تعددت المريمات والمجدلية واحدة

تعددت المريمات والمجدلية واحدة

منذ 9 سنوات

تعددت المريمات والمجدلية واحدة

تعتبر مريم المجدليه احدي الشخصيات المذكوره في تاريخ المسيحيه، ويراها البعض الان انها كانت الاكثر جدلا في العصور الاولي للمسيحيه، حيث تتعدد الروايات عن حقيقه هويه المجدليه تحديا.\nمريم المجدليه واحده من السيدات التي يحملن اسم مريم في العهد الجديد من الكتاب المقدس، وكل المريمات في الاناجيل مجهولات النسب، حيث يشار اليهن نسبه للزوج او الاخوه، واحيانا يكتفي الكتاب المقدس بقول "مريم الاخري"، فمريم العذراء تعرف بابنها، وهناك مريم ام يعقوب، ومريم زوجة كلوبا، وايضا مريم اخت مرثا، الا ان مريم المجدليه تميزت بالمجدليه نسبه الي قريتها مجدل، المذكوره في انجيل متي وتقع قريه علي ساحل طبريه.\nولا زال حتي الان يختلط علي البعض من هي مريم المجدليه من بين مريمات، حيث تذكر الاناجيل ان السيد المسيح اخرج منها 7 شياطين، فامنت به وظلت تتبعه حيثما ذهب، وكانت حاضره وقت الصلب، ويعتقد البعض انها الامراه التي امسكت في واقعه زنا وغفر لها السيد المسيح خطيئتها.\nويلاحظ انه عند الكلام عن المراه الزانيه، اسم المراه غير مصرح به في الاناجيل الاربعه، وعندما تحدثوا عنها اكتفوا بقول "المراه الخاطئه"، والتي مسحت رجلي السيد المسيح بشعر راسها والطيب، ولم يذكر اسمها، فالاخفاء متعمد، حيث يعتقد البعض ان القصد من ذكر القصه هو العبره وعدم فضح المراه.\nبينما يرفض اخرون ذلك، ويروا انه من المستحيل اعتبار مريم المجدليه هي المراه الزانيه، ونشا هذا عن الخلط بين المريمات، حيث يشيرون ايضا انه في انجيل لوقا يتكلم عن موقفين متتاليين، ولكنهما مختلفين، كل حدث فيهما يختلف عن الاخر، فقد تكلم في الاول عن المراه الخاطئه، وبعدها مباشره تكلم عن مريم المجدليه التي خرج منها 7 شياطين، دون ان يشير من قريب او بعيد لاي صله لها بالمراه الخاطئه المذكوره  قبلها مباشره، وهذا يرجح لدي البعض انها امراتان مختلفتان.\nوفي الرسومات والتماثيل التي تعود الي التراث المسيحي في القرون الاولي، تم رسم صور مريم المجدليه بصفات القداسه والايمان، وابتداء من القرن الرابع تغيرت تلك الصفات الي اخري اقل شانا، مثل صفه "الزانيه" او "الخاطئه" التي بعد ان التقت بالمسيح تابت عن خطاياها، وقضت بقيه حياتها تتبع السيد المسيح.\nوجاءت اغلبيه الرسومات الخاصه بالمجدليه، التي يصوّرها الفن الكنسي في القرون الوسطي، بشكل امراه عاريه الصدر، وياتي هذا تجسيدا للعار الذي يسبق الشعور بالتوبه والعوده الي الله.\nوبالرغم من اختلاف الاراء حول هويه مريم المجدليه، الا انها تعتبر من الشخصيات ذات المكانه العاليه، حيث كانت حاضره عند صلب المسيح، ويقول الانجيل بحسب ما كتب القديس مرقس انها اول من ظهر للسيد المسيح بعد قيامته، حيث تعتبر الشاهده الاولي علي القيامه، ففي زيارتها للقبر بعد صلبه حملت له الطيب والحنوط لتدهن به جسده، فوجدت القبر فارغا، فظلت واقفه عند القبر خارجا تبكي، فشهدت ملاكين بثياب بيض، جالسين واحدا عند الراس والاخر عند الارجل، حيث كان جسد المسيح موضوعا.\nفقالا لها الملاكان "يا امراه لماذا تبكين"، قالت لهما "اخذوا سيدي ولست اعلم اين وضعوه"، ولما قالت هذا التفتت الي الوراء فشاهدت السيد المسيح واقفا، ولم تعلم انه المسيح، وقال لها يا امراه لماذا تبكين؟ ومن تطلبين؟ فظنت مريم انه البستاني، فقالت له يا سيد ان كنت انت قد حملته فقل لي اين وضعته وانا اخذه، فقال لها يا مريم.. فالتفتت له وقالت له "ربوني" وتعني "يا مُعلم"، وطلب منها ان تذهب للتلاميذ وتجبرهم بما حدث.\nوورد في التاريخ المسيحي انها سافرت بعد قيامه المسيح الي روميه، وعرضت شكواها علي الامبراطور طيباريوس قيصر ضد بيلاطس البنطي  بشان الظلم الذي الحقه بالسيد المسيح، ما جعل طيباريوس يعزل بيلاطس، كذلك ورد ان مريم المجدليه بشّرت في بلاد الغال (فرنسا)، ثم انتقلت الي مصر وفينيقيا وسوريا وبلاد اخري.\nوبعدما امضت بعض الوقت في اورشليم انتقلت الي افسس، حيث توفيت هناك، وفي العام 899 م نُقل جسدها الي القسطنطينيه تحت امر الامبراطور لاون السادس الحكيم.

الخبر من المصدر