جنوح البريطانيين للانفصال عن أوروبا عزز تقدم المحافظين

جنوح البريطانيين للانفصال عن أوروبا عزز تقدم المحافظين

منذ ما يقرب من 9 سنوات

جنوح البريطانيين للانفصال عن أوروبا عزز تقدم المحافظين

ورغم تعدد الروايات والتحليلات فان كثيرا من المحللين يرون ان تركيز المحافظين علي فكره الخروج من الاتحاد الأوروبي، اضافه الي اتهامهم العمال بعقد صفقه سريه للتحالف مع الحزب الاسكتلندي والرضوخ لشروطه، كلها عوامل نجحت في سحب البساط الانتخابي من تحت اقدام العمال، جنبا الي جنب مع ضعف كاريزما زعيمهم اد ميليباند.\nكما يبدو ان الوضع الاقتصادي بات الهم الاول للبريطانيين مع قلقهم المتزايد من تضاعف اعداد المهاجرين، ويدعم هذا الراي حلول حزب الإستقلال اليميني ثالثا في عدد الاصوات بحصوله علي اربعه ملايين صوت، وهو الحزب الذي يضع مساله مكافحه الهجره والانفصال عن الاتحاد الاوروبي راس حربه في برنامجه الانتخابي.\nويقول المواطن بيتر ريفد للجزيره نت انه صوّت للمحافظين، لخوفه من مغامرات العمال بفتح الباب امام مزيد من المهاجرين الذين قد ينافسونه علي وظيفته، معتبرا ان خمس سنوات اخري كفيله بالحكم عليهم.\nمن جهتها، ارجعت المواطنه جيس ديفيز هزيمه العمال الي ما وصفته "بضعف تاثير زعيمهم وتذبذب مواقفه".\nاما البروفيسور ديفد هيلد استاذ العلوم السياسيه والعلاقات الدوليه بجامعه درم، فيرجع سبب فوز المحافظين الي عده اسباب، ابرزها فشل العمال في اقناع الناخبين بسياساتهم الاقتصاديه.\nوقال هيلد للجزيره نت ان المحافظين كانوا متاخرين جدا في وقت مبكر من الانتخابات، لكنهم شنوا هجوما مضادا وناجحا من خلال خلق شعور عام بان حكومه اقليه بقياده حزب العمال غير مستقره، ومسنوده من حزب الاستقلال الوطني باسكتلندا ستكون بالضروره خاضعه لابتزاز الاسكتلنديين، الامر الذي اخاف الناخبين.\nواضاف هيلد ان فشل العمال يعود كذلك الي اخفاقهم في تقديم سرد اقتصادي مقنع لخططهم الاقتصاديه، وتوضيح مسؤوليتهم ودورهم لما اتهموا به في الماضي ابان الازمه الاقتصاديه العالميه من جرّ الويلات علي البلاد، اضافه "الي عدم تقديمهم خطه اقتصاديه مقنعه للمستقبل".\nلكن فوز المحافظين الكاسح وفرحهم بالنصر لن يعفيهم من مواجهه خصم قوي وعنيد متمثل في حزب الاستقلال الاسكتلندي، وفي هذا الاطار وصف الصحفيان شريس غرين وجيمس كوريك في تقرير لهما بصحيفه الاندبندنت "النصر الكبير لهذا الحزب بانه امر سيدخل البلاد في ازمه دستوريه".\nوقال التقرير ان الحزب الاسكتلندي ستكون له قوه في القرارات المتعلقه بالمملكه المتحده، في الوقت الذي تتعارض سياساته مع المحافظين، خاصه في رفضه التقشف واصرار زعيمته علي اعاده طرح مساله انفصال اسكتلندا.\nوفي حديث للجزيره نت توجز البروفيسوره ماريا هولت المحاضره بجامعه "وسمنستر" اسباب فوز المحافظين بانه يعود "الي ان الناخبين نظروا الي سياساتهم كسياسات فعاله في اداره الاقتصاد، اضافه الي وعدهم الشعب البريطاني باجراء استفتاء علي الخروج من الاتحاد الاوروبي عام 2017، وهو الامر الذي يلقي شعبيه كبيره لدي البريطانيين".\nوحول شخصيه زعيمي المحافظين والعمال، قالت هولت انه تولد لدي الناخبين قناعه بان حديث كاميرون وحملاته الانتخابيه اكثر مصداقيه من ميليباند اليساري القريب من الحزب الوطني الاسكتلندي.\nوحمّل الكثير من المحللين مسؤوليه خساره حزب العمال لطبيعه شخصيه رئيسه المستقيل ميليباند، وعدم تمتعه بكاريزما قياديه، بينما يقول بعض المسلمين والعرب ان الاعلام اليميني الداعم لـديفد كاميرون كان له اكبر الاثر في تشويه حزب العمال ورئيسه.

الخبر من المصدر