هو إيه معنى السعادة؟

هو إيه معنى السعادة؟

منذ 9 سنوات

هو إيه معنى السعادة؟

يبحث الفنان الراحل اسماعيل ياسين في منولوجه الشهير "صاحب السعاده" عن معني السعاده، ويقدم عده فروض ويختبر صحتها: المال، الحب والزواج، ولا يخرج "سمعه" كما يلقبه البعض، باجابه للسؤال الذي حير البشريه، في رحله بحثها عن الرضا والسعاده.\nالبدايه دائما عند علم الاحياء، الذي يخبرنا بان احد الناقلات العصبية يسمي "السيروتونين"، يلعب دورا مهما في تنظيم مزاج الانسان والرغبة الجنسية، لذلك يُطلق عليه هرمون السعاده.\nوبطبيعه الحال يمتلك المصابون بالاكتئاب نسبه اقل من المستوي الطبيعي من ماده "السيروتونين" في الدماغ، وهو الاكتشاف الذي تم اعتباره ثوره في علاج الكابه، حيث ادي بالعلماء الي اختراع جيل جديد من الادويه التي تقوم برفع مستوي ماده السيرتونين في الدماغ.\nمحطتنا الثانيه هي علم النفس، والذي يُرجع رائده، سيجوند فرويد، غياب السعاده، في كتابه "قلق في الحضاره" الي ثلاثه اسباب: "المصادر الثلاثه التي ينبع منها الالم الانساني: قوه الطبيعه الساحقه، شيخوخه الجسم البشري، واخيرا عدم كفايه التدابير الراميه الي تنظيم العلاقات بين البشر، سواء ضمن الاسره او الدوله او المجتمع".\nويؤكد فرويد، ان الانسان البدائي كان اكثر سعاده من انسان العصر الحديث، لانه لم يعرف اي تقييد لغرائزه، ولكنه كان اقل اطمئنانا لدوام تلك السعاده طويلا، وقد قايض الانسان المتحضر قدرا من السعاده بقدرا من الامان، واختار الامان علي حساب السعاده غير المامونه.\nالتنميه البشريه.. السعاده في كبسوله\nلطالما كان لدي خبراء التنميه البشريه، في كل انحاء العالم وبتتابع السنوات، خطوات لتحقيق السعاده، مع اختلاف عدد الخطوات، سواء عشره او سبعه، اكثر او اقل او حتي كتب باكملها، تدور حول التعامل بايجابيه، عدم التفكير في المشاكل، توسيع دائره العلاقات الاجتماعيه، ممارسه الرياضه، وتنظيم الوقت، وغيرها من الوصفات، التي لابد ان تنتج سعاده في النهايه.\nيعد سدهارتا جوتاما الملقب ببوذا اي "المستنير"، 560 – 480 ق.م، اشهر مؤسسي مذهب التقشف والزهد، فيقول بوذا: ان منشا هذه المعاناه الحتميه يرجع الي الرغبات التي تمتلئ بها نفوس البشر للحصول علي اشياء خاصه، "لاننا نرغب دائما في شيء ما مثل: السعاده او الامان او القوه اوالجمال او الثراء".\nقال رجل لبوذا : انا اريد السعاده\nاولا تخلص من "انا" فهي مصدر التكبر والانانيه\nثم تخلص من "اريد" فهي مصدر الشهوه الباطله\nفيما اكملت العديد من المذاهب الدينيه علي طريق الزهد والتقشف، كان ابرزهم "الاسينيون" في اليهوديه، ومن بعدهم الرهبان في المسيحيه، ثم التصوف في الاسلام.\nوجاء الفيلسوف الالماني، ارثر شوبنهاور، ليمجد الزهد، ويعلي من قيمته، ويري ان التشبث بالحياه هو سر كل الام الانسان، ويؤكد ان الزهد هو انتصار العقل علي الارداه انتصارا كاملا، ليتخلص من الام الحياه، بعد ان يشعر - العقل - بالثقه، ويصل لعالم اخر لا سلطان للاراده عليه، ولا سياده للضروره فيه.\nلم يترك الانسان طريقا، اعتقد انه ينتهي بالسعاده، الا وسلكه، ولا مذهبا او منهجا ظنه يوصل اليها الا واتبعه، لتتعدد تعريفات السعاده، بتعدد تجارب البشر، واختلاف حيواتهم، وتظل تجربه شخصيه لها معني مختلف عند كلا منا، الا انه "لن تعز السعاده علي من يطلبها بصدق"، كما يقول الكتاب المصري الكبير، نجيب محفوظ..

الخبر من المصدر