صور| محمد مستجاب.. سفير البسطاء

صور| محمد مستجاب.. سفير البسطاء

منذ ما يقرب من 9 سنوات

صور| محمد مستجاب.. سفير البسطاء

عشر سنوات اكتملت اليوم علي رحيل "محمد مستجاب"، ابن الجنوب الذي خط بساعديه جزءًا من تاريخ مصر، وانخرط مع بناه السد العالى. ولم يتخلَ عن جلبابه فيها.\nفمستجاب لم يكن اديبًا مترفًا يعيش في برج عاجي، بل كان فقيرًا يحيا وسط البسطاء ويشاركهم همومهم وماسيهم، الشيء الوحيد الذي ميزه عن غيره هو قلمه وثقافته اللا محدوده، والتي مكنته ان يكون سفيرًا للبسطاء يحكي حكاياتهم ويبوح بمعاناتهم.\nالرجل، علي الرغم من عدم حصوله علي اي شهادات، لكنه علم نفسه بنفسه، وثقف عقله، ونهل من الثقافه والعلم دون ان يرتوي، ليتشابه كثيرًا في تلك النقطه مع عباس العقاد الذي لم يحصل علي اي درجات علميه. وككل الباحثين عن لقمه عيشهم، نزح الي القاهره وبدا يطرق الابواب كي ينشر قصصه القصيره ومقالاته، وبعد كفاح استطاع ان ينشر اول قصه قصيره في مجله الهلال، وهي "الوصيه الحاديه عشره" في اغسطس 1969، ليجذب الانظار اليه بقوه، ما اتاح له الفرصه بان ينشر قصصه في عده مجلات بعد ذلك.\nوبرغم بساطه ما حققه، حيثُ لم ينشر في تلك الفتره اي كتاب يحمل اسمه، ولكنه كان سعيدًا بما انجزه؛ فدائمًا تختلف المشاعر بعد الكفاح، والنتائج وان كانت بسيطه ولكن رحله الوصول اليها تكسبها قيمه مختلفه، والقدر كان معه ليكون علي موعد مع النجاح، فمن قصه نشرها فتحت ابواب النجاح ليبدا مشواره مع الكتابه.\nاصر الرجل الجنوبي علي صعود السلم متانيًا، ورفض الطرق المختصره، وفضل العمل لسنوات في مجله "العربي" الكويتيه، يكتب بابًا ويتحصل منه علي القليل محاولاً العيش بكرامه، وكتب ايضًا في عده دوريات مثل: اخبار الادب، وسيدتي، ومجله المصور، وصحيفه الاسبوع.\nولم يشكو "مستجاب" حاله بل كان ضحوكًا باسمًا، وان كانت حياته صعبه احيانًا ولكنه استمتع بها، وبما اضفت عليه قسوتها من خبره وحكمه في الحياه. اصدر بعد ذلك عده مجموعات قصصيه، وحصل علي جائزه الدوله التشجيعيه، وتُرجمت اعماله لعده لغات، ومع ذلك لم تغير فيه تلك الاوسمه والامتيازات شيئًا، بل بقي كما هو سفير البسطاء والمهمشين والمبعدين في اقاصي البلاد، حتي وفاته عام 2005 عن عمر يناهز 67 عامًا بفشل كبدي، بعد ان عجز عن توفير نفقات علاجه.\nصدرت روايته الاولي "من التاريخ السري لنعمان عبد الحافظ" عام 1983، التي حصل عنها علي جائزه الدوله التشجيعيه عام 1984، وترجمت الي اكثر من لغه، تلتها مجموعته القصصيه الاولي "ديروط الشريف" عام 1984. ثم اصدر عده مجموعات قصصيه منها "القصص الاخري" عام 1995، و"قصص قصيرة" عام 1999، ثم "قيام وانهيار ال مستجاب" عام 1999 التي اعيد طبعها ثلاث مرات بعد ذلك.\nتقع المسؤوليه الادبيه والقانونيه للتعليقات والمساهمات المنشوره علي الموقع، علي صاحبها، ولا تعبر باي شكل من الاشكال عن راي اداره الموقع

الخبر من المصدر