اليوم.. ذكرى رحيل صاروخ الكوميديا إسماعيل يس

اليوم.. ذكرى رحيل صاروخ الكوميديا إسماعيل يس

منذ ما يقرب من 9 سنوات

اليوم.. ذكرى رحيل صاروخ الكوميديا إسماعيل يس

في مثل هذا اليوم 24 مايو، رحل عن عالمنا صاروخ الكوميديا في زمن الفن الجميل النجم اسماعيل يس، صاحب الفضل في زرع البسمه والبهجه علي اوجه مختلف الاجيال.\nاستطاع اسماعيل يس ان يقدم اعمالاً خالده علي مر التاريخ، فهو احد الفنانين القلائل الذين نجحوا في اسعاد الناس ولكنه فشل في اسعاد نفسه فلقب بالمضحك الحزين.. وفي خلال السطور التاليه سوف نستعرض لكم اهم المواقف السعيده والحزينه التي مر بها سمعه.\nلا يعلم الكثيرون ان اسماعيل يس عاش طفوله قاسيه منذ ولدته عام 1912، حيث انه اضطر للعمل مناديًا امام محل لبيع الاقمشه، بعد ان سُجن والده نتيجه تراكم الديون عليه، هذا بالاضافه الي انه عمل صبيًا في احد المقاهي بشارع محمد علي واقام بالفنادق الصغيره الشعبيه، كما عمل مناديًا للسيارات باحد المواقف بالسويس.\nوبعد عده سنوات لم يجد ما يكفيه من المال، فاضطر الي ان يعمل وكيلاً في مكتب احد المحامين باحثًا عن لقمه العيش.\nامنيه سمعه التي لم يستطع تحقيقها\nولم يكن عمل اسماعيل يس وكيلاً في مكتب احد المحامين، هي امنيته التي ظل يحلم بها طوال فتره صباه، ولكن هناك امنيه ظلت تسيطر عليه وهي حلمه في ان يصبح مطربًا، وكان يظن اسماعيل ان صوته جيد، لدرجه انه كان يتخيل انه سينافس العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ، وموسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب، لكنه عرف حقيقه صوته، ولكن ظل فكره المغني تسيطر عليه بدرجه كبيره حتي اصبح من اكبر المونولوجست في مصر انذاك الوقت، ومن هنا بدا مشوار سمعه نحو العمل في السينما حيث انه استطاع يلفت نظر مختلف المنتجين والمخرجين الذين امنوا بموهبته في مجال الكوميديا.\nوارتبط اسماعيل يس باسماء الافلام كنوع من انواع ضمان نجاح الافلام واقبال الجماهير عليها نتيجه لشهرته الواسعه التي حاز عليها في ذلك الوقت.\nوتربع علي عرش الكوميديه لمده 10 سنوات، ولقي اعجابا كبيرا من النقاد والجماهير، ومن ضمن الافلام السينمائيه التي اقترنت باسمه مغامرات إسماعيل يس، إسماعيل يس في مستشفى المجانين، إسماعيل يس في دمشق، إسماعيل يس طرزان، إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة، إسماعيل يس في البوليس.\nقفشات اسماعيل يس مع نجوم الوسط الفني\nعرف عن الفنان اسماعيل يس انه تمتع بخفه ظل مع مختلف النجوم وكان يربط بينهما علاقه موده ومحبه، وفي احدي زيارات ام كلثوم الي الاسكندريه التقت الفنان اسماعيل يس عن طريق الصدفه في صيدليه بمحطه الرمل، وكان برفقتها الموسيقار رياض السنباطي والشاعر احمد رامي.\nوكان اسماعيل يس يقف بجوار الميزان، فسالته ام كلثوم عن وزنه فاجاب "تمام زي الفل 78 كيلو"، فقالت ام كلثوم مندهشه: "مش معقول.. لازم اتوزنت من غير بُقك"!! فضحك الجميع.\nوبعد هذا المشهد المضحك من قبل كوكب الشرق، اصر سمعه علي ان تزن ام كلثوم نفسها علي الميزان، وقبل ان تصعد فوق الميزان، لفت احمد رامي نظر ام كلثوم، الي ان اسماعيل ياسين يتميز بسرعه البديهه وخفه الدم، فانتبهت ام كلثوم ورفضت ان تعطيه هذه الفرصه ففاجا سمع الجميع بقوله لها: "اكيد سيبتي صوتك في مصر وخايفه توزني نفسك من غيره"، فضحك الجميع.\nوفي حوار جمع اسماعيل يس والفنانه الكوميديه زينات صدقي نشرته احدي المجلات الفنيه، القي اسماعيل يس علي زينات “نكته” قال فيها:\n"تعرفي يا زينات حكايه الراجل اللي مراته ضاعت منه وراح ينشر اعلان عنها في الجريده واداهم اوصافها؟ لا يا خويا يا اسماعيل احكيها لي، قال لهم شعرها اصفر زي الدهب، وعينها زرق وبقها مسمسم.. وحلوه قوي.. قوي، وبعدين يا خويا، وبعدين سالوه الوصف ده مضبوط، قال لهم لا مش مضبوط، يا ندامتي معرفش يوصف مراته ولا ايه، ابدًا يا عبيطه اصل مراته كانت وحشه قوي، وانتهز الفرصه وقال انها حلوه، علشان اللي يرجعها له يرجع له واحده حلوه".\nبدات علاقه بالسياسه عندما تعرض لموقف عصيب مع الملك فارق فهو من ضمن القصص التي لا تنسي، ففي احدي المرات دعا الملك فاروق الفنان اسماعيل يس الي استراحته الملكيه، لتقديم مجموعه من النكات والمونولوجات.\nبدا اسماعيل يس روايه، وكانت اول نكته قالها للملك فاروق: "مره كان في واحد مجنون زي حضرتك"، فتفاجا الملك وغضب، ورد عليه قائلاً: "انت بتقول ايه يا مجنون؟"، فارتبك اسماعيل وسقط علي الارض متظاهرًا بالاغماء.\nبعدها غادر الملك فاروق القاعه غاضبًا، وارسل لاسماعيل طبيبه الخاص يوسف رشاد، وعندما كشف عليه وادرك حاله الارتباك الشديده التي يعاني منها، حاول تمرير الموقف من خلال اقناع الملك فاروق بانه يعاني من حاله عصبيه تجعله يفقد الوعي للحظات.\nومن هنا قرر الملك ارسال اسماعيل الي مستشفي الامراض العقليه، لتلقي العلاج هناك وبالفعل مكث اسماعيل بالمستشفي لمده عشره ايام، وتلقي اسماعيل العلاج علي نفقته الخاصه.\nوعن اخر ما جمعه مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، حينما ارسل اسماعيل يس خطابًا الي الرئيس الراحل عبد الناصر شرح فيه ما يعانيه وانه تعب من عدم العمل، بعد ان خرج من مستشفي ووجد نفسه عاطلاً عن العمل.\nوكانت نص الرساله هي "ارجو ان اعود للعمل.. فالعمل هو صحتي وحياتي، والا يكون هناك حكم بالاعدام ضدي فاموت.. عاطلاً.. بائسًا.. تملا الدموع عيني بعد ان ملات قلوب الناس بالافراح".\nوكانت اخر علاقات سمعه مع الرئيس الراحل انور السادات الذي كرمه باعتباره ذات القيمه الفنيه غير المسبقه في تاريخ السينما المصريه، لكن اسماعيل رحل في صمت عام 1972 قبل ان يحصل علي هذا التكريم الذي كان من الممكن ان ترفع من روحه المعنويه التي انكسرت في اواخر حياته.\nوفي اواخر ايام حياته تعرّض سمعه الي ماسٍ عديده، منها افلاسه المادي، حيث كانت تلاحقه مصلحه الضرائب لمطالبته بمتاخرات ارباحه عن الاعوام السابقه، كما حجزت علي "عمارته"، فانهار كل ما بناه، وتخلي عنه اصدقاؤه المقربون من المنتجين الذين جنوا من وراء ضحكاته اموالًا طائله، وظل يصارع المرض حتي توفي في 24 مايو 1972.

الخبر من المصدر