سر عمر الشريف

سر عمر الشريف

منذ ما يقرب من 9 سنوات

سر عمر الشريف

• ناجح بكل اللغات وفي كل الاوقات\n• هاني لاشين: رفض سياره فارهه وتمسك بجلابيه ممزقه\n• محمد القليوبي: اختياراته ذكيه والنجوميه موهبه\n• الهواري: كان قريبا من الله ووفاته خير دليل\n• الشناوي: لم يضبط يوما بمغازله نفسه\nسنوات طويله مضت ومازال عمر الشريف علي القمه باعماله ومحطاته الفنيه التي يمكن ان تدرس في المعاهد السينمائيه العالميه، عمر الشريف الذي نجح في كل مراحل عمره وبكل اللغات كان يحمل سرا يجعله الممثل الاكثر نجاحا في السينما المصرية.. «الشروق» بحثت عن هذا السر عند عدد من المخرجين وصناع السنما.\nالمخرج هاني لاشين والذي عمل مع عمر الشريف في واحد من اهم اعماله فيلم الاراجوز يقول: هناك اسرار كثيره لدي هذا الرجل اهمها التسامح فقد كان رحمه الله عليه متسامحا مع نفسه ومع الاخرين فقد كان لا يسمح مثلا بالنميمه وكان بمجرد ان يسمع احدا يتحدث عن احد اخر ينهره وكان يري الحياه من خلال دوره الذي خلقه الله له ولا يتخطاه ولا يتجاوزه ولا يعين نفسه حكما او مصلحا او اي شيء غير نفسه، كما كان منضبطا الي اقصي الحدود وكان يعمل بتفانٍ واخلاص ولا ينظر للنتائج وكان يعمل وهو يعرف دوره في المنظومه فلم يكن يوما مخرجا ولم يسع لان يكون كذلك ولم يتدخل في شئون العمل وكان يؤمن بان السياره يقودها شخص واحد هو المخرج، اتذكر انه قال لي انه اثناء عمل فيلم دكتور زيفاجو كان يقوم بعمل المكياج لدوره لمده شهر يوميا وكان يظل في خيمه في الصحراء والطقس بارد ولم يستدعه احد ليؤدي هذا الدور ولم يبد اي انزعاج او ضيق حتي بدا في تقديم دوره بعد اكثر من شهر من انضباطه هذه كلها اشياء تكون شخصيه الفنان العالمي وهذه الاشياء جعلته يحافظ علي طزاجه عمله الفني علي مدي سنوات عمره.\nويتحدث لاشين عن تعاونه مع الشريف في الاراجوز قائلا: عمر الشريف كان يحصل كل يوم علي سيناريو جديد وهو من الذكاء انه ينتقي ويعرف ما هو الشيء الذي يضيف ليه ويختاره مهما كانت الظروف حتي لو كان يعمل مع مخرج شاب ليس له اسم حقيقي في السوق السينمائيه وانا جلست معه لمده شهر كامل في باريس لانه كان مرعوبا من شخصيه محمد جاد الكريم وانا قلت له انه اذا لم تقم انت بهذا الدور لن يكون هناك احد غيرك يقدمه وقلت له انا شايف قدرات غير عاديه لك في هذا الدور وفي النهايه حصل علي 30 جائزه محليه وعالميه عن هذا الدور.. والحقيقه انه كان ياتي الي الاستوديو قبل ميعاده بساعتين واتذكر انني قمت بعمل سته اطقم متشابهه من الجلابيه المقطوعه والجاكت الممزق الذي ارتداه في الفيلم حتي يستطيع ان يغير فيهما اثناء التصوير لكنه رفض تماما واكد لي انه لن يعمل الا بطقم واحد وقال لي لن اتنازل عنه حتي اكون محمد جاد الكريم.\nرحمه الله عليه لم يتعال يوما علي احد وكان ياكل مع العمال ورفض ان احضر له سياره مرسيدس تنقله من منزله الي البلاتوه وطلب مني ان اضع ثمنها في الانتاج حتي نحسن الشاشه هكذا كان فنانا حقيقيا رحمه الله عليه.\nالمخرج محمد كامل القليوبي يري ان سر عمر الشريف واستمراره انه كان يملك كاريزما النجم ويقول: كان يخطط بذكاء لحياته منذ البدايه في اختياره للادوار التي يقدمها ونحن في مصر لم ننتبه لموهبه عمر الشريف الحقيقيه الا عندما قدم اعماله في الخارج ووصل للعالميه والمخرج الكبير ديفيد لين لمح انه امام شخص غير عادي ودوره في لورانس العرب رشح من اجله للاوسكار وتصدره لفيلم سقوط الامبراطوريه الرومانيه كان اكبر من دوره لكن هذه هي صفات النجوميه وهذا يعكس انه كان يعرف جيدا ماذا يريد وكان يمكن ان يحصل علي اي جنسيه اخري لكنه كان يعلم ان كونه مصريا كان ذلك اضافه له والحقيقه انه قام بادوار كثيره لصالح البلد سواء وافقت عليها او لا مثل اتفاقيه كامب ديفيد او ملف استضافه كاس العالم او رئاسته لمهرجان السينما في القاهره وكان رحمه الله عليه سفيرا حقيقيا لمصر اينما ذهب وفي كل وقت وكان اسم مصر يردد مقرونا باسمه في اي تظاهره فنيه وثقافيه في العالم كله.\nالمخرج مجدي الهواري التقي معه منذ اشهر قليله وكان له معه ذكريات كبيره يقول عن سر عمر الشريف: كان لديه كاريزما النجم وانا تعلمت منه الكثير وكان لديه ثقافه الممثل التي وصل بها للعالميه وكان يتفاني في حب العمل وكان يؤكد علي انه اذا اخلص لعمله سوف يحصد النجاح والحقيقه ان زوجتي غاده عادل قالت لي ايضا ان فاتن حمامه قالت لها نفس الكلام والحقيقه ان هذا الجيل كان يعي تماما اهميه العمل والتفاني فيه وهذه ثقافه لن تجدها في اجيال كثيره اخري، والحقيقه ان عمر الشريف كان بينه وبين الله عمار كما يقولون ويكفي ان خاتمته كانت في ايام فيها عتق من النار وحب الله سبحانه وتعالي للبشر باختيار الله وليس باختيار البشر هذه الاسباب تؤكد لك انه من البشر الذين كان الله يحبها ويعطيها من اوسع الابواب.\nويضيف الهواري: يكفي فخرا لمصر ان عمر الشريف هو الوحيد في مجال الفن الذي كان يذكر العالم كله بمصر وانا تقابلت معه في الشتاء في مطار شرم الشيخ وتحدثت معه في اشياء كثيره وكان كما اول مره تقابلت فيها معه متواضع وبسيط.\nالناقد طارق الشناوي يضع يديه علي اسباب تفوق لعمر الشريف قائلا: اهم سر لاستمرار عمر الشريف ونجاحه انه لم يكن لديه اي احساس بانه كان حاله استثنائيه ولم يشعر مطلقا انه عمر الشريف ذلك العالمي الكبير وكان لديه يقين ان هناك مواهب اهم منه في مصر وان النجاح لم يكن يعني انه الافضل ولم يضبط يوما متلبسا بمغازله نفسه او الثناء عليها وكان لديه مقومات ممثل عالمي فملامحه يمكن ان تكون لاي جنسيه، عربي، تركي، فرنسي، واجادته للغات لعبت دورا كبيرا في حياته فهو كان يجيد الفرنسيه والانجليزيه وكان لديه قدره علي التنوع والتقاط خيوط اي دور.. وللاسف كان البعض يترك كل ايجابياته ويركزون علي بعض هفواته واعتقد ان عمر الشريف رحل عندما فقد الذاكره وان ما حدث له الان هو الرحيل الاخير.

الخبر من المصدر