"سيفو السريان والأرمن"... مذابح تتجدد ومجسم بانورامي في سورية لإحياء ذكراها

"سيفو السريان والأرمن"... مذابح تتجدد ومجسم بانورامي في سورية لإحياء ذكراها

منذ 9 سنوات

"سيفو السريان والأرمن"... مذابح تتجدد ومجسم بانورامي في سورية لإحياء ذكراها

واخر مستجدات هذا الملف، كشفها مدير العلاقات العامة والبروتوكول في بطريركيه السريان الأرثوذكس في دمشق، الربان موريس عمسيح، في لقاء خاص مع وكاله "سبوتنيك"، بقوله ان الجهات المعنيه في سوريه وافقت علي بناء نصب تذكاري ياتي علي شكل مجسم "قوس كبير وشعله" في "حديقه القشله" في "باب توما"، التي سميت اخيراً بحديقه "شهداء السريان"، وذلك بناء علي طلب قداسه البطريرك افرام الثاني الرئيس الاعلي للكنيسه السريانيه في العالم من الرئيس بشار الاسد الذي وافق علي طلبه لاحياء ذكري مرور 100 سنه علي "سيفو" (المجازر باللغه السيريانيه) علي السريان والارمن، مشيراً الي ان كلمه "القشله" تعني ثكنه باللغه العثمانيه، وحتي ننتزع من اذهاننا تكرار هذه الكلمه، فقد جري تسميتها بحديقه "شهداء السريان". \nواشار عمسيح الي ان افتتاح النصب التذكاري سيشهد احتفالاً في يونيو/ حزيران القادم، بحضور اكثر من 40 مطراناً من مطارنه الشرق الاوسط، كما يتم حالياً بناء الكنيسه المكشوفه، وتتضمن هيكل "شهداء السريان".\nولفت الي تشكيل لجنه بطريركيه تقوم بالتحضير لهذه المناسبه والتنسيق مع الجهات المختصه السوريه لاقامه الندوات والمحاضرات والمعارض الفنيه والامسيات المرتله، فتم الاقرار بافتتاح سنه مئويه بقداس احتفالي في مقر الكرسي الرسولي البطريركي في دمشق بتاريخ 11 يناير/ كانون الثاني 2015، و18 منه في لبنان، اضافه الي احتفالات في السويد واميركا والهند واوروبا.\nكما تم اصدار كتيب عن البطريركيه بدمشق- سوريه في الحادي عشر من ديسمبر/ كانون الاول لعام 2014، وهي السنه الاولي للبطريركيه، بحيث يتضمن توثيقاً للمجازر والانتهاكات بحق الشعب الارمني. \nومع مرور قرن علي مجازر السريان والارمن، فان عمسيح يقول ان "الجراح مازالت تنزف والكنيسه السريانيه الأرثوذكسيه تلتزم امام شهدائها بمسؤوليه الوقوف وقفه تاريخيه لايقاظ الضمير الانساني القابع في سبات عميق".\nوقال انه بعد مائه عام من المذابح، يستمر القتل والدمار ويستهدف المسيحيين من جديد، ولا مواثيق دوليه او تشريعات تحمي حقوق الانسان، انها الذكري المئويه الاولي لاباده الشعب السرياني "سيفو" التي تعرض لها الاباء والاجداد في مطلع القرن العشرين من قبل السلطنه العثمانيه اذ طالهم السيف فيما كانوا امنين عزل، كما صودرت ممتلكاتهم، واهينت كرامتهم، وفي معظم الحالات اجبروا علي ترك ايمانهم ودينهم وحولت الكنائس الي حظائر للحيوانات ومطاعم ومعامل، وكان الهدف محو معالم الوجود المسيحي في المنطقه ووضع اليد علي ممتلكاتهم واوقافهم. \nوبدات المجازر تحت ذرائع وحجج ملفقه بوجود مؤامره من قبل الشعب الارمني لتدمير الامبراطوريه العثمانيه، وادعي السلطان العثماني في سنه 1915، بوجود خيانه من الشعب الارمني لتفتعل المجازر ويهجر الارمن من الشرق بهدف ازاله هذا الشعب من المنطقه، علماً ان المجازر العثمانيه بدات ترتكب بحق الشعب السرياني منذ عام 1895، في منطقه ما بين النهرين ومناطق سيداس وساسون وخربوط، واوعز الاتراك للعشائر الكرديه حتي يكونوا اداه قتل في يدهم وبدات التصفيات الجماعيه في ولايات اورفا، وديار بكر، وطور عابدين، ومناطق اخري، وتقول الاحصاءات ان عدد الضحايا مليون ونصف، الا ان عدد الضحايا اكبر بكثير لاسيما ان التكنولوجيا التي تنقل وتوثق المجازر لم تكن متوفره.\nويقول يوحنا ابراهيم المخطوف من قبل "داعش" ان العثمانيين ابادوا في ولايه ديار بكر 600 قريه بكاملها ولم يبق منها احد.\nويضيف ان العثمانيين ارتكبوا المجازر في مركده، التي تقع علي طريق دير الزور وتبعد نحو 60 كيلومترا عن محافظه الحسكه، وكذلك ارتكبوا المجازر في الشداده والي اليوم يذهب المواطنون الي القداس امام المغاره، التي يبلغ طولها 5 كيلومترات نحو الخابور، وترابها حتي الان مجبول في الدم ويوجد رفات للشهداء الذين استشهدوا، علماً ان تنظيم "داعش" قام بتفجير النصب التذكاري لـ"شهداء الارمن" في مركده، وكنيسه "شهداء الارمن" في دير الزور.\nويعاود مدير العلاقات العامه والبروتوكول في بطريركيه السريان الارثوذكس في دمشق، الربان موريس عمسيح، حديثه، قائلا ان المذابح التي نفذت بحق السريان استنادا الي مقوله "بصله بيضه وبصله حمراء"، بمعني ان جميع المسيحيين من البصل ولا فرق بين "البصله البيضاء" (الارمن)، و"الحمراء" (السريان)، في الذبح، حيث تم ذبح الشعب السريان الذين يتكلمون اللغة السريانية اياً كانوا "ارثوذكس" او "كاثوليك" او "كلدان" او "اشوريين"، وجميعهم كانوا مقيمين في ماردين، وطور عابدين، وديار بكر، واورفا.\nكما قام العثمانيون بتصفيه الارمن في ثكناتهم العسكريه، ويقول عمسيح انه حفيد لاحد شهداء المذابح، وان والد جده كان في الجيش العثماني، فتم انتزاع السلاح منه لانه مسيحي وتصفيته مع الاخرين، في حين ان الكثير من الاطفال والاهالي تشردوا، ولجا الارمن الي سوريه وفتحت الاقامه في "الجزيره والقامشلي وحلب والشام…. وكما ذهب البعض للاستقرار في فلسطين ولبنان. \nواكد مسؤول العلاقات العامه  ان المسيحيين يعيشون بكرامه وحريه مطلقه في سوريه، ومازالت اللغه السريانيه التي تعتبر اللغة الأم لسوريه تدرّس في الاديره والكنائس من الصف الاول وحتي الثانويه سواء للمسيحيين او للمسلمين، علماً ان الرئيس بشار الاسد سمح بافتتاح معهد اللغه السريانيه في معلولا، الا ان الازمه هجرت المواطنين ودمرت الكنائس، ونحن نصلي حتي تعود سوريه الي ما كانت عليه وان تعود حمامه السلام وفي فمها غصن الزيتون، للترحم علي جميع شهداء سوريه و"سيفو" اجدادنا في تركيا.\nويختم موريس سرده قائلاً "العلم السوري في قلوب وارواح جميع المسيحيين، وسيبقي المسيحيون في الشرق دعاه سلام ومحبه المسيح، رغم كل ما مر بهم سابقاً وما يمرون به حتي الان من اضطهاد وعذاب وتهجير تحت وطاه "السيفو الجديد" الذي يرتكب من قبل الارهابيين، لاسيما بعد قيام "داعش" بتهجير المسيحيين وتحويل الكنائس الي محاكم داعشيه لقطع الايدي والرؤوس، كما حرقوا الايقونات ودمروا التماثيل والصلبان ولونوا الكنائس بالاسود، لن ننسي دماء اجدادنا وابائنا التي ستبقي رائحه المسيح الزكيه تزيدنا تمسكاً بارضنا".

الخبر من المصدر