نتنياهو يهين الفلسطينيين و«يعتذر» لواشنطن!

نتنياهو يهين الفلسطينيين و«يعتذر» لواشنطن!

منذ 9 سنوات

نتنياهو يهين الفلسطينيين و«يعتذر» لواشنطن!

استدعي رئيس الحكومه الاسرائيليه المكلف بنيامين نتنياهو مجموعه منتقاه من فلسطينيي الـ 48، لياسف امامهم عما ارتكبه من خطا او سوء فهم، حين حرض الشارع اليهودي علي العرب، مدعيا ان «العرب يتدفقون بجموعهم الي صناديق الاقتراع» لاسقاط حكم اليمين.\nولا يبدو ان اسفه نبع من ادراك لخطا، وانما وعي بانه وفر لخصومه ذخيره كبيره لاتهامه بالعنصريه. وكلامه استفز اولا فلسطينيي الـ48، قبل ان يستفز الاداره الاميركيه ويضع يهود العالم الذين يعانون احيانا من مظاهر لا ساميه امام حرج شديد.\nوجمع نتنياهو عددا من انصار «الليكود» العرب المنتفعين من علاقاتهم بالسلطه، والبعيدين عن اي تمثيل فعلي لمواطنيهم في مقر اقامته في القدس المحتله، حيث قال «اعرف ان ما قلته قبل بضعه ايام اساء لبعض من مواطني اسرائيل، اساء لعرب إسرائيل»، مضيفا «لم يكن لي اي نيه في ان يكون هكذا. انا اسف علي ذلك». وكان الحضور منتقي بشكل واضح، لدرجه انهم اسفوا علي الحملات التي تشنها اوساط يهوديه علي نتنياهو وزوجته.\nوواضح ان اسف نتنياهو هذا لم يلق قبولاً من فلسطينيي الـ48 عموماً، ومن «القائمه المشتركه» خصوصاً التي اعلنت ان «عنصريه نتنياهو وحكوماته لم تبدا ولن تنتهي بهذا التصريح التحريضي. فالتشريع العنصري والاقصائي وسياسه التمييز هي خطه عمل نتنياهو في الكنيست المقبله ايضاً، وعليه لا يتبقي لنا غير رفض اعتذاره، ومواصله كفاحنا في سبيل المساواه للسكان العرب».\nوكان الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين تناول كلام نتنياهو، معتبراً انه في غير محله، ومشيراً الي ان العرب في مناطق 48 مواطنون لهم حقوق، اولها حق التصويت بحريه لمن يريدون. كما ان الاحزاب المعارضه، والتي لا يخلو بعضها من سمات العنصريه، انتقدت نتنياهو، واعتبرت كلامه عنصرياً او مشجعاً علي العنصريه. ولا شك ان فلسطينيي الـ48 شعروا بان كلام نتنياهو تعبير واضح عن عنصريه، وهو ليس الوحيد الذي يتحدث هكذا، كما ان حزبه ليس اول حزب يتبني هكذا مواقف.\nواندفع عدد من المعلقين الاسرائيليين للاشاره الي ان كلام نتنياهو، لو قيل في اي مكان اخر غير اسرائيل، لوجد قائله نفسه في السجن بتهم العنصريه واشاعه الكراهيه. وقد اشار امير اورن في «هارتس» الي المفارقه العنصريه في اسرائيل، حيث «لو كان يعمل في اسرائيل جهاز جدير لانفاذ القانون، لرفعت منذ هذا الاسبوع لائحه اتهام ضد بنيامين نتنياهو بتهمه التحريض، حسب الماده 144، في اعقاب دعوته الهلعه في يوم الانتخابات للكنيست، حين قال ان سلطه اليمين في خطر، العرب يتحركون بكميات نحو صناديق الاقتراع، جمعيات اليسار تجلبهم بالحافلات والباصات».\nوالعنصريه، بتعريف القانون، هي «الملاحقه، الاهانه، الاحتقار، ابداء العداء، الكراهيه او العنف او اثاره النعرات ضد جمهور او اجزاء من السكان، وذلك بسبب اللون او الانتماء العرقي او الاصل القومي – الاثني». ومن ينشر شيئاً «بهدف التحريض علي العنصريه، فحكمه السجن لخمس سنوات سواء ادي النشر الي العنصريه ام لا، وسواء كان حقيقياً ام لا». وعليه فليتفضل المستشار القانوني للحكومه يهودا فينشتاين ويشرح الفرق بين ابداء نتنياهو العداء واثاره النعرات، وبين تحريض منظمه «هافا» علي طهاره بنات اسرائيل بابتعادهن عن ابناء اسماعيل. فنتنياهو هو بنتسي غوفشتاين مع انكليزيه بلهجه اميركيه، ومثله، وان اقل اناقه، كان بالنسبه لابناء بروكلين مئير كهانا وباروخ غولدشتاين. فينشتاين ضد تحريض بنتسي ومع تحريض بيبي.\nواكد كبير المعلقين في «يديعوت احرونوت» ناحوم بارنيع ان «نتنياهو اعتذر. اعتذاره لم يوجه للعرب بل للاخرين ـ لاداره (الرئيس الاميركي باراك) اوباما، التي ردت بتنديد حاد لاقواله التحريضيه في يوم الانتخابات، الي حكومات غرب اوروبا، التي تبحث عن سبيل لمعاقبه حكومته في الساحه الدوليه، والي الجاليه اليهوديه في الولايات المتحده التي قسمها نتنياهو في خطواته حتي الانتخابات الي معسكرين معاديين. فمثلما في مساله الدوله الفلسطينيه، في مساله عرب اسرائيل ايضاً، يحاول نتنياهو اجراء تراجع سريع الي الوراء. فقد فعل التحريض فعله، ويمكن للتحريض ان يذهب، الي ان يحتاجه من جديد».\nوكشف بارنيع عن ان المدير العام لاحدي اكبر المنظمات اليهوديه الاميركيه، «الرابطه ضد التشهير»، ايف فوكسمان، بعث رساله الي نتنياهو طالبا منه الاعتذار للعرب. وكتب «اعتقد ان من المهم ان تعتذر للعرب الاسرائيليين، وان تشدد في نفس المناسبه علي موقفك من ان العرب في اسرائيل هم مواطنون متساوون في الدولة اليهودية». واشار بارنيع الي ان «الرابطه ضد التشهير» والتي تكافح العنصريه صمتت ازاء كلام نتنياهو ومسها حرج شديد.\nوكتب بن كسبيت في «معاريف» انه «في الاسبوع الماضي حذر نتنياهو من ان العرب يتدفقون علي صناديق الاقتراع ويهددون بالخطر حكم اليمين. امس عبر نتنياهو عن اسفه علي المس بالاقليه الكبيره (20 في المئه من مواطني دولته). اذا ها هو دكتور نتنياهو ومستر بيبي، هناك رئيس حكومة للايام العاديه وهناك داعيه انتخابي لفتره الانتخابات. من يقوم بالربط بين الاثنين فهو يقوم بذلك علي مسؤوليته».\nواضاف «في البدايه يجب القول ان نتنياهو احسن الصنع باعتذاره (في الحقيقه هو عبر فقط عن «اسفه») امام عرب اسرائيل امس. خطوه مهمه وضروريه لمن يحاول حتي الان الظهور كزعيم للديموقراطيه. القائمه المشتركه رفضت اعتذاره؟ اذا رفضت. فهو لم يعتذر من اجل ان يقبلوا اعتذاره، هو اعتذر من اجل ان يسمعه البيت الابيض».\nوقد اعتبرت نوريت كنتي، في «معاريف»، ان نتنياهو اراد التخويف فارتكب خطيئه التخويف من العرب. وقالت «ليس مشروعاً سلب الشرعيه من جمهور كامل، ليس من المشروع تحويل نحو مليون مصوت يصوتون لغير صهيونيين.. ليس من المشروع الكذب علي من نريد صوته والقول له ان هناك خطرا علي حياته لان العرب علي الجدران. هذا ليس فقط الفيلم القصير الذي يسير فيه العرب الي الصناديق بجموعهم كدبابات سوريه في حرب يوم الغفران، تلك سيارات سارت في معاقل الليكود ودعت المصوتين للخروج لانقاذ الدوله من ايدي العرب».\nواضافت هذا «ليس داعش وحماس وايران، بل مواطنو الدوله. فعلياً 20 في المئه منهم. منهم الصيدلي والطبيب والممرضه والمقاول وعامل التنظيف». وبعد ان اشارت الي عدم وجود اي مراجعه او محاسبه للنفس كتبت: «بعد نجاحهم في اخراج الجماهير الي الصناديق للدفاع عن القدس من عرب اسرائيل، ماذا سيحدث بعد عشرين، ثلاثين او اربعين سنه، بعد ان الغي خلإل ألحمله حل الدولتين، وبقي احتمال الدوله الواحده – عندما يتحرك العرب بجموعهم الي الصناديق ويحصلون ليس علي 13 بل علي 20، 30 او 40 مقعدا».

الخبر من المصدر