنات الحيه. وقد نشرت اكثر من 56 بحثاً في مجلات علميه مُحكمه.\nوهذه الاسماء لا تمثل سوي امثله علي مساهمه المراه في تونس في مجال يهيمن عليه الرجال حتي في الدول المتقدمة. وهو يعكس نتائج عمل طويل المدي بدا منذ عقود طويله لتمكين المراه من نفس الحظوظ في التعليم التي لدي الرجل. بل ان الوضع قد انقلب خلال العقد الماضي الي حد ان نسبه الطالبات قد فاقت خلال السنه الماضيه 60% من مجموع الطلبه في البلاد.\nاما بالنسبه لمدرسي التعليم العالي فان الوضع يسير في نفس الاتجاه بعد ان بلغت نسبه المعيدات في الجامعه 56% من مجموع الحاصلين علي هذه الرتبه، بينما ما زالت نسبه النساء في رتبه استاذ تعليم عال وهي اعلي رتب التدريس لا تتجاوز 15%. وبمقارنه هاتين النسبتين يتبين ان انقلابا ناعما سيحدث خلال العقدين القادمين ليصبح العنصر النسائي اكثر حضورا في اطار التدريس بالجامعات التونسيه.

الخبر من المصدر