5 من أبرز رسامي عصر النهضة

5 من أبرز رسامي عصر النهضة

منذ ما يقرب من 9 سنوات

5 من أبرز رسامي عصر النهضة

"عصر النهضه"، هو المصطلح الذي يتم الاشاره به الي الفتره من القرن الـ14 وحتي منتصف القرن الـ17 في اوروبا، اي بعد انتهاء عصور الظلام الوسطي، وبدايه المناداه بحريه الفكر وتجديده والخروج علي الاطر الجامده. وبدات بوادر تلك النهضه الحضاريه في ايطاليا ثم انتشرت الي باقي انحاء اوروبا.\nتميّزت تلك الفتره بانفتاح المبدعين علي تطوير الفنون، والسعي نحو خلق واقعية جديدة في تصوير ومحاكاه الطبيعه، حيث قاموا بدراسات متانيه للطبيعه والشخصيه الانسانيه كتجسيد للثوره الثقافيه والفنيه، التي قامت ببعث شامل للاداب والفنون التي كادت ان تندثر.\nولم يبدا الفنانون الرواد في ثورتهم من فراغ، ولكن بالاعتماد – كغيرهم من فناني المدارس المختلفه- علي الثيمات الادبيه والدينيه والميثيولوجيه كموضوعات لابداعاتهم. وقد شكّلت الموضوعات الدينيه المصدر الاساسي لاعمإل ألتصوير والنحت، حيث اغترف الفنانون من حياه المسيح والعذراء والقديسين، المعروفه علي نطاق شعبي واسع، مضيفين اليها لمسه جديده تمزج بين الطبيعه وشفافيتها، واساطير الحياه اليوميه.\nولم يتخلّ فنانو عصر النهضه عن النسب الطبيعيه والابعاد الرياضيه في محاكاتهم للطبيعه والحياه المرئيه المحيطه بهم، ومحاولاتهم للتغلب علي مشكلات الواقع المنظور وتقديمه بشكل فني. ويرجع مؤرخو تلك الفتره ذلك، الي تاثر عدد من اهم فناني عصر النهضه بالرسام الايطالي بييرو ديلا فرانشيسكا بييرو ديلا فرانتشيسكا (1416-1492)، الذي كان اشبه بـOutsider Artist لقضائه اغلب حياته بعيدا عن فلورنسا التي كانت مركز الفن الايطالي، وساهم في نشر الفن الحديث -في حينها- وبسبب اهتمامه بالرياضيات والنظريات الهندسه، تميزت لوحاته بصرامه هندسيه تراعي نظريات المنظور في تصوير الاشياء، كما اعتمد علي الالوان المشرقه والناعمه.\nوالي جانب فرانشيسكا، كانت هناك شروحات المعماري  فيليبو برونليسكي (1377-1446)، وتنظيرات ليون باتيستا البيرتي (1404-1472) لتطوير المنظور الخطي الواقعي، وصاحب ذلك تطوير الرسامين لتقنيات اخري بخصوص الضوء والظلال. \nونتعرّض لـ 5 فنانين ايطاليين، من ابرز رسامي عصر النهضه، ممن كان لهم دور ريادي في تطور فن الرسم.\nليوناردو دا فينشي ( 1452 – 1519 )\nاشهر واهم فناني ايطاليا في عصر النهضة الأوروبية. كان رساما وعالما ونحاتا ومعماريا، ويرجع تنوع انجازاته ومواهبه الي شغفه الدائم للمعرفه والفضول العملي. امتد تاثيره علي الفن الايطالي حتي بعد وفاته، وقد وضع خلاصه فكره الفني في كتابه الشهير عن فن التصوير الزيتي، والذي يعرف باسم "نظريه التصوير".\nابن غير شرعي رعاه والده واشرف علي تعليمه وادرك نبوغه مبكرا في فن الرسم. رحل الي فلورنسا في شبابه لتعلّم النحت والرسم المعدني وقضي بها 30 عاما، ثم ذهب الي ميلانو وقضي بها 20 عاما اخري، اتبعها بـ19 عاما في الترحال المتامل لمعني الاتساق الكامن في الطبيعه.\nطوّر دا فينشي كثيرا من فن التصوير، ووصلت تقنيات الالوان والضوء علي يديه الي مرحله متقدمه، تمكّن فيها من تحويل الاصباغ الملونه الي مرئيات حيّه. من اشهر لوحاته "الموناليزا" و"العشاء الاخير".\nنحات ورسام ومعماري وشاعر ايطالي. اتخذ من الجسد البشري مركزا لاعماله الفنيه. كان يؤمن ان مصدر الفن هو الاحاسيس الداخليه، التي تنتج من تاثر الفنان بالبئيه المحيطه علي عكس ما كان يدعو ليوناردو دا فينشي.\nمنحوتاته النابضه بالحياه تصدر احساسا بقوه وعظمه الانسان، كما ان اعمآلة التصويريه تتجلي فيها عبقريته النحتيه، فتبدو وكانها ستبرز من الجدار. وتاثرت اعماله الفنيه بالفتره التاريخيه التي عاصرها، بكل ما فيها من تعصب الكنيسه وتطرفها، كما شهد الطفره العلميه بتبني العالم "كوبرنيكوس" لفكره وجود الشمس، وليس الارض كمركز المجموعه الشمسيه.\nكان لانجازاته الفنيه اثر كبير علي فنون عصره والمراحل الفنيه الاوروبيه اللاحقه. عاش حياه طويله وزاخره بالنشاط، لم يتوقف عن العمل سوي قبل ايام من وفاته. كان مايكل انجلو متسقا مع ما يؤمن به، فقد تفاعل بحماس مع متغيرات عصره، وعبّر عن ذلك منذ حداثه سنه. نذكر مثلا منحوتته الجداريه بعنوان "معركه سانتاروس"، التي انجزها وهو في السادسه عشره من عمره، واستلهم موضوعها من اسطوره الخلق الاغريقيه.\nانجز الفنان العديد من الايقونات الدينيه واسقف الكنائس الرائعه، واستطاع ترجمه قصص الكتاب المقدس الي لوحات زاهره، ولعل ابرز تلك الاعمال هي لوحه "خلق ادم"، التي تعتبر احدي قمم فن عصر النهضه، ورسمها  بين عامي 1508 و 1512 علي سقف كنيسه سيستينا في الفاتيكان، وهي اكبر لوحة فنية علي سقف الكنيسه، وتُجسّد تصور مايكل انجلو الفني لقصه خلق الانسان، كما وردت في اناجيل العهد الجديد.\nرافاييل ( 1483 - 1520)\nولد في بيئه فنيه، ما سمح بتتلمذه في سن صغيره علي يد عدد من الفنانين. انتقل بعدها الي فلورنسا فتاثر باهم رموزها مثل دافينشي ومايكل انجلو. يعد  واحدا من اعظم رسامي عصر النهضة الايطالية واكثرهم تاثيرا.\nتميز اسلوبه بالرقه والعمق والجمال، وعنايته بانعكاس مشاعر كل شخصيه في لوحاته، الي جانب حساسيته في محاكاه المناظر الطبيعيه والمعماريه وانتقاء الالوان، والجمع بين دقه التنفيذ وتناغم الخطوط.\n اكتسب مكانته وصيته كفنان فذّ بين جيله بعد رسمه جداريه "مدرسه اثينا في ستانزا ديلا سيجناتورا"، التي انفق لانجازها الكثير من البحث والدراسه والتخطيطات، اظهرت طاقته الهائله في الابتكار والابداع، ودشّنت اسلوبه القائم علي التدرج اللوني والمواضيع الهادئه والمناظر الواسعه. وعكست لوحاته المسيحيه ورعه الديني والتزامه.\nكان رافاييل فنانا غزير الانتاج، ورغم وفاته المبكره في السابعه و الثلاثين، ترك لنا مجموعه كبيره من الاعمال الفنيه التي تشهد علي عبقريته. لم ينل تلك الحظوه في حياته، نظرا لوجود مايكل انجلو الساحق، ولكن بعد سنوات طويله اعيد الاعتبار لاعمال رافاييل كنماذج اصيله علي التناغم الهاديء والرقه الدافئه.\n احد رموز الحركه التشكيليه الايطاليه في عصر النهضه، وتنبع اغلب لوحاته من الموضوعات الدينيه والميثولوجيه الاغريقيه في مسحه من المثاليه والبساطه. عاش بفلورنسا وعمل لصالح عائله ميديسي، حيث ابدع الكثير من اعماله لزخرفه منازلها. وعلي عكس اقرانه من فناني فلورنسا، لم يشاركهم الاهتمام بالطبيعه وموافقه تصوير المناظر ذات الابعاد لقوانين المنظور، ولكن تميّزت لوحاته بالخطوط الواضحه والالوان الهادئه والزخارف المتعدده.\nيمكن تقسيم اعماله الي قسمين: دنيوي وديني، صوّر فيها المتع الحسيه والاساطير الي جانب اللوحات الملحميه، التي تتعرض لموضوعات دينيه. في مرحله متاخره من حياته حرق بعضا من لوحاته غير الدينيه، واقتصر رسمه علي اللوحات الدينيه فقط بقيه حياته.\nمن اشهر لوحاته واحده بعنوان "ميلاد فينوس"، انجزها في عام 1487، ويجسد فيها الفنان الالهه فينوس – الهه الحب والجمال لدي الرومان – لدي خروجها من البحر.\nمن اشهر الرسامين الايطاليين في القرن السادس عشر. قضي فتره في تعلم الرسم تحت ادراه جيوفاني بليني، وتاثر بصديقه الفنان جيورجوني الي ان نجح في لفت الانظار في اوروبا، فعمل لدي باباوات روما، وصار مطلوبا لدي اباطره اوروبا وملوكها، مثل فرانسوا الاول وفيليب الثاني وشارل الخامس وفرديناند الاول.\nعرف تيتان باستخدامه للالوان الفاتحه، والايحاء بامتزاج الالوان في لوحاته، وتاثر باسلوبه عدد من كبار رسامي اوروبا مثل رامبرنت وبول روبنز. وتشمل اعمآلة تصويرات ورسومات للاساطير والمشاهد الدينيه، وكذلك المشاهد الطبيعيه والبورتريهات الشخصيه.\nفي لوحاته الطبيعيه، اهتم تيتان بابراز الالوان المبهجه، وفي الرسومات الدينيه برع في تكنيك التدرج اللوني للون الواحد، وتوزيع الظلال والضوء علي اجزاء اللوحه وشخصياتها، اما في البورتريهات الشخصيه فقد اهتم بابراز دواخل الشخصيات باسلوب هاديء اعطي لها لمسه انسانيه جليله، وخلال مسيرته الفنيه الطويله، انجز الكثير من الاعمال، التي رسّخت مكانته كاحد ابرز الرسامين في تاريخ الفن.

الخبر من المصدر