صور| المنقبون عن الآثار.. حلم الثراء السريع في قنا

صور| المنقبون عن الآثار.. حلم الثراء السريع في قنا

منذ 9 سنوات

صور| المنقبون عن الآثار.. حلم الثراء السريع في قنا

"التنقيب عن الاثار".. ظاهره شعبيه منتشره في صعيد مصر، لها طقوس ومفردات شديده الخصوصيه، وكثيرا ما نسمع عن منزل او شارع وربما قريه باكملها تنتشر حوله الاقاويل بوجود اثار فرعونيه او غيرها مدفونه في اعماقه، او تسري شائعات تفيد بان شخصا ما عثر علي "اللقيه" كما يسمونها في المفهوم الشعبي، من الذهب او التماثيل، غيرت مسار حياته.\nينجرف الكثير من الناس، والشباب علي وجه الخصوص وراء تلك الشائعات بحثا عن حل مثالي للقضاء علي الفقر والانتقال الي حياه افضل، يرجع هذا الي تفشي ظاهره البطاله وتاثيرها القوي والمباشر علي الشباب، فيسيرون وراء احلام الثراء السريع عن طريق البحث عن الاثار او التوسط في بيعها او شرائها.\nوقد زادت ظاهره التنقيب عن الاثار بعد ثوره يناير، وتجاوز الامر حد التنقيب ليصل الي النصب والاحتيال وربما القتل في بعض الاحيان.\nويقول ثروت سيف محمد "مواطن"، ان التنقيب الشعبي عن الاثار ظاهره موجوده من قبل الثوره، لكنها انتشرت بكثره، حيث ان العديد من المواطنين اعتدوا علي املاك الدوله، واوهموا البعض بوجود اثار في هذه الاماكن، كما احضروا "مشايخ" لايجاد هذه الاثار، وهذا احد طقوس البحث الشعبي، حيث يحضر الناس عاده احد الشيوخ ليقرا بعض التمائم والاوراد لفك طلاسم الكنز الموجود بباطن الارض.\nواضاف محمد ان هذه الامور غالبا ما تكون في اطار النصب والاحتيال علي البسطاء والحالمين بالثراء السهل والسريع، حيث ان المعروف ان كل من حضر مراحل البحث او شارك فيها يكون له نصيب من "اللقيه"، لكن الامر عاده ينتهي بما لا تحمد عقباه حيث لا يجد الباحثون شيئا، وتتطور الاحداث لتصل الي مشاجرات وربما تحدث جرائم قتل.\nوارجع محمد انتشار هذه الظواهر الي عدم وعي المواطنين ولجوئهم للخرافات واستماعهم للاشاعات، فضلا عن تراجع دور الامن فيما بعد الثوره.\nشارك عمرو الراوي، في العديد من رحلات البحث والتنقيب عن الاثار، رغم عدم قناعته بهذه الخرافات، حسب وصفه، واعتبر ان "الناس مضحوك عليها" من النصابين وتجار الوهم، والدليل ان كل عمليات البحث التي حضرها لم تسفر عن شيء، ولكنه قال في نهايه حديثه معنا ان "اللقيه للموعودين مش للحسابين".\nالتقينا احد الشيوخ الذين يستعين بهم الاهالي لايجاد الاثار، والذي رفض ذكر اسمه او عرض صورته، لكنه اطلعنا علي العديد من المعتقدات الشعبيه الموروثه في التنقيب الشعبي، واطلعنا علي احد الجبال التي انتشر فيها التنقيب عن الاثار وبدء بالفعل فيها للبحث عن الاثار. \nوقال ان "اللقيه" امر موجود بالفعل وليس ضربا من الوهم او الخيال، كما ان هناك شواهد علي ظهورها، مضيفا انه لا يبدا العمل الا مع ظهور هذه الاشاره او العلامه، والتي تتمثل في "ديك" يجري ليلا في مكان الاثر، او سماع صوت "شخلله ذهب"، عندها اقوم باحضار "الدليل"، وهو شخص مؤتمن، فاقرا عليه حتي ينام ثم يدلنا علي مكان الاثر وماهيته.\nواكد الشيخ انه لا يتقاضي اجرا الا بعد ظهور "الامانه"، حسب روايته، اما اذا لم يخرج شيء فلا يقبل الا ثمن البخور والكشف فقط، وارجع الشيخ عدم العثور علي "اللقيه" بان حارسها له طلبات يجب ان تنفذ حتي نتمكن من فتحها.\nومن جانبه، قال مصدر في هيئه الاثار بقنا ان قانون حمايه الاثار رقم 117 لعام 1983 والمعدل في عام 2010 يحرم ويجرم التنقيب عن الاثار من قبل المواطنين، بل ويضع المواطن تحت طائله القانون، فضلا عن ان معظم المنقبين العشوائيين عن الاثار لا يعثرون علي شيء غير خساره اموالهم بل ويصل الحد بهم لبيع منازلهم، اضافه لسقوط ضحايا منهم كما حدث في عدد من قري المحافظه.\nواضاف المصدر ان قيام المواطنين البسطاء بالتنقيب عن الاثار هو نتاج حاله الفوضي التي اعقبت الثوره، وعقب بقوله ان ما يتصوره البعض من سهوله الحصول علي الكنوز الفرعونيه سواء باللجوء لما يعرفون بـ"المشايخ" هو مما يدل علي غياب الوعي لدي الناس، وغياب دور الامن وانتشار ظاهره البلطجه.\nواوضح المصدر في تصريحاته الخاصه لـ"دوت مصر"، ان عمليه التنقيب عن الاثار تخضع لخطط ممنهجه من قبل خبراء الوزاره يتم فيها تحديد المكان المراد الكشف عنه، حسب تقارير وارده من الاثريين، وبحوث خاصه بكبار علماء الاثار.\nوكشف محمد ابو المجد، مسؤول عن المنطقه الاثريه بـ"نجع حمادي" عن مشاركته في اعمال الحفائر التابعه لمركز البحوث الامريكيه بالبحر الاحمر، برفقه الباحثه كاترين بارد، والخاصه باثار قريه "السماينه" عام 1989، موضحا كيف انهم استخدموا الاجهزه العلميه، وجهاز الاستشعار عن بعد، كما اشرف علي اعمال الحفائر التي قامت بها المنطقه لاثار "كرنك ابو تشت"، والتي اسفرت عن العثور علي ثمانيه تماثيل من "الاتاتش"، وتابوت يرجع الي القرن التاسع عشر، تم وضعهم بمخزن الاثار بـ"قفط".

الخبر من المصدر