هارون الرشيد قائد عظيم ظلمته الشائعات

هارون الرشيد قائد عظيم ظلمته الشائعات

منذ 9 سنوات

هارون الرشيد قائد عظيم ظلمته الشائعات

يعد الشخصيه الاكثر جدلاً في تاريخ ملوك المسلمين بعد "الحاكم بامر بالله "، فتاره تذكر كتب التاريخ انه من اكثر خلفاء الدولة العباسية جهادا وغزوا واهتماما بالعلم والعلماء، وتاره يزعمون انه المارق الذي جعل شغله الشاغل الجواري والخمر والطرب .\nفي ذكري وفاته يوم 24 مارس من عام 809 لزم علينا استعاده تاريخ ذلك الخليفه الاسلامي والوقوف علي اهم فتوحاته وغزواته .\nهو ابو جعفر هارون بن المهدي محمد بن عباس الهاشمي العباسي، كان مولده بالري حين كان ابوه اميرا عليها وعلي خراسان في سنه 148 ، وفي عام 158 هـ توفي ابو جعفر المنصور واصبح المهدي في منصب الخلافه ودفع بابنه هارون للتدرب علي الفروسيه والرمي وفنون القتال, وعندما اصبح هارون شابا يافعا عينه والده قائدا في الجيش الذي يضم العديد من القواد الكبار وامراء الدوله وكان عمر الرشيد وقتها لا يتجاوز الخمس عشره عاما، وقد اتسم هارون الرشيد منذ صغره بالشجاعه والقوه مما اَهله لقياده الحملات في عهد ابيه، وهو لم يتجاوز العشرين بعد .\nكانت اولي المعارك التي خرج فيها هارون الرشيد في عام 165هـ ضد الروم وحقق فيها الرشيد نصرا ساحقا جعل والده يعده ولياً ثانياً للعهد بعد اخيه موسي الهادي.\nتولي هارون الرشيد مقاليد الخلافه وتمت البيعه له بعد وفاه اخيه الهادي وكان ذلك في الرابع عشر من ربيع الاول عام 170هـ، وكان تولي الرشيد للخلافه بدايه لعصر جديد قوي ومزدهر في تاريخ الدوله العباسيه، فلقد كانت الدوله متراميه الاطراف متعدده الثقافات والعادات والاصول مما جعلها عرضه لظهور الفتن والمؤامرات، والثورات، فتمكن الرشيد من الامساك بمقاليد الحكم بيد من حديد، كما تمكن من فرض سيطرته وحكمه علي جميع الانحاء المتفرقه من البلاد.\nولم يكتفِ "الرشيد" بهذا بل سعي بكامل طاقته لان يجعل منها دوله متقدمه في جميع المجالات، فشهد عصره نهضه شامله وارتقاء هائلا بالدوله، مما اثبت ان الرشيد لم يكن رجلاً متجهاً نحو اللعب واللهو بل كان قائداً، وحاكماً يتمتع بعقل، وفكر راجح تمكن من السيطره علي الامور في دولته ونهض بها علمياً، وسياسياً، واجتماعيا.\nوقد ذكرت كتب التاريخ ان الخليفه كان ذا فصاحه وعلم وبصر باعباء الخلافه وله نظر جيد في الادب والفقه، كما اتسم الرشيد بالورع والتقي ، حتي قيل انه كان يصلي في خلافته في كل يوم مائه ركعه الي ان مات لا يتركها الا لعله ويتصدق من صلب ماله كل يوم بالف درهم.\nشهد عهد هارون الرشيد نهضه شامله بكافه قطاعات الدوله حيث  زادت الاموال الداخله الي خزانه الدوله مما عم بالرخاء والازدهار علي كافه اركانها، هذا بالاضافه للتقدم في العلوم والفنون وغيرها، فشهد عصر الرشيد نهضه معماريه ايضاً فبنيت المساجد، والقصور وحفرت الترع والانهار، وامتد الرخاء الي بغداد حيث نالت حظها من الرخاء، والازدهار فاتسعت رقعتها وبنيت بها المساجد، والقصور.\nفضلاً عن هذا شهدت الدولة الاسلامية ،نهضه علميه واسعه ، فكانت الدوله وقتها هي الملجا الاول الذي يفد اليها العلماء من فقهاء، ولغويين وغيرهم من كل حدب وصوب فكانوا يتبادلون العلوم ويلقنون الطلاب علومهم المختلفه.\nكما يرجع الفضل لهارون الرشيد في انشاء “بيت الحكمه” وهو اشبه بمكتبه ضخمه جمعت فيها العديد من الكتب من مختلف البلدان كالهند وفارس وغيرها فكانت تضم قاعات للكتب واخري للمحاضرات وغيرها للناسخين والمترجمين.\nولم يقتصر دور الرشيد علي كونه حاكما فقط مهتما بالشئون الداخليه للبلاد والغزوات بل امتدت علاقاته للعديد من البلدان فقام بتوطيد العلاقات بين الدول فكان يستقبل الوفود علي الرحب والسعه ويرسلهم الي بلادهم محملين باغلي واثمن الهدايا، مما دفع العديد من الممالك  لملاقاته من اجل بناء علاقات قويه مع الدوله الاسلاميه وهارون الرشيد.\nوبالرغم من اهتمام الرشيد بالنهضه والعلم ، الا انه كان لخلافته بعد اخر عامر بالغزوات ، فقيل عنه يغزو عاماً ويحج عاماً فتم في عصره العديد من الغزوات، وكان اهم تلك الغزوات فتح مدينه هرقله، الواصله ما بين بحر الروم وبحر القلزم .\nفيما خاض الرشيد العديد من الحروب مع الروم سواء قبل توليه الخلافه او بعدها والتي كلل فيها بالفوز والنصر وعمل علي تامين البلاد ضد هجماتهم، كما اعاد بناء البلاد التي قد دمرت في الحروب وولي عليها امهر القاده، وعمل علي تزكيه جيشه باسطول ضخم يدعم مع الجيش حروبه ضد الروم، ونظراً للانتصارات المتواليه التي حققها الرشيد مع الروم فقد طالب الروم بعقد هدنه مع الجيوش الاسلاميه وبالفعل عقدت ايريني الملكه الروميه صلحاً مع هارون الرشيد وذلك مقابل دفع جزيه سنويه للمسلمين وظلت هذه المعاهد قائمه الي ان توج نقفور امبراطوراً علي الروم بدلاً من الامبراطوره السابقه ايريني عام 186هـ ، فقام بنقض المعاهده .\nوكتب لهارون رساله جاء فيها ” من نقفور ملك الروم الي ملك العرب، اما بعد فان الملكه ايريني التي كانت قبلي اقامتك مقام الاخ، فحملت اليك من اموالها، لكن ذاك ضعف النساء وحمقهن، فاذا قرات كتابي فاردد ما حصل قبلك من اموالها، وافتد نفسك، والا فالحرب بيننا وبينك.\nولم يكن من الرشيد بعد ان قرا الرساله سوي ان تملكته ثوره من الغضب وقام ببعث الرد علي رساله امبراطور الروم وقال فيها :” من هارون امير المؤمنين الي نقفور كلب الروم، قد قرات كتابك يا ابن الكافره، والجواب ما تراه دون ان تسمعه، والسلام "وبعد الرد الكتابي جاء الرد العملي من الرشيد فقام بالخروج بنفسه في عام 187هـ لمحاربته فاضطر الامبراطور الي عقد الصلح ودفع الجزيه مره اخري للمسلمين ولكنه مالبث ان نقض المعاهده فما كان من الرشيد سوي ان توجه له مره اخري لمحاربته وجاءت الهزيمه المنكره من نصيب الامبراطور الرومي.\nوفي سنه تسع وسبعين ومائه اعتمر الرشيد في رمضان ودام علي احرامه الي ان حج ومشي من مكه الي عرفات ، وفي سنه 181 ، فتح حصن الصفصاف عنوه .\nمات الرشيد خلال احدي غزواته بخرسان 193 ، وقيل ان الرشيد راي مناما انه يموت بطوس فبكي وقال احفروا لي قبرا فحفر له ثم حمل في قبه علي جمل وسيق به حتي نظر الي القبر فقال" يا ابن ادم تصير الي هذا" وامر قومه فنزلوا ، فبكي وبكوا حتي مات  ، ليرحل اعظم خلفاء الاسلام شاباً لم يبلغ ال45 عاماً من عمره بعد تاريخ من الفتوحات الاسلاميه المشهوده في كتب التاريخ .

الخبر من المصدر