الشقيانين.. يصالحون الدنيا وتعاندهم

الشقيانين.. يصالحون الدنيا وتعاندهم

منذ 9 سنوات

الشقيانين.. يصالحون الدنيا وتعاندهم

"دي الدنيا خيرها وعزها للشقيانين.. يسعد صباحكم كلكم يا شغالين".. في غفله من الزمن قالها، تحدث عن دنيا لم تعد موجوده، ولم يعد خيرها او عزها يصل الي الشقيانين، تحدث نجم في قصيدته التي غناها الشيخ إمام عن الصباح الذي تشرق شمسه بابتسامه الامل، ابتسامه غابت عن فئات المتعبين الذين يلفح الحر وجوههم وتجلد المشاق ظهورهم وتكوي ابدانهم.\nشاهد الشيخ امام يغني للشقيانين:\nدنيا الفاجومي التي غني لها بدت كمن ولي ظهره لاولئك الشقيانين، فلم تعد موجوده بعزها وخيرها الموصول لعمال البناء علي "السقالات" او الفلاحين في الاراضي والصيادين في عرض البحر او عمال الورش والمصانع والنظافه في الشوارع وغيرهم ممن تشقيهم اعمالهم ثم لا يجدون ما يسمن او يغني من جوع، ابتسموا هم للدنيا فلم ترد ابتسامتهم.. صالحوها بمزيد من الكد والتعب وحمل الاحجار وضرب الفؤوس و"سف التراب" وبسط الشباك والاشرعه، فلم تنصلح لهم، ولم تزدهم الي عنادا ونكرانا.\nومع ازدياد لهيب الحر علي تلك الفئات المتعبه، واقتراب رمضان وساعات الصوم، لا يبدو في الافق ملامح مصالحه بين الشقيانين والدنيا التي قطعت عنهم خيرها وعزها، اذ صبت عليهم الوانا جديده من الاذي في مواجهه ابتسامات الصلح التي ما زالوا يرسمونها، فالي جانب التعب البدني.. خرج وزير سابق للعدل معلنا ان "ابناء الزبالين لا يصلحون ان يكونوا قضاه" حتي وان استوفوا الشروط، كما احكمت المعاناه قبضتها علي الفلاحين الذي حصدوا القمح فلم يجدوا له شاريا في ظل تقاعس الجهات المعنيه عن استلامه منهم.. بداعي الشون الترابيه (غير الصالحه للتخزين) تاره، والاجراءات الروتينيه تاره اخري.\nالصيادون في برج مغيزل ودمياط وغيرها لم يكونوا اسعد حالا هذا العام، فحوادث اطلاق النار علي قوارب تابعه للقوات المسلحه جرت عليهم الويلات بعدما وجدوا انفسهم موضع اتهام، فاغلقت الموانئ ونصبت التحقيقات ودُوِّنت الاتهامات.. كما ان تكرار جنوح قواربهم الي المياه الاقليميه للدول المجاوره رمتهم تحت رحمه المواقف السياسيه والاتصالات الدبلوماسيه والتحقيقات القانونيه.\nعمال البناء هم الاخرون ضربهم الجفاف الاقتصادي في مقتل، اذ اكد عبد المنعم الجمل رئيس النقابه العامه للعاملين بقطاع البناء والاخشاب، ونائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، ان الحكومه لم تطلب عاملا واحدا حتي الان للمشاريع القوميه التي اعلنت عن تنفيذها بعد المؤتمر الاقتصادي او في اطار مشاريع قناه السويس، ولم تقدم اي قائمه بعدد ومواصفات العمال الذين ترغب في تشغيلهم بالمشاريع القوميه التي تنفذها الدوله، ولم يطلبوا مهنا محدده.\nوبعد ان ضاقت عليهم مصر بما رحبت، حمل الباحثون عن الرزق همومهم في صدورهم وارتحلوا الي البلدان المجاوره، فلهم تزدهم الدنيا الا عذابا، فالنزاعات المسلحه المشتعله في دول الجوار مزقت الطرقات واوقفت الاحوال، فلا هم وجدوا الرزق حيث رحلوا، ولا هم وجدوا الي العوده للديار سبيلا.. وبعضهم ركب البحر املا في الوصول الي اوروبا، فانتهي به المطاف في بطون الاسماك وقيعان البحار.\nومع اشتداد الحر، واقتراب موسم الصيام، لا يبدو امام "الشقيانين" امل في فرج قريب الا في رحمه الله، يدعونه ويهرعون اليهم بالسنه عطشي واجسام انهكها العمل وارزاق قطعها البشر.. لعلهم يجدون عنده فرجا ومددا.\nبالفيديو| تعرف علي الاسعار الجديده للكهرباء.. والتطبيق اول يوليو\nمصر.. "البرلمان المحتمل": رفع الدعم ضروره لنمو الاقتصاد\nاحزاب سياسيه: اعاده هيكله الدعم الحل والغاؤه يعيد سياسات مبارك\nفي"البرلمان المحتمل"..قانون الاستثمار الحالي بوابه لنهب اراضي الدوله

الخبر من المصدر