أحمد نصار يكتب: داعش: النسخة الإسلامية من منظمة “الألوية الحمراء” الإيطالية | ساسة بوست

أحمد نصار يكتب: داعش: النسخة الإسلامية من منظمة “الألوية الحمراء” الإيطالية | ساسة بوست

منذ ما يقرب من 9 سنوات

أحمد نصار يكتب: داعش: النسخة الإسلامية من منظمة “الألوية الحمراء” الإيطالية | ساسة بوست

منذ 9 دقائق، 12 يوليو,2015\nفي السادس عشر من مارس عام 1978 قامت منظمه الألوية الحمراء – وهي منظمه ايطاليه ارهابيه سريه متطرفه، تاسست عام 1970 في ميلانو – باختطاف رئيس الوزراء الايطالي وزعيم حزب الديمقراطية المسيحية “الدو مورو” اثناء ذهابه لمبني البرلمان الايطالي وقتلت خمسه من حراسه الشخصيين، كان مورو متوجهًا للبرلمان للحصول علي ثقه النواب للدخول في تحالف حكومي يسمح للشيوعيين بالمشاركه في الحكم، وانهاء عقدين من التوتر وعدم الاستقرار، مما عرف وقتها “بالحل التاريخي”.\nفمن يا تري كان يقف وراء هذه المنظمه؟\nخلال القرن الماضي كانت الشيوعيه قد بدات تنتشر في اوروبا بشده، وتكتسب انصارًا من الشباب كل يوم، بشكل اقلق الدول الغربيه، التي كانت تري منذ اللحظه الاولي في الشيوعيه الخطر الحقيقي عليها، واصبح الصراع الايديولوجي بين اليمين (الراسمالي) واليسار (الاشتراكي) علي اشده في هذه الدول.\nكان الخوف الرئيس لدول اوروبا الغربيه من الشيوعيه، مما جعل بريطانيا وفرنسا تقومان في وقت ما بدعم هتلر النازي، بكل ما يحمله من افكار عنصريه دمويه، فور وصوله لمنصب المستشاريه في المانيا عام 1933 ظنًا منهما انه سيكون خط المواجهه الاول ضد الشيوعيه.\nواستغل هتلر ذلك لمده ست سنوات كامله حتي جاءت المعلومات الاستخباريه الي لندن وباريس صيف العام 1939 ان هتلر لا يريد التوجه شرقًا فحسب، بل ان اوروبا هي هدفه الرئيسي، عقد هتلر معاهده عدم اعتداء مع الزعيم السوفيتي ستالين، وبدا في اجتياح القاره العجوز! بولندا ثم هولندا وبلجيكا ولكسمبورج، وفرنسا!\nوقتها قامت الدعايه الغربيه بشيطنه هتلر والاستعداد لمواجهه هذا الخطر الكاسح (انظر روجيه جارودي: كيف نصنع المستقبل، الباب الرابع: هتلر كسب الحرب).\nوعقب الحرب فُرضت عقوبات وقيود علي انتشار الافكار التي يري الغرب انها خطر عليه، ومنها مثلًا في ايطاليا، فعلي الرغم من الاغلبيه المهمه التي كان يحصل عليها الحزب الشيوعي الإيطالي في البرلمان فانه لم يحصل علي ايه وزاره، بسبب انه مقصي من الحكومه!\nكانت الغالبيه الساحقه من المواطنين المنخرطين في الحركات الاجتماعيه لليسار تلجا الي اشكال غير عنيفه من الاحتجاج مثل المظاهرات، واعمال العصيان المدني، والكثير من النقاشات الحاده. وسياسيًا كان الحزب الشيوعي القوي، واقل منه، الحزب الاشتراكي، في قلب البرلمان الايطالي، متعاطفين مع هذه الحركه فكانا يدينان سياسه الولايات المتحده الامريكيه، وحرب فيتنام وكذلك توزيع السلطه في ايطاليا الذي يقصي الشيوعيين من السلطه رغم الاغلبيه التي يحوزون عليها!\nالا ان بعض حركات اليسار المتطرف لجات الي العنف مثل حركه الالويه الحمراء سالفه الذكر، وحركه الجناح المسلح الاحمر (لاحظ اللون الاحمر يشير بوضوح للشيوعيه).\nوكلعبه البينج بونج التي تحتاج لطرفين حتي تستمر، وفي المقابل لجات احزاب اليمين الي اعداد تنظيمات سريه مسلحه بدعم من الولايات المتحده الامريكيه وحلف الناتو (وهو ما عرف بعد ذلك بالجيش السري للناتو) للقيام بعمليات ارهابيه دمويه والصاقها بهذه المنظمات اليساريه لفض الناس عنها من ناحيه، ولتبرير اعمال القمع وتقييد الحريات التي يقوم بها اليمين الحاكم انذاك.\nفيما بعد وبعد عشرات السنين اتضح ان معظم هذه العمليات لم تكن من فعل هذه المنظمات اليساريه التي اتهمتها الانظمه الحاكمه وانما من صنع افراد من تدبير من الدوله بغطاء امني واستخباري وعسكري قوي وهذا ما اصبح يعرف باستراتيجيه التوتر.\nوهذه الاستراتيجيه – كما وضحنا في عده مقالات سابقه – تعني باختصار قيام الانظمه المراد تدعيمها بعمل عمليات عنف دمويه، ونسبتها الي تيارات ارهابيه وهميه او مصطنعه عبر اداه اعلاميه جباره، بغرض احكام هذه الانظمه السيطره علي الحكم وممارسه سياسات قمعيه متشدده تروج لها حملات دعائيه ضخمه كي يؤيد الرأي العام هذه الافعال، او علي الاقل يقف علي الحياد بخوف.\nوفي مارس 2001، لمح الجنرال جيانديليو ماليتي، القائد الاسبق لمحاربه الجاسوسيه، الي ان الاغتيالات التي افقدت الشيوعيين الايطاليين الثقه، تلقت كذلك موافقه البيت الابيض وجهاز المخابرات الامريكيه، علاوه علي موافقه الشبكه السريه الايطاليه، والمصالح السريه العسكريه الايطاليه، والفرق الارهابيه اليمينيه المتطرفه.\nوقد اعتمدت هذه السياسه نظمًا قمعيه اخري عده اشهرها الجيش الجزائري عقب الانقلاب الذي قام به علي الانتخابات والمسار الديمقراطي عام 1992 بعد ان اثمرت الجوله الاولي عن فوز الاسلاميين، حيث اتضح بعد ذلك ان كثيرًا من اعمال القتل والعنف التي حدثت في الجزائر كانت بتدبير من الجيش نفسه! والذي نسبها بطبيعه الحال للمتطرفين الاسلاميين.\nجاء في مقدمه كتاب الحرب القذره الذي يروي فيه حبيب سويديه – وهو ضابط سابق في القوات الخاصه في الجيش الجزائري 1992/2000 – اساليب الجيش الجزائري في القمع والتنكيل بالمعارضين تحت عنوان فرعي باسم “استراتيجيه التوتر” ص 16:\n“غداه انقلاب كانون الثاني (يناير) عام 1992 بدات هجمات ضد رجال الشرطه والعسكريين، وكان القمع الحكومي فظًا. لم يكن لجنود وضباط القوات الخاصه في الجيش الوطني الشعبي خبره بمكافحه الارهاب مما جعلهم ماده سهله للتلاعب ولم يكن للسكان ايه ثقه بهذه الوحدات التي تتدخل دون اي احترام لحريات المواطنين. عمليات توقيف وتميشط وتفتيش واسعه تطول اشخاصًا بمجرد اشتباه بشراكتهم مع الارهابيين، وليس بناء علي حجج قانونيه، ومنذ عام 1992 استهدف جوهر عمليات القمع السكان المدنيين الذين يفترض انهم يدعمون الجماعات المسلحه اكثر مما استهدف هذه الجماعات (!)”.\nان السؤال الذي يطل براسه بقوه، من اين لداعش في سيناء بصواريخ كورنيت روسيه الصنع، وصواريخ مضاده للطائرات، وهي صواريخ غير متاحه حتي للثوره السوريه صاحبه الحدود المتراميه مع تركيا!\nان اسرائيل تراقب السمك في الماء، والسيسي يقوم بتجريف الارض وتهجير الاهالي، والبحر من الشمال والجنوب في سيناء، فكيف اتتهم هذه الاسلحه؟ اسرائيل ارسلت طائراتها لتصفيه مقاومين فلسطينيين في تونس، فهل تترك علي حدودها تنظيميًا راديكاليًا تعتبر القاعده بجواره تنظيمًا معتدلًا! ولم لا توجه داعش هجماتها تجاه الصهاينه في اسرائيل، او تجاه الروافض في ايران! لم كل ضرباتها للاسلام السني المقاوم، في سوريا وليبيا والعراق، والان تهدد غزه!\nوعندما تدخل السيسي في ليبيا، لمَ لم يوجه ضرباته للتنظيم الارهابي الذي قتل الاقباط هناك؟ علي العكس ضرب فصائل الثوره الاسلاميه التي تقاتلها داعش! ولا ننسي ان احمد قذاف الدم ابن عم القذافي مدح في حوار مع وائل الابراشي تنظيم داعش ودافع عنه! فما الذي يجعل داعش تتلاقي مع القذافي؟\nان القمع الذي يتعرض له الاسلاميون وبشكل غير مسبوق يدفع البعض الي الفرح باي انتصار ضد المجرمين الانقلابيين في الجيش! ولا ننكر ان في كل هذه التنظيمات السريه شباب مخلصون، والا فما الذي يدفع احدًا لتفجير نفسه، الا ان التنظيم ككل عليه علامات استفهام كبيره، مما يرجح انه اداه غربيه لتبرير وجود الانظمه المواليه له في المنطقه، ولاشعال فتيل الحروب الاهليه الطائفيه فيها!\nلقد كان اغتيال النائب العام في قلب القاهره وبجوار سور الكليه الحربيه مخرجًا للسيسي للهروب من استحقاق 30 يونيو، ومن الدعوات التي خرجت للتظاهر فيه، ومشي في جنازته يطالب ترزيه القوانين بسن مزيد من القوانين التي تغتال العداله اكثر واكثر! ثم جاءت حادثه سيناء يوم الاربعاء للتغطيه علي مشهد انقلابه الذي اطاح فيه باول رئيس منتخب!\nوفي كل استحقاق انتخابي او سياسي، ومع كل ازمه او مطالبات اقتصاديه سنري حادثًا هنا او تفجيرًا هناك، لتخويف الناس وارهابهم، كي يعيشوا دائمًا في “توتر”، عملًا بهذه الاستراتيجيه اللعينه: استراتيجيه التوتر!\nهذا المقال يعبر عن راي كاتبه ولا يعبر بالضروره عن ساسه بوست

الخبر من المصدر