القلمون: المقاومة والجيش يكسران أول الأسوار

القلمون: المقاومة والجيش يكسران أول الأسوار

منذ 9 سنوات

القلمون: المقاومة والجيش يكسران أول الأسوار

مع صعود المقاومه والجيش السوري الي سماء السلسله الشرقيه لجبال لبنان، وارتقائها الي تله موسي، يدخل الصراع في سوريا، ولبنان تالياً، منعطفاً غير مسبوق، منذ اندلاع الأزمة السورية قبل اربعه اعوام.\nوخلال الساعات الماضيه، ومن تله موسي، اغلقت سرايا الاقتحام الراجله للمقاومه، والقصف المدفعي السوري، ابواب احد الرهانات الكبيره التي كانت ترتسم تدريجيا، وبصمت، علي الارض.\nهي ليست معركه من اجل هضاب القلمون الجرداء، وطرد «جيش الفتح» منها، بل هي معركه دك الاسوار التي كانت تقيمها الدول حول سوريا باكملها، وجرود القلمون احد اجنحتها. و «الفتح» تم ابتداعه ليضم تحالفاً كبيراً حول «جبهة النصرة»، استخدمته قطر والسعوديه وتركيا، كغطاء فضفاض لتسليح ودعم «جبهه النصره» خاصه. وكان السعوديون قد قرروا، في لحظه ياس من اداء واضمحلال «الجيش الحر»، التحالف مع «النصره»، والتخلي عن تحفظهم الماضي، علي ان يتحالف معها من تمولهم مباشره، مثل «الجبهه الاسلاميه».\nفمع الانتصار في تله موسي، سقط الجناح الغربي للاسوار التي عمل تحالف دولي يضم غرف عمليات عمان، وانطاكيا، وتحالفاً «جهادياً» وغربياً وخليجياً، علي رفعها حول قلب المشرق العربي، تمهيداً لعزله كلياً وتقطيع شرايين اتصاله الخارجيه. وكان المشهد الذي عملت دول التحالف والجماعات «الجهاديه» علي رسمه، يشتمل منذ اربعه اعوام، علي رفع اسوار الحصار حول سوريا باكملها، جنوباً وشمالاً وشرقاً وغرباً، وهو ما لم تعرفه دوله في العصر الحديث.\nشرقاً اولاً.. فمنذ «غزوه الموصل»، التي دعمتها تركيا، اغلق تنظيم «الدوله الاسلاميه في العراق والشام»-»داعش» حدود سوريا الشرقيه، وقطع طرق الامداد مع بغداد وطهران، عبر الغرب العراقي، واغلق جميع المعابر بينهما.\nوجنوباً ثانياً.. ومنذ شهرين اقتحمت «جبهه النصره»، معبر نصيب الاردني - السوري، ومعها المجموعات التي تقودها الاستخبارات العامه الاردنيه، وتسلحها السعوديه، مغلقه اخر المعابر نحو الجنوب، ومحوّله اياها الي ممرات امداد مفتوحه للجماعات السوريه، التي تقوم السعوديه بتدريبها في معسكرات عرعر الشماليه، او الاردنيه والاميركيه في مدينه السلط الاردنيه. وكانت اسرائيل قد عملت علي ابعاد الجيش السوري عن منطقه الفصل، ودفع «النصره»، و «داعش» عبر «لواء شهداء اليرموك» المبايع له، الي وضع الجيش السوري في حوران والجنوب بين فكي كماشه: غرباً «النصره» في ريف القنيطره، وسفوح جبل الشيخ، وشرقاً ما تبقي من كتائب «الجيش الحر»، ومحاصره درعا تمهيداً للانقضاض عليها، والتقدم نحو ريف دمشق الغربي، واقامه الاتصال بجيوب المجموعات المسلحه في خان الشيح، وزاكيه، والطيبه، والاندفاع نحو دمشق.\nوشمالاً.. تسارعت العمليات العسكريه، وتدخلت تركيا لمنع الجيش السوري من اكمال الطوق حول حلب، وارسلت جماعاتها الشيشانيه والتركستانيه المسلحه لغزو جسر الشغور وادلب، بالتزامن مع عمليه «عاصفه الحزم» ضد اليمن. وكان الاتراك، بتنسيق وتمويل سعودي، يدفعون الجيش السوري جنوباً، بعيداً عن خط الحدود الشماليه، الذي يبلغ طوله 800 كيلومتر تقريباً، انطلاقاً من الساحل في كسب، حتي اقصي شرقي الخط عند منقار البطه العراقي - السوري - التركي.\nوغربا اخيراً.. ان اعقد ما واجهته عمليه رفع الاسوار هو الجبهه الغربيه، ولبنان الذي كان يبدو الحلقه الاضعف في الصراع بعدما فرضت معركه عرسال اختراقاً كبيراً في معادله مواجهه الحصار علي سوريا، قبل معركة القصير، واربكت حسابات المقاومه والجيش السوري. واستخدم الاختراق العرسالي لابتزاز المقاومه والجيش اللبناني، بخطر حرب شيعيه - سنيه، فتم تاجيلها الي حين تفكيك الجدران التي كان العمل يجري علي تدعيمها جنوب الزبداني فعرسال، فمشاريع القاع.\nفمنذ ايار العام 2013، تصدت المقاومه والجيش السوري لخطه فرض الحصار غرباً علي سوريا. استُعيدت المنطقه الوسطي، ومدينه القصير، وتامّن الاتصال بين دمشق وحمص، والساحل الغربي، وحماه شرقاً. ومع انتهاء العام 2013، كانت المقاومه قد طردت المجموعات المسلحه، من معاقلها في البلدات والمدن القلمونيه، واخرها مدينه يبرود. وفي هدنه الشتاء، كانت المناطق المنخفضه من جرود القلمون، فالزبداني، فسفوح جبل الشيخ، واخيراً مثلث درعا - دمشق - القنيطره، في دير العدس وكفرشمس وكناكر، مسرح عمليات واسعه، احبطت خطه غزو دمشق عبر بواباتها الجنوبيه. واستبق الجيش السوري المعركه القلمونيه باغلاق اختراقات في كفير يابوس ويابوس، اعدت لها المجموعات المسلحه لتهديد طريق دمشق - بيروت.\nوالارجح ان عمليه تله موسي ستجبر القوي الاقليميه علي اعاده النظر في حساباتها «اللبنانيه» بعدما فشلت «النصره» في اداء دورها علي الجبهه الغربيه، فيما كانت تكتيكات «تطبيع» العلاقات مع تنظيم «القاعده في بلاد الشام»، قد نجحت في الشمال، مع معركة إدلب، ثم جسر الشغور، كما سجلت تقدماً مهماً في الاردن.\nوجلي ان هذه الدول باتت تري ان مطلب فك الارتباط بين ابو محمد الجولاني و «القاعده» لم يعد ينسجم مع هدف تغيير موازين القوي مع الجيش السوري لاجبار دمشق علي التفاوض من موقع ضعيف. ذلك ان فك الارتباط سيؤدي الي انقسام كبير في القوه الاساسيه، داخل المجموعات «الجهاديه»، الافضل تنظيماً وتسليحاً. وياخذ التفاهم السعودي - التركي بالحسبان ان جزءا كبيرا من «النصره» سيكرر الالتحاق بـ «داعش»، كما حصل عند انفجار الخلاف بينهما في حزيران العام 2013. كما ان توقيت فك الارتباط الذي روّج له القطريون «لتحليل» التحالف مع «النصره»، لا يسعه التضحيه بقوه «النصره» ووحدتها، ابان هجوم كبير وواسع ضد الجيش السوري، من اجل مساله لم تعد جوهريه بنظره، كفك الارتباط مع «القاعده». فالخلافات مع الولايات المتحده حول الضمانات الامنيه، مقابل الاتفاق النووي الايراني، تحرر السعوديين خصوصا، من اي التزام بعدم التعاون مع «النصره» او «القاعده»، التي تقاتل «عاصفه الحزم» الي جانبها في حضرموت، ضد «انصار الله»، والجيش اليمني.

الخبر من المصدر