الجفري: الجنوب لم يكن يوما جزءًا من اليمن.. وعاصفة الحزم جاءت في وقتها (حوار)

يري رئيس حزب رابطه الجنوب العربي الحر عبد الرحمن بن علي بن محمد الجفري ان عاصفه الحزم التي تقودها المملكة العربية السعوديه في اليمن ضد الحوثيين وحلفائهم في اليمن هي "حرب دفاع عن ما تبقي من "عروبه" للانطلاق الي استعاده المكانه العربيه في الارض العربيه".\nويضيف الجفري في حوار عبر البريد الألكتروني مع مصراوي ان "اختزال القضيه علي انها صراع بين المملكه العربيه السعوديه وايران، وطرحه في هذا الاطار هو خطا قاتل لاي امل عربي في استعاده ولو شيء من كرامه الامه".\nواكد الجفري "ان ما يجري هو امر مصيري للامه العربيه ولا سبيل الا النجاح الكامل واي تراجع او قبول بانصاف الحلول سيشكل انتكاسه كارثيه ستعاينها الامه لاكثر من جيل قادم".\nواوضح الجفري في الحوار قضيه الجنوب ومطالب الحراك الجنوبي الذي يطالب منذ سنوات بتاسيس دوله منفصله في الجنوب، "الذي لم يكن في يوم من الايام جزءا من اي دوله يمينه"، كما يقول.\nوتحدث الجفري ايضا ان "بناء دوله في الجنوب العربي امر ممكن ولكن بناء دوله في "اليمن الشقيق"، والي نص الحوار.\nمصراوي: هل تواصلتم في الحراك الجنوبي مع اي دولة عربية بشان انشاء دوله في الجنوب؟ واذا كنتم تواصلتم، ما هي تلك الدول وما هي وجهه نظرها؟\nالجفري: القضيه الجنوبيه ليست وليده اليوم، ولم تاتِ بها الاحداث الجاريه.. فهي وليده حرب 1994 م وما تلاها من ممارسات احتلاليه واضحه، وقدم شعبنا قوافل من الشهداء والجرحي والاسري في نضال سلمي لم يرفع فيه سلاحاً، وكل تلك الممارسات القمعيه كانت لكسر اراده شعب الجنوب العربي وقمع فعالياته السلميه، وعجزت كل اساليب القمع.\nما يحدث اليوم وبرز علي السطح هو نتيجه لانقلاب ميليشيات الحوثي علي شرعيه الرئيس عبد ربه منصور هادي كرئيس لليمن، وهذه المليشيات الحوثيه مدعومه بالترسانه العسكريه التي بناها الرئيس السابق علي عبد الله صالح علي مدار 33 عاماً، والتي عقيدتها القتاليه الولاء له وللرموز العسكريه من قبيلته او الموالين له.\nجاء هجوم تلك القوات الحوثيه المدعومه بالقوات المسلحه التابعه لصالح، علي الجنوب ليثبت بما لا يدع مجالا للشك الحقائق التاليه:\n1- ان الجنوب العربي بالنسبه لهم هو ارض محتله وجاؤوا لتكريس احتلاله.\n2- ان لا وجود فعلي مطلقاً للجنوب في قواتهم المسلحه سوي افراد بمسميات قياديه لا قيمه لها او سلطه، ولان الرئيس عبد ربه هادي جنوبي فلا سلطه له حقيقيه علي الجيش او الامن اليمني، ولم يدافع عنه عند وضعه تحت الاقامه الجبريه بصنعاء، وكذلك رئيس الوزراء ووزير الدفاع، فالجميع لم يجد اي منهم من يحميه من امن او قوات مسلحه، حتي في عدن لم يجد لا الرئيس ولا وزير الدفاع ولا قائد المنطقه العسكريه ورئيس الامن القومي وغيرهم من المسميات القياديه الجنوبيه، من يحميهم من الجيش او الامن في عدن والجنوب كله.\n3- ان الهجوم والاعتداء علي الجنوب هو من قبل ميليشيات الحوثي وقوات علي عبد الله صالح من اليمن الشقيق، والمعارك الدائره فيه اليوم هي بينهم وبين المقاومه الوطنيه الجنوبيه التي تدافع عن الارض والعرض والكرامه، ومرت كل تلك الجحافل من القوات الغازيه بدون مقاومه تذكر في المحافظات اليمنيه، عدا ما تم بشكل محدود في البيضاء ويتم الان في تعز ومارب والناتج عن صراع علي السلطه بين مراكز قوي يمنيه، وايضاً باعتبار ما جري منذ 21 سبتمبر 2014م، انقلاباً علي الشرعيه، وهذه الميليشيات الحوثيه ، وقوات صالح، تمارس مع الجنوب كل اساليب المحتلين، فيقصفون العمارات والمساكن والمساجد وخزانات المياه والكهرباء، ويقتلون النساء والاطفال، ويطلقون النيران علي سيارات الاسعاف والمسعفين، ويخطفون عمال الاغاثه المسالمين، ويستخدمون كل انواع الاسلحه الثقيله في مدننا وفي المقدمه عدن النور.\n4- ان الجنوب العربي، طوال التاريخ قديمه وحديثه، لم يكن جزءاً من دوله "يمنيه" الا منذ عام 1990 م، عند اعلان الوحده علي عجل، في ظروف استثنائيه، وجاءت حرب 1994 م لتلغيها، وتحول الجنوب الي ارض محتله لا وجود حقيقي لشعبه في سلطه القرار، وحتي ما حدث من ما سُمي بثوره في 2011 م كان صراعاً في اطار اليمن علي السلطه والنفوذ لم تشارك فيه اي قوي جنوبيه، واتوا بالرئيس هادي كحل وسط بينهم مع بقاء كل مراكز النفوذ التي تصارعت في وقت لاحق.\nلذلك كله نعتقد ان كل دوله عربيه او اجنبيه، لن تكون الا مؤيده لحق الجنوب العربي في الاستقلال وبناء الدوله الجنوبيه العربيه كامله السياده، فهذا حق الشعب الجنوبي طبقاً لكل المواثيق الدوليه، وهو ايضا في مصلحه كل الدول التي لها مصالح في المنطقه، فالجنوب وقضيته مفتاح لحل كل القضايا واساس للامن والاستقرار في المنطقه.\nوبناء دوله في الجنوب العربي امر ممكن ولكن بناء دوله في اليمن الشقيق يحتاج الي وقت وجهد وسيكون لدوله الجنوب مساهمه ايجابيه في تحقيق الامن والاستقرار في اليمن الشقيق والمنطقه.\nوالحراك الجنوبي (الذي بدا في 7 /7/ 2007)، وشبابه وقياداته لهم الدور الفاعل والاساس في المقاومه الوطنيه الجنوبيه ويتعاونون مع كل فئات شعبهم في ملحمه للمقاومه لم يتوقعها الغزاه، وقدمنا ونقدم اعز الشباب والرجال والحرائر شهداء وجرحي دفاعاً عن ارضنا وعرضنا وكرامتنا.\nوصلاتنا قائمه بالدول والمنظمات في العالم لشرح قضيتنا ولا نتوقع الان ان تعلن دول تاييدها لقضيتنا، لكننا علي ثقه ان دوله الجنوب العربي حتماً قادمه باذن الله.\nمصراوي: ما الاسباب التي دعت الي "الفوضي" التي يشهدها اليمن في الوقت الراهن؟\nالجفري: لا وجود للدوله اصلاً، وكان هناك وجود للسلطه القائمه علي التوازنات في المصالح القائمه علي الفساد، والتوازنات في مراكز النفوذ والقوي الحارسه لهذا الفساد المنتج للمصالح، فانقسمت وتصارعت تلك القوي فتعطلت سلطتها، وبرزت قوه جديده (الحوثي) واستفادت من الفراغ وحاولت ان تملاه بدعم اقليمي (ايراني) ودعم محلي من احد اهم مراكز السلطه والنفوذ العسكري (الرئيس السابق علي عبد الله صالح)، فجاء هذا الخليط بين ميليشيا وقوه عسكريه بعقليتين مدمرتين باسلوبين مختلفين فنتج عن ذلك هذه التي اسميتها "فوضي" وهي غير خلاقه الا لمزيد من عدم الاستقرار.\nوكانت مجتمعات ما قبل الدوله تحتكم الي الاعراف السائده، لكن مراكز القوي والمصالح والنفوذ المنتجه للفساد دمرت حتي الاعراف التي كانت من الممكن ان تقلص من "الفوضي" او علي الاقل تنظمها!!\nمصراوي: هل بالفعل تحول اليمن الي "حرب بالوكاله" بين السعوديه ايران؟\nالجفري: اولا السعوديه تقود تحالفاً يضم اهم دول العرب وفي المقدمه مصر الكنانه، وليست وحدها.\nثانيا: هذه الحرب علينا جميعاً، كعرب، ان نحسن قراءه اسبابها واهدافها ومالاتها، فهي دفاع عن ما تبقي من "عروبه" للانطلاق الي استعاده المكانه العربيه في الارض العربيه.\nان اختزال القضيه علي انها صراع بين المملكه العربيه السعوديه وايران، وطرحه في هذا الاطار هو خطا قاتل لاي امل عربي في استعاده ولو شيء من كرامه الامه.\nما يجري هو امر مصيري للامه العربيه ولا سبيل الا النجاح الكامل واي تراجع او قبول بانصاف الحلول سيشكل انتكاسه كارثيه ستعاينها الامه لاكثر من جيل قادم.\nنحن جميعا، بما في ذلك دول التحالف، وكلاء للامه العربيه في مرحله تاريخيه مصيريه، فلا يوجد احد يحارب عن احد، بل جميعنا نحارب بالاصاله عن انفسنا، كجزء من الامه، وبالنيابه عن امتنا، بل عن امه الاسلام، لان قوتها من قوه الأمة العربية، اما الذين فجروا الاوضاع في اليمن فهم يحاربون بالنيابه عن حليفتهم ايران التي تدعمهم.\nمصراوي: يتحدث كثير من المراقبين عن ان اليمن انقسم فعليا الي شمال وجنوب.. من خلال وجودك علي الارض هناك، هل فعلا انقسم اليمن؟ وان كان حقا كذلك، ما برايك الاسباب التي دعت الي ذلك الانقسام؟\nالجفري: هناك مفهوم خاطئ صنعه الاعلام، وهو ان الجنوب العربي جزء من اليمن، وهذا افتراء علي التاريخ، فلم يكن الجنوب العربي جزءا من اليمن قبل 1990 م مطلقاً، بل لم تكن هناك دوله في التاريخ تحمل اسم "اليمن" الا منذ عهد الامام يحيي بن حميد الدين في القرن العشرين الماضي بعد الحرب العالميه الاولي، حيث غير اسم مملكته من "المملكه  المتوكليه الاسلاميه"  الي "المملكه المتوكليه الهاشميه" ثم غيرها الي "المملكة المتوكلية اليمنية" ولم تشمل اي جزء من الجنوب العربي.\nاليمن هو اسم جهه مثل الشام، وكل احاديث سيدنا رسول الله صلي الله عليه واله وسلم، عن الشام واليمن، كانت عن جهتين : شمال الكعبه وجنوبها، لم تكن هناك دوله اسمها اليمن، ولم يكن الجنوب تابعا لليمن، وكان سكان الجنوب في التاريخ القديم يسمون "عرب الجنوب"، لذلك فاسمه الجنوب العربي، ووثيقه الاستقلال عن بريطانيا نصت علي "استقلال الجنوب العربي في 30 نوفمبر 1967م" ثم غير الحكام الاسم دون استفتاء لشعب الجنوب العربي.\nمصراوي: كيف تري عاصفه الحزم وامتدادتها "اعاده الامل"؟ برايك.. الي اي مدي نجحت عاصفه الحزم في وقف تقدم الحوثيين وحلفائهم؟\nالجفري: لا شك انها جاءت في وقتها، بل قد تكون تاخرت، وقد قلصت من قدرات الغزاه الانقلابيين.\nولا شك اننا نتالم عندما نري الدماء في اي مكان، خاصه المدنيين الابرياء، لكن الا نسال انفسنا من الذي بدا القتال وشن حروبه علي كل المحافظات في اليمن ثم علي الجنوب؟!\nالا نري من الذي انقلب علي الشرعيه في صنعاء وعلي كل الاتفاقيات؟!\nالا نري من الذي استولي علي اسلحه القوات المسلحه وعلي السلطات والمؤسسات الحكوميه؟!\nالا نري من الذي وضع رئيس الجمهوريه ورئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزراء اخرين ونواب من مجلس النواب، رهن الاقامه الجبريه واحتل دار الرئاسه وغيرها؟!\nالم نري من الذي بدا استخدام الطيران في عدن؟!\nومن الذي قصف بكل انواع الاسلحه المدنيين؟\nالا نري من الذي اقام المعسكرات ومخازن ومستودعات الاسلحه الضخمه والخطيره والصواريخ في وسط المدن وبين السكان؟!\nاليس هؤلاء هم المسؤولون عن ما تعرض له المدنيون من خوف ورعب وقتل؟!\nمصراوي: ما حجم الوجود الايراني في اليمن؟ وهل لديكم ادله، علي دعم ايران "العسكري" للحوثيين؟\nالجفري: حجم وجود ايران في اليمن بحجم اتباعها، وهو برغم اتساعه مساحه في اليمن والجنوب الا انه مرتبك ويتعرض للضربات، ولذلك لا بديل غير انهائه، وما دون ذلك سيقويه ويجذره، فالضربه التي لا تقتل تعطي قوه للمضروب.\nوانا علي ثقه بان بدايه انكماش هذا الوجود سيبدا بالجنوب الذي تخوض فيه المقاومه الوطنيه الجنوبيه ملاحم غير مسبوقه، ويقدم خيره شبابنا ورجالنا وحرائرنا ارواحهم فداء للارض والعرض والكرامه، وسينتهي هذا الوجود في صعده وسينعكس ذلك علي باقي البلاد العربية في عراقنا وشامنا.\nمصراوي: الي اي مدي امكانيه الوصول الي "حل سياسي" للازمه في اليمن؟\nالجفري: بالنسبه لليمن فالحل السياسي الوحيد المقبول هو تسليم علي عبد الله صالح والحوثيين بقرارات  مجلس الامن. وبالنسبه للجنوب العربي، ان يتخذ الاشقاء في اليمن موقفاً ايجابياً من اهداف القضيه الجنوبيه بالتسليم لاراده شعب الجنوب في التحرير والاستقلال، وبناء دولته الجنوبيه العربيه الفيدراليه كامله السياده علي كامل ارض الجنوب بحدودها المعروفه دوليه قبل 22 مايو 1990 م، فبعد كل هذا الذي جري ويجري فلا سبيل الي حل دائم غير هذا، وما عداه مسكنات لا تشفي جرحاً، ولا توقف نزيفاً، ولا تحل قضيه.\nفلا يمكن ان يقبل المجتمع الدولي والاقليمي حلا لا يحقق قرارات مجلس الامن ولا يمكن ان يقبل شعب الجنوب، الاشد مقاومه هذا الغزو، دون تحقيق اهداف قضيته الجنوبيه.\nمصراوي: اي دور تراه يمكن ان تلعبه مصر في حل الازمه اليمنيه؟\nالجفري: مصر كبري بلاد العرب، وليست وسيطا بل شريكا اساسيا في التحالف العربي، وستكون احد اكبر المتضررين ما لم يتحقق ما جاء في اجابه السؤال السابق.\nالقضيه قضيه وجود مكانه للعرب في ارضهم او لا وجود لمكانه، ويتحولون الي دول يغزوها نفوذ ايران الواحده تلو الاخري، وهو امر لا يمكن ان تقبله مصر ولا يمكن ان يقبله العرب، ومن هذا المنطلق جاءت "عاصفه الحزم" ثم "اعاده الامل"، بقياده المملكه العربيه السعوديه وقوفاً مع شرعيه الرئيس هادي كرئيس لليمن وحتي لا تبدا حبات "السبحه" بالتناثر بدءاً باليمن .\nمصراوي: هل يمكن ان تكون الازمه الحاليه بذره دوله في الجنوب التي ينشدها الحراك الجنوبي؟\nالجفري: بذره دوله الجنوب قد بذرها شعبنا عبر سنوات من النضال والتضحيات، وقد نبتت البذره، وباذن الله موسم الحصاد قادم.\nيتراس رابطه الجنوبي العربي الحر (الرابطه) الذي اعلن رسميا في عدن عام ١٩٥١، كمؤسس للحركه الوطنيه الجنوبيه وهو من خريجي الازهر الشريف والكليه الحربيه المصريه في فبراير 1965. وشغل في 1994 منصب نائب رئيس الجمهوريه التي اعلنت في عدن ابان الحرب بين الشمال والجنوب.\nكما يتراس الهيئه الوطنيه الجنوبيه للتحرير والاستقلال التي اعلنت في عدن في اوائل فبراير 2015 والتي تضم اهم مكونات الحراك الجنوبي التي تتبني التحرير والاستقلال عن حكم اليمن وبناء دوله الجنوب العربي الفيدراليه الجديده كامله السياده علي كامل ارض الجنوب بحدوده المعروفه دوليا قبل 22 مايو 1990.