مسجد « النجاشي » بأثيوبيا يقصده المسلمون لنيل البركة والعلاج من الأمراض

مسجد « النجاشي » بأثيوبيا يقصده المسلمون لنيل البركة والعلاج من الأمراض

منذ ما يقرب من 9 سنوات

مسجد « النجاشي » بأثيوبيا يقصده المسلمون لنيل البركة والعلاج من الأمراض

يقصد عشرات الاف المسلمين سنويا مسجد النجاشي، الذي بني علي اول ارض عرفت الاسلام بافريقيا، لنيل البركه والعلاج من الامراض، خاصه في شهر رمضان، اعتقادا منهم بان “من زار قبر النجاشي، ملك الحبشه، وقبور الصحابه المدفونين بها كانما زار قبر النبي محمد (خاتم المرسلين) في المدينة المنورة”.\nويتربع المسجد في قريه النجاشي، الواقعه علي بعد 30 كلم من مدينه مقلي، عاصمه اقليم تجراي، شمالي اثيوبيا، وهي (القريه) اول موضع في القارة السمراء يدخله الاسلام، حينما طلب النبي محمد صلي الله عليه وسلم من صحابته الهجره الي ارض الحبشه، في السنه الخامسه من البعثه (615 ميلاديه)، وذلك بعد ما حوربت رسالته بضراوه في مكه المكرمه.\nوحكم النجاشي، اصحمه بن ابهر، ارض الحبشه في الفتره بين عامي 610 و630 ميلاديه، وقال عنه النبي محمد: “ملك عادل لا يظلم عنده احد”، وكانت تسميه “الحبشه” تطلق، انذاك، علي المنطقه الواقعه شمال شرقي افريقيا، وتشمل كلا من اريتريا، والصومال، والسودان، وجيبوتي، واثيوبيا حاليا، واصبح الاسم اليوم قاصرا علي اثيوبيا.\nوتفيد المصادر التاريخيه بان النجاشي (لقب كان يطلق علي حاكم الحبشه انذاك)، اسلم بعد ان تاثر بالمسلمين المهاجرين، ودفن جثمانه في القريه المسماه باسمه في العام الـ9 للهجره (630 ميلاديه) .\nوتشهد القريه اهم الزيارات مرتين في العام، احدهما في شهر رمضان، حيث يقصدها كثير من المحسنين لتوزيع صدقات اموالهم واطعمتهم للفقراء والمساكين، الذين يتوافدون الي مسجد النجاشي، والاخري في شهر محرم، حيث يقصد المريدون (اتباع طرق صوفيه) المسجد لاقامه ما يطلق عليه “حوليه النجاشي” تبركا وتقربا.\nوفي القريه بئر حفرها المهاجرون المسلمون، يطلق عليها الاهالي اسم “ماء زمزم”، واصبحت هي الاخري وجهه للبركه والشفاء من الامراض.‎\n  وتلوح مئذنه مسجد النجاشي من بعيد، وكانما ترحب بزوار القريه، وقريبا منها تبرز القبه الخضراء لضريح الملك الذي خلد التاريخ سيرته، ومواقفه الانسانيه، ومن فوق التله التي ينتصب عليها المسجد، يري الزائر كنيسه “ماريام”، نسبه الي اسم زوجه النجاشي (ماتت علي الديانه المسيحيه)، في مشهد للتسامح الديني الذي عرف به الشعب الاثيوبي.\nوتمتد علي يمين المسجد العتيق، الذي لا تتجاوز مساحته 200 متر مربع، صاله لتعليم القران الكريم، وتدريس علومه، وفي الجهه الاخري، مبان تضم غرفا ومخازن لمشروعات خيريه.\nوتستقبل زوار المسجد بوابه تحمل لافته تتحدث عن الاثر التاريخي لهذه القريه، وما تحتضنه من رفات صحابه النبي محمد، وتقودهم اللافته الي ساحه متسعه، محاطه بسور صخري، تضم قبر الملك النجاشي، كما تضم الجهه اليسري من الصرح التاريخي مقابر 15 من صحابه الرسول؛ 10 من الرجال و5 من النساء.‎\nوتعلو قبر النجاشي ستاره خضراء، كتبت عليها الايه القرانيه : “اَلَا اِنَّ اَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”، وخلفه توجد المقبره الكبري لاكثر من 1400 من الالائمه والمشايخ وحفظه القران، فضلا عن مقابر الصحابه، التي تعتبر اول مقابر للمسلمين في اثيوبيا وافريقيا.\nوروي الشيخ محمد زينو، المشرف علي المسجد والمباني المحيطه به، قصه بئر تعود الي زمن المهاجرين المسلمين الاوائل، قائلا: “لما جفت الارض، وانعدم الماء عن قريه النجاشي وما حولها، نزل المهاجرون الي الوادي القريب من القريه بوصيه من الرسول محمد، وهو المكان الذي حطت به رحالهم عند قدومهم الي الحبشه، حيث بداوا بالتكبير والتهليل، وسالوا الله السقيا، ثم حفروا الارض”.\nوتابع: “ما ان ضربوا الارض، تفجرت عين ماء مازالت تجري الي يومنا هذا، ولم تعرف النضوب، بل اصبحت مزارا علي غرار العين المباركه الجاريه بمكه المكرمه (ماء زمزم)”.‎\nوتنتشر الطرق الصوفيه بكثره في اثيوبيا وتكاد تكون الدوله الافريقيه الابرز في هذا الاطار، حيث تقام بها حوليات (تجمعات دينيه) علي مدار السنه، وياتي الناس من كافه ارجاء البلاد ومن خارجها، للمشاركه في تلك المناسبات، ومن اكبر تلك الحوليات “حوليه النجاشي”، التي تقام في العاشر من شهر محرم من كل عام، وقد ابتكرها الشيخ عمر ابرار، احد علماء الدين باثيوبيا.\nوفي مدينه مقلي، التقي مراسل الاناضول بالشيخ “سعيد احمد”، احد المسؤولين بالمجلس الاعلي للشؤون الاسلاميه باقليم تجراي؛ حيث قال ان “المجلس يقوم بتنسيق وترتيب الزيارات من الاقاليم الاثيوبيه المختلفه الي قريه النجاشي، خاصه في مناسبه عاشوراء، التي تصادف 10 محرم من كل عام، والتي يصل فيها عدد الزوار الي قرابه 200 الف زائر”.\nواوضح الشيخ سعيد ان “مدينه مقلي وضواحيها يوجد بها 25 مسجدا، الي جانب المصليات والزوايا (مساجد صغيره) المنتشره في احياء المدينه وقراها”، لافتا الي ان “المسلمين في اقليم تجراي يمثلون 15% من اجمالي سكان الاقليم”‎ .\nويعتبر المجلس الاعلي للشؤون الاسلاميه باثيوبيا اعلي هيئه مستقله معترف بها من الحكومه،  تتولي شئون المسلمين، ويتم انتخاب اعضائه من اقاليم البلاد التسعه، وقد نجح في ادخال فقره بالدستور الاثيوبي تسمح للمسلمين في الاحتكام بشرائعهم، وبموجبها انشات محاكم اسلاميه معترف بها من المحكمه العليا في اثيوبيا. ويمثل  مجلس علماء الافتاء والدعوه والبحوث الاسلاميه احد هيئات المجلس، وهو الجهه المختصه بالفتاوي والدعوه والبحوث.\nالجدير بالذكر ان 3 دول بخلاف اثيوبيا تدعي انها صاحبه شرف استقبال اول ظهور للاسلام في افريقيا، وهي الصومال، والسودان، واريتريا، والاخيره تؤكد الشواهد التاريخيه ان سواحلها استقبلت وفد الصحابه الي الحبشه، الذي بلغ عددهم انذاك 83 صحابيا و19 صحابيه.‎

الخبر من المصدر