الفراعنة أول من احتفلوا بالأم واعترفوا بمكانة المرأة

يحتفل المصريون في مارس من كل عام، بعيد الأم، التي اعزها الله في كتابه الكريم، وكرمها بمكانه عاليه في كل الاديان، وكما يتم تخصيص يوم للام في كل دوله عرفاناً بالجميل واحتفالاً وتكريماً لها، فقد تم تكريم المراه في مصر منذ سالف العصور، فاحتفل بها الفراعنه وكرموها علي طريقتهم الخاصه.\nتكريم الام منذ الاف السنين وفي الاساطير\nيمتد تبجيل الام واحترامها الي الاف السنين فقبل اكثر من 5000 عام، كان القدماء يقدرون الام ويحتفلون بها كاحتفالنا اليوم بعيد الام في مارس، فتكريم الام امر ضارب بجذوره في التاريخ، فكان المصري القديم يحترم المراه وجعلوا لها مكانه متميزه، كما حرصوا علي ضروره تلبيه حاجات النساء،  ومايوضح ذلك هو نقوش الحكمه التي عثر عليها علي  احدي البرديات للحكيم بتاح حتب حيث يوصي بحفظ قيمه الام قائلا" اذا كنت عاقلا فاسس لنفسك دارا واحبب زوجتك حبا جما واتها طعامها وزودها بالثياب وقدم لها العطور لينشرح صدرها ما عاشت. فهي حقل مثمر لصاحبه واياك ومنازعتها ولا تكن شديدا عليها فباللين تستطيع ان تمتلك قلبها واعمل دائما علي رفاهيتها ليدوم صفاؤك". \nوحتي الاساطير  لم يخلُ نسجها من تكريم الام، ففي الماضي البعيد نجد انه عندما فكر المصري القديم في نشاه الكون كانت السماء والارض ( نوت ، جب ) ملتصقيتن وتم فصلهما بواسطه الهواء والرطوبه ( شو ، تفنوت ) وحدث حمل نتيجه التزاوج فوضعت السماء ( نوت ) اربعه اطفال وهم ايزيس واوزرويس ونفتيس وست، ويضيف:  لقد كانت اما مثاليه ترعي صغارها وتحنوا عليهم فلذلك عندما يموت ملوك مصر القدماء كانوا يتحولون لنجوم في جسد امهم السماء تيمنا بتلك الاسطوره.\nتضحيات الام في قصص الفراعنه \nيشير المرشد السياحي الي ان تضحيه الام وحنانها تجلت في قصه ايزيس وابنها حورس، تلك الاسطوره الفرعونيه الشهيره، عندما قطّع الاخ الشرير ( ست ) جسد اخيه ( اوزيريس)،  تالمت ايزيس كثيرا وقاومت الظلم وهربت الي احراش الدلتا في شمال مصر خوفا علي الجنين حورس من فتك الشرير ( ست ) وهناك وضعت حورس الابن والذي تربي يتيم الاب ولكن بفضل امه تحول الي شاب قوي وبارع في فنون القتال واخذ الثار لابيه واصبح هو ملك مصر ومن خلفه جاء كل فراعنة مصر العظماء.\nويظهر دور الام علي مر الزمان، واضحاً في مصر القديمه، كما يؤكد الطيب عبد الله ، بانه تجلي كثيرا في الدوله القديمه ( عصر بناه الاهرامات ) حيث ظهرت الملكه ( حتب حرس ) ام الملك خوفو والتي يعزي اليها بناء الهرم الاكبر.\nكما اطلق المصري القديم علي الام لفظ ( موت ) وظهرت معبوده في واست ( الاقصر ) مع ثالوث المدينه امون و موت وابنهم خونسو وظهرت ايضا القابا كهنوتيه تحمل اسم ام الالهه ( موت نتر )\nوتميزت المراه المصريه في العصور القديمه ولدي الفراعنه سواء كزوجه او كام تميزن بالذكاء والمقدره علي اداره اي مهام تقع علي عاتقهن في مختلف المجالات حتي في الحروب، واوضح دليل علي ذلك حتشبسوت كاحد اشهر الملكات في التاريخ، ومن افضل واقوي ملكات مصر، خامس فراعنه الاسره الثامنه عشر  حكمت من1482 الي 1503 قبل الميلاد،  مبيناً ان عهدها تميز بقوه الجيش و البناء والرحلات التي قامت بها، وهي الابنه الكبري لفرعون مصر الملك تحوتمس الاول.\nوكان ابوها الملك قد انجب ابنا غير شرعي هو تحتمس الثاني،  قبلت الزواج منه علي عاده الاسر الملكيه ليشاركا معا في الحكم بعد موته، وذلك حلا لمشكله وجود وريث شرعي له.\nاشتهر حكم حتشبسوت بالسلام والازدهاروكانت تحاول اقصي وسعها تنميه العلاقات وخاصه التجاريه مع دول الشرق القديم لمنع اي حروب معهم.\nوتعد ميريت نيت، اول ملكه في تاريخ العالم اعتلت عرش البلاد واختلفت الاراء في شان هذه الملكه، وفيما اذا كانت قد حكمت البلاد، ام انها كانت مجرد زوجه للملك، الا ان المؤكد  لتوليها البلاد لوحه عثر عليها في احدي مقابر ابيدوس نقِش عليها اسم الملكه “ميريت نيت” وحدها،  كما يستشهد بالملكه خنت كـاوس الاولي ملكه مصر القديمه التي لعبت دوراً هاماً في تعاقب الاسرتين الرابعه والخامسه، وكانت تحكم مصر حكماً منفرداً.\nوالملكه سبك نفرو ابنه الملك امنمحات الثالث، التي لم يطل حكمها اكثر من ثلاثه اعوام واربعه اشهر وعشرين يوما كما جاء في برديه تورين بين اعوإم 1782 و 1778 ق.م، وتولت عرش مصر بعد وفاه اخيها “امنمحات الرابع".\nكما شهدت الدولة المصرية الحديثة، ولاده عدد من الملكات ابرزها الملكه العظيمه ( تتي شري زوجته الملك سقنن رع تا عا الاول وجده كلا من كامس واحمس الاول طاردي الهكسوس وكانت تلقب بالام الملكيه وايضا دور الملكه القديسه ( تي ) زوجته امنحوتب الثالث وام الملك امنحوتب الرابع والذي نبذ عباده امون وغير اسمه الي اخناتون وتزوج من ملكه جميله وام لبناته تدعي نفرتيتي الجميله.