اصنعى لنفسك «ماركة».. عندما تتكلم المرآة (2)

اصنعى لنفسك «ماركة».. عندما تتكلم المرآة (2)

منذ ما يقرب من 9 سنوات

اصنعى لنفسك «ماركة».. عندما تتكلم المرآة (2)

فى كتاب "الدليل إلى تنمية وتطوير الشخصية"، نجد المؤلف يطرح علينا سؤالا مهمًا، يحاول أن يضعنا به على أقصر الطرق للرد عليه، ونحن سنحاول معا الإجابة عليه فنجده يقول:\n"سؤال صعب لا يمكن الإجابة عليه، وإذا أصررنا على الانتظار أو اكتشاف الإجابة الصحيحة، ففى الغالب تمر بنا الحياة دون الفوز بهذه الإجابة، ولذا يجب اتخاذ خطوات أكثر إيجابية".\nابدئى بكتابة جملة تحددين فيها رسالتك الشخصية فى الحياة، وتوضحين فيها "الهدف"، ضعى خطا عريضا تحت قيمك الخاصة، وتعتبر هذه الطريقة هى أفضل الوسائل المتاحة للبدء فى اتخاذ خطوات إيجابية، لتنمية شخصيتك وتطويرها.\nالسؤال الآن: ما نوعية الرسالة التى يمكن اختيارها؟ إنها باختصار رؤية شخصية مدعمة بالعديد من القيم الأخلاقية، التى تتفق مع مبادئك فى الحياة العامة، ونقدم فيما يلى بعضا من الأمثلة:\n•رسالتى فى الحياة تطوير أدائى المهنى فى الوظيفة، التى أشغلها مع الاحتفاظ بجميع القيم الأخلاقية والالتزام بمبادئ الاستقامة، والخلق القويم، وتكريس النفس والجهد من أجل أن أكون مؤثرة فى الآخرين.\n•رسالتى فى الحياة أن أكون أفضل إدارية واستشارية مصرية الجنسية، أقدم خدماتى للمنظمات والهيئات والمؤسسات المصرية، وفى الوقت ذاته أعيش حياة أسرية سعيدة ومستقرة.\n•رسالتى فى الحياة أن أكون زوجة وفية لزوجى، أوفر له كل أسباب السعادة، وأن نعيش معا فى تناغم وتوافق وانسجام، تسود بيننا أواصر الصداقة والمودة.\n•رسالتى فى الحياة أن أكون رياضيا أوليمبيا.\n•رسالتى فى الحياة أن أعمل على تحقيق الانضباط أو النظام فى مجال عملى، والمبادرة السريعة لتقديم المساعدة، وإبداء النصح لجميع العاملين فى مؤسستى مع حرصى الدائم على تنمية وتطوير مواهبى الخاصة.\nإليك عزيزتى يقدم حسن حمدى فى كتابه "الفارق المهم" بعض النقاط، التى أتمنى أن تكون نبراسًا لك فى تحديد ورسم ملامح هدفك:\n1- يجب أن يكون هدفك إيجابيا لا سلبيا بمعنى أن تحددى ما تريدين، وليس ما لا تريدين، فتقولى "أريد أن أحصل على وظيفة كذا"، ولا تقولى: "لا أريد أن أبقى عاطلة عن العمل".\n2- أن يكون لديك الثقة واليقين بأن ما تريدينه يمكنك الحصول عليه، بغض النظر عما يفعله الآخرون، فلا بد أن يكون لديك الشعور بأنك المسؤولة عن تحقيق هذا الهدف، وليس شخصا آخر.\n3- يجب أن يكون لديك مقياس تعرفين من خلاله هل وصلت إلى هدفك أم لا؟، وفيما إذا كنت تقتربين منه أم لا؟\n4- يجب أن تتخيلى هدفك بتفاصيله، وتتخيلى نفسك وأنت تحققينه، وتكون إجاباتك على الأسئلة "متى، وأين، وكيف، ومن" واضحة ومحددة ومفصلة.\n5- عليك أن تتعرفى على العوائق بطريق هدفك، وتعملى على تذليلها وتجاوزها.\n6- عليك أن تبادرى وتبدئى بتحقيق هدفك، وأن تستمتعى بعملك، أو على الأقل تجعلين منه عملًا ممتعًا.\n7- أن تقومى بكتابة أهدافك وتوثيقها على الورق بشكل واضح ومحدد ودقيق مختصر، واكتمى ذلك، ولا تخبرى به أحدا إلا من ارتضيت من المقربين إليك.\n8- الأهم من هذا كله أن تؤمنى بأهدافك، إيمانا لا يشوبه شك أو ريب، وأن توقنى بأنك إن شاء الله ستصلين إلى تحقيقها لا محالة، وهذا الإيمان يظل هو القوة والوقود، اللذان يدفعانك للوصول إلى ما تريدين.\nإن الأشخاص الحاسمين كما تقول عنهم جيل لندنفيلد، فى كتابها "طرق مختصرة لاتخاذ القرارات الصعبة بسهولة"، لا يترددون وهم لا يضيعون الوقت أو الجهد فى التسكع حول مفترقات الطرق فى حياتهم، لاختيار أحدها كيف يحققون ذلك؟\nالسر بسيط، وهو الإعداد!، فقبل أن يصل هؤلاء فى رحلتهم عبر الحياة بوقت كافٍ إلى نقطة اتخاذ قرارات حاسمة كانوا قد:\n- طوروا رؤية واضحة لأهدافهم المرغوبة، فعلى سبيل المثال: ما يرغبون فى الوصول إليه وما يريدون عمله فى المستقبل، وهكذا".\n- درسوا خريطة الطريق جيدًا، وحددوا أفضل الطرق المناسبة لهم، لقد حددوا بالفعل جودة الرحلة التى يريدونها، لذا فإنهم لا يترددون فى اختيار طريق الاستمتاع أو طريق الكد والتعب، "على سبيل المثال ما إذا كانوا يرغبون فى أسلوب حياة هادئ وممتع أم تنافسى سريع".\n- وضعوا فى الاعتبار الثمن الذين أعدوا أنفسهم لدفعه، لذا فإنهم عندما يواجهون "رسومًا يجب دفعها" فى الطريق لا يضيعون الوقت فى التفكير بين دفع الرسوم أو العودة من الرحلة، إنهم يعرفون قيمة هدفهم وما تخبئه لهم الرحلة نحو هذا الهدف "على سبيل المثال ما إذا كانت أقساط الرهن العقارى أو الرئيس كثير الطلبات يستحقان التكاليف والشجار الدائم أم لا؟".\nومن الأشياء المهمة التى تساعدنا فى الوصول إلى تحقيق أهدافنا والثبات على الطريق الذى اخترناه لأنفسنا هو الإرادة، وقوة العزيمة فمن كتاب "تعلم كيف تنجح، مفاتيح النجاح" لهادى المدرسى، أقدم لكم هذه القصة لتكون خير شاهد على إرادة وعزيمة شخص نفع بعلمه وعمله البشرية كلها وهو "لويس باستور"، صاحب العملية التى يطلق عليها "البسترة".\nكان ابن قرية.. وكان أبوه دباغ جلود.. وكانت عائلته فقيرة ومعدمة، وعندما بدأ الدراسة لم يعرف برجاحة خاصة فى عقله، ولا امتياز فى ذكائه بل قال عنه معلمه:\n"إنه ولد وديع رقيق، ولكنه بعيد كل البعد عن الذكاء".\nوأصل الدراسة فترة من الزمن، ثم داهمه المرض، فعاد أدراجه إلى بيت أبيه حتى إذا استرد صحته، استأنف مسيرة التعلم من جديد.\nكانت بداياته متواضعة جدا غير أنه استطاع أن يحرز نجاحا باهرا فى مجال الطب، استفاد منه ولا يزال ملايين البشر، وأقيمت باسمه جامعات ومعاهد ومستشفيات وشوارع وميادين فى كل أنحاء العالم.. إنه "لويس باستور"، الذى ولد فى "دول" بفرنسا، وعاش فترة طفولته فى قرية صغيرة اسمها "أربويز".\nولولا إرادته الفولاذية لربما كان مثل غالبية الناس ممن عاشوا وماتوا من دون أن ينفعوا أحدا، لكنه ما إن وضع رجله فى المدرسة، حتى أخذ الدراسة مأخذ الجد، وعلى الرغم من الفقر، الذى عاناه والجوع، الذى كان يتضور منه، إلا أنه انكب على القراءة والمطالعة والبحث حتى نسى ما كان يعانيه، وقد كتب ذات مرة: "الجوع يضورنى، والصداع يقتتل فى رأسى، ولكن الجوع ينسينى الألم والألم ينسينى الجوع".\nولقد كان معلمه لا يثق به، وتنبأ له بالفشل إلا أن رأيه فى نفسه كان يختلف.. كانت الإرادة هى قائدته فى الحياة، وبمقدار ما كانت بداياته متواضعة، فقد كانت إرادته فولاذية، وهى التى حملته على تخطى الصعاب، التى اعترضت حياته الشخصية والعلمية، وبها نهض بالتبعات الجسام، التى أثقلت كاهله ولقد قال ذات مرة: "أهم الكلمات ثلاث: الإرادة، الصبر، والعمل، إنها أحجار الزاوية فى النجاح، وعليها سوف أبنى بنائى فى الحياة". وقال أيضا: "بالإرادة تفتح مصاريع الأبواب، وتسهل الصعاب فى رحلة تتطلب الصبر والإيمان ولا شك فى أننا بها نصل إلى النجاح".\nورغم أنه كثيرًا ما كان يفشل فى أعماله، وأبحاثه إلا أنه لم ييأس بل كلما فشل كانت إرادته تقوى، وتزداد حماسته لمواصلة العمل.\nولقد توج حياته باكتشافاته الطبية المهمة، وتأسيسه لعلم ميكروبيولوجى، وأنواع التطعيم التى اكتشفها لكثير من الأمراض، واعتماد أسلوب التعقيم، الذى عرف باسمه فى اللغة الإنجليزية والفرنسية ولغات كثيرة أخرى، وتم بذلك إنقاذ عشرات الألوف من الناس من تلك الأمراض.\nوإلى جانب الإرادة نجد أن الطموح أحد أهم السمات، التى ينبغى أن تتوفر فى الإنسان عند تحديده لأهدافه، فعن الطموح يقول هادى المدرسى فى كتابه "مفاتيح النجاح".\nإن الحياة تتطلب الكد ولا فرق أن يكون ذلك فى مجالات راقية أو أمور دانية، فأنت لا بد من أن تعملى لكى تنجحى، سواء كان ذلك فى مرتبة عليا أم غير ذلك.\nويروى لنا أنه فى ذات يوم جاء أحد الأخوة وقال إنه قد ألف مجموعة من الكتب وينوى السعى لطباعتها.. فقلت له: ولماذا لا تؤسس دارا للنشر؟ قال: بالنسبة لى، فإن طباعة 5 كتب عملية صعبة، فكيف بأن أؤسس داراً؟\nقلت: أولا تنوى طباعتها الآن؟\nقال: بلى. لكن الأمر يختلف عن تأسيس دار للنشر؟\nقلت: لا أعتقد ذلك فإن من يتعب لطباعة 5 كتب لو وضع همته فى تأسيس دار لوجد أن الأمر لم يكن يختلف.\nفعلاً صمم الرجل على تأسيس دار للنشر، وبعد أقل من أربعة أشهر أهدانى مجموعة من الكتب كان ضمنها الكتب الـ5، التى كان ينوى طباعتها بشكل مفرد، وأصبحت داره ناجحة.\nوهكذا، فإن من يوسع دائرة طموحه يستطيع أن ينجز أكثر من دون أن يتطلب ذلك جهداً أكثر.\nفلا مجال للتخوف من أن نطمح أقصى ما يمكن الوصول إليه فى أى مجال كنا نعمل فيه، خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الإنسان مهما كبرت همته، فإن إنجازاته ستقصر عن ذلك.\nفالطموح يجر الإنسان إلى الأعالى، ويمنعه من السقوط فى الوادى، وكما يقول الحديث الشريف: "من كبرت همته كبر اهتمامه"، وفى حديث آخر: "ثلاث يحجزن المرء عن طلب المعالى، قصر الهمة، وقلة الحيلة، وضعف الرأى".\nتقع المسؤولية الأدبية والقانونية للتعليقات والمساهمات المنشورة على الموقع، على صاحبها، ولا تعبر بأى شكل من الأشكال عن رأى إدارة الموقع

الخبر من المصدر