سد النهضة الإثيوبي

سد النهضة الإثيوبي

منذ 9 سنوات

سد النهضة الإثيوبي

يسعي هذا العرض الي تقديم نبذه مختصره عن كتاب هام عنوانه "سد النهضة الاثيوبي وحتميه توفر المياه والطاقه لدول المصب السودان ومصر". والكتاب صدر حديثا عن دار روافد للنشر والتوزيع في العاصمه المصريه القاهره للكاتب السوداني اسماعيل شمس الدين.\nوتنبع اهميه الكتاب من موضوعه وهو "سد النهضه" او "سد الالفيه الكبير" او "هداسي جاديب" باللغة الأمهرية وهي اللغة الرسمية في اثيوبيا، اذ يعتبر من الكتب القليله جدا التي تناولت الموضوع بشكل مفصل ومن جميع جوانبه تقريبا، وربما الوحيد حتي الان.\nيحاول شمس الدين وعبر فصول الكتاب المختلفه، تقديم تفسيرات للجدل الذي اثير حول سد النهضه، خاصه تلك الامور المتصله باثاره السلبيه علي دولتي المصب السودان ومصر.\n- العنوان: سد النهضه الاثيوبي وحتميه توفر المياه والطاقه لدول المصب: السودان ومصر\n- المؤلف: اسماعيل شمس الدين\n- الناشر: دار روافد للنشر والتوزيع، القاهره\nتعتبر السدود التي تقام علي الانهار ركيزه هامه من ركائز التنميه، وبينما يشكل الصالح العام والسعي لرفاهيه السكان اهم الاسباب التي تدفع المخططين لبنائها، الا انه دائما ما يصحبها جدل بين من يركز بشكل اساسي علي اثارها السلبيه، وبين الذين يرون ان الفوائد المرتجاه من السدود كمشاريع تنمويه تبرر هذه السلبيات، بل تجعلها غير ذات اهميه.\nولا يقتصر الجدل الذي اشرنا اليه اعلاه علي الداخل فحسب، بل يمتد في احيان كثيره الي الخارج، خاصه حينما يكون لمثل هذه السدود تاثير علي الخارج، ينعكس علي دول الجوار، او الدول التي تشترك في منابع او مصبات الانهار التي تقام عليها السدود.\nوتكتنز ذاكره المهتمين بموضوعات السدود وغيرهم من المتابعين لاخبارها بامثله عديده لجدل وصراعات كان منطلقها السدود، فالسودانيون عامه واهل النوبه خاصه لا يزالون يذكرون بالم بيّن ما فعله السد العالي بحضارتهم العريقه حين اغرق اراضيهم الزراعيه وقضي علي قراهم ومدنهم التي كانوا يتباهون بها مثل مدينه وادي حلفا شمال السودان.\nوسد النهضه هو سد اثيوبي قيد البناء ويقع علي النيل الازرق في ولايه بين شنقول القريبه من الحدود مع السودان (علي مسافه تتراوح بين 20 و40 كيلومترا). وهو واحد من ثلاثه سدود تشيدها اثيوبيا بغرض توليد الطاقه الكهربائيه وتبلغ تكلفه انشائه حوالي 5 مليارات دولار اميركي، ويتوقع عند اكتماله في عام 2017 ان يكون من اكبر السدود الكهرومائيه في افريقيا، والعاشر علي مستوي العالم بالنسبه للسدود التي تولد الطاقه الكهربائيه.\nومن ابرز ما يثار حول بناء اثيوبيا لهذا السد، وجهه النظر المصريه التي تري ان مستويات التخزين فيه ستحرم القاهره من كميات هائله من المياه اكتسبتها بموجب اتفاقيات سابقه مع بريطانيا اعطت مصر علي الدوام نصيب الاسد من مياه النيل.\nومن القاهره ذاتها تنطلق التحذيرات من الاثار السلبيه للسد، خاصه ما يتصل بامكانيه انهياره وبالتالي اغراق اجزاء كبيره من الاراضي السودانيه، وهي تحذيرات رات فيها اثيوبيا ما سمتها بالمبالغه الزائده التي تهدف الي تخويف السودانيين وبالتالي الحصول منهم علي مواقف مؤيده للموقف المصري الرافض لبناء السد من الاساس، خاصه في ظل وجود ما يشبه التاييد السوداني الكامل، وعلي كل المستويات، لوجهه النظر الاثيوبيه.\nيبدا الكتاب بمقدمه ومدخل يعرف فيه الكاتب بالجوانب التي يغطيها الكتاب، ثم ندلف مباشره الي الفصل الاول الذي يخصصه الكاتب للحديث عن اثيوبيا التي سميت قديما الحبشه، صاحبه المشروع المثير للجدل.\nويتطرق فيه المؤلف الي التعريف بجغرافيتها وتاريخها وسكانها الذين يفوق عددهم 80 مليونا.\nاما الفصل الثاني من الكتاب فيخصصه المؤلف للحديث عن منابع الانهار المختلفه المكونه للنيل الكبير، واشهرها النيل الازرق (يسمي في اثيوبيا اباباي) الذي ينبع من بحيره تانا في الهضبه الاثيوبيه، وتحديدا في الشمال الغربي للهضبه الاثيوبيه التي تشكل اكثر من نصف مساحه اثيوبيا، وتنحدر من الشرق الي الغرب نحو الاراضي المنخفضه في السودان.\nويشير المؤلف في هذا الفصل الي ان النيل الازرق رغم انه ينبع من اثيوبيا، فان الطبيعه الجغرافيه للمنطقه ذات الانحدار الشديد ساهمت في ان يمر بالناس هناك مرور الكرام، اي دون ان يستفيدوا من مياهه باي شكل من اشكال التنميه كما هو الحال في مصر والسودان.\nويورد المؤلف قصيدتين لشاعرين سوداني واثيوبي للمقارنه بين اثر النيل الازرق علي الناس في البلدين الجارين، ففي السودان هو جالب خير ونماء كما جاء في قصيده "سليل الفراديس" للشاعر التيجاني يوسف بشير:\nاَنتَ يا نَيل يا سَليل الفَراديس .... نَبيل مُوَفق في مَسابك\nملء اَوفاضك الجَلال فَمَرحي ..... بِالجَلال المفيض مِن اَنسابك\nفتحدرت في الزمان .... وافرغت علي الشرق جنه من رضابك\nاما في اثيوبيا فتابي الجغرافيا وتضاريسها العجيبه الا ان تجعله يمر مهرولا دون ان يلتفت لبؤس اهل المنطقه وفقرهم، وفق رؤيه الشاعر الاثيوبي هايلو يوهانس:\nلو ان لديك عيونا تري يا نهر ابباي يا ايها الخامل\nلكنت رايت ولو للحظه ذلك الرجل يكاد يحترق من العطش\nلكنك هجرته وذهبت الي اماكن اخري.\nياتي الفصل الثالث في الكتاب وعنوانه "الدوله الاثيوبيه وبناء سد النهضه" وكانه يمثل قمه الوعي والاستجابه لما طرحه الشاعر الاثيوبي يوهانس في قصيدته السابقه، حيث يورد فيه المؤلف وجهه نظر الاثيوبيين وتصميمهم علي بناء السد الذي يسعون فيه الي الافاده الكبري من مياه النيل الازرق المندفعه، وصولا الي تحقيق نهضه تنمويه كبري تنتشل مواطني المنطقه خاصه وكل الاثيوبيين من الفقر والحاجه.\nونقرا في هذا الفصل: "مشروع بهذا الحجم وحسب توقعات العلماء الاثيوبيين سوف ينتشل الدوله الاثيوبيه من التخلف لمرحله متقدمه من التطور، وسوف يكون دافعا لوحده الشعب الاثيوبي، ويدر عطاءه علي دول الجوار خاصه في توفير الطاقه الكهربائيه..".\nلكن ورغم وجهه النظر الاثيوبيه يبقي صراع المصالح حاضرا، فالسد المخصص لتوفير الطاقه الكهربائيه توضح دراساته انه سينتج منها ما يمكن ان يصدر لدولتي المصب السودان ومصر، لكن الاخيره تظل مهتمه فقط بنصيبها المكتسب تاريخيا من المياه عبر اتفاقيات غاب عنها اصحاب الشان، والذي سيتاثر لا محاله. وهذا ما يناقشه المؤلف في الفصل الرابع من الكتاب الذي يحمل عنوان "صراع المصالح والحقوق في بناء سد النهضه الاثيوبي".\nويركز هذا الفصل علي ايراد وجهات النظر المختلفه في هذا الجانب، وخاصه الجدل الاعلامي الذي اثير ولا يزال مثارا بشان الاثار السلبيه لبناء السد، وليس مستغربا ان يكون جل هذا الجدل مصدره من القاهره.\nوعلي سبيل المثال، يورد المؤلف القول التالي عن متخصص مصري في الجيولوجيا: "70% من مشروعات سد النهضه الاثيوبي سوف تفشل وتنهار بسبب الاخطاء الفنيه والهندسيه.. اثيوبيا تعد من اكثر المناطق في افريقيا عرضه للزلازل والهزات الارضيه، وان 75% من الاثيوبيين لن يستفيدوا من المشروعات المائيه..".\nفي الفصل الخامس يقترح المؤلف ما اسماها "الحلول العمليه لمواجهه مخاطر سد النهضه الاثيوبي" وهي عباره عن تسعه مقترحات لدرء الاثار السلبيه للسد علي دولتي المصب السودان ومصر.\nوفي الفصل السادس يتطرق المؤلف لمشاريع مقترحه لقيام سدود اخري علي مجري النيل وما اثارته من صراعات اعلاميه علي شاكله الجدل الذي اثاره سد النهضه والذي لم ينجل غباره بعد. 

الخبر من المصدر