باحث لـ"سبوتنيك": حكومة "معتدلة" في اسرائيل ستجبر الفلسطينيين على العودة للمفاوضات دون شروط

— نحن علي ابواب انتخابات تاريخيه في اسرائيل، في ظل المنافسه الشرسه بين الاحزاب الرئيسيه، وظهور قوائم جديده علي الحلبه السياسيه،  ما هي توقعاتكم لنتائج الانتخابات القادمه؟\n* ايام قليله تفصلنا عن الانتخابات التي ستجري يوم الثلاثاء القادم، الانتخابات الاسرائيليه  لا يمكن التنبؤ بنتائجها فهي تحسب فقط يوم اجرائها، علي الرغم من التوقعات بفوز كتله "المعسكر الصهيوني" بقياده حاييم هرتصوغ وتسيبي ليفني وتراجع تكتل الليكود الذي يقوده رئيس الحكومه الحالي بنيامين نتانياهو. هذا لا يعني ان "المعسكر الصهيوني" بوصفه الحزب الفائز سوف يشكل الحكومة، وانما سينظر الي الحزب الذي بامكانه تشكيل حكومه ائتلافيه مع كتل اخري في الكنيست.انا اعتقد بان الرئيس الاسرائيلي روؤفين ريفلين هو الذي سيحدد المسار المستقبلي للحكومه العتيده.\n* خيار تشكيل حكومة وحدة وطنية من الحزبين الكبيرين واحزاب اخري، امر مطروح، الخيار الثاني ان يشكل الليكود مع احزاب يمينيه ودينيه حكومه متطرفه. اما الخيار الثالث، ان يتعاون حزب يميني كبير وبشكل مستقل مع حزب العمل، او العوده الي انتخابات مبكره بعد 60 يوماً.\nاما تشكيل حكومه وحده وطنيه هو اصعب الخيارات المطروحه، فهل يقبل نتانياهو بالمناصفه في قياده الحكومه مع هرتصوغ؟! اذا تحقق ذلك فان تغييراً جذرياً سوف يحدث في السياسه الاسرائيليه.\nنتانياهو يعتمد علي اليمين وعلي حزب "كولانو" برئاسه موشيه كحلون، بالاضافه الي ذلك هو يعول علي الاحزاب الدينيه، "شاس" و"يهودات هتواره" وغيرها. وربما يدخل حزب "يوجد مستقبل" في ائتلاف مع الليكود، و "يوجد مستقبل" يعتبر من يمين الوسط كما يعتبر "عدواً" للمتدينين، فهو الذي فرض الخدمه العسكريه علي طلاب المعاهد الدينيه. فهل سيضحي نتانياهو بحلفائه المتدينين؟ هو الامر الذي ستكشفه الايام القادمه.\n—  في حال تشكيل حكومه من "المعسكر المعتدل"، كيف سينعكس ذلك علي الفلسطينيين؟\n* بالنسبه لما يعرف بالحكومه المعتدله من "يسار اليمين"، فهي ستعزز منطلقات الحكومات السابقه،  كمواصله الاستيطان في الاراضي الفلسطينيه، مصادره الاراضي، وستبقي في الحسبان الملفات المخفيه مثل "يهوديه الدوله". الفلسطينيون هنا سيجبرون علي التخلي عن انجازاتهم ومطالباتهم علي الصعيد الدولي، وتصبح المقاطعه الدوليه للبضائع والجامعات الاسرائيليه غير مطروحه. سيقولون لنا نحن الفلسطينين، هذه هي الحكومه المعتدله التي تريدون، والتي لكم فيها اصدقاء تعولون عليهم. انا اعتقد ان هذا اخطر ما في الموضوع. وقتها سنعود الي فتح الملفات من جديد، وستجمد القرارات التي تقدمنا بها للامم المتحده، وسيجبر الاوروبيون علي التخلي عن مقاطعه البضائع الاسرائيليه.\nلذلك  تبقي الحكومه المتطرفه هي الخيار الافضل لنا، لان ذلك سيعزز موقفنا في الاعتراف بدوله فلسطين وفي مساعينا في المحكمه الدوليه. وفي كل الاحوال لا نتوقع جديدا من الحكومه القادمه اياً كان شكلها، ربما ستكون هناك وعود، ليس اكثر. نحن ضعفاء ومقيدون، ونامل في دعم خارجي،  بالاضافه الي ما سبق يبقي الانقسام والوضع العربي المتدهور عائقا امامنا، ويحد من تاثيرنا. \n—  كيف يمكن "للقائمه العربيه الموحده" ان تؤثر علي سياسات الحكومه المستقبليه؟\n*علي الرغم من التوقعات بحلول القائمه المشتركه للاحزاب العربيه في المركز "الثالث" ، الا انها، ولاعتبارات كثيره لا تستطيع الدخول في تحالف مع الاحزاب الاسرائيلية، من الممكن ان تكون القائمه العربيه كتله معارضه رئيسيه، لكن بدون تاثير علي السياسه. فقط ممكن للعرب الاسرائيليون ان يتصدوا للقوانين العنصريه في الكنيست.\n—  كيف ستتعامل الحكومه القادمه مع الوضع في غزه؟\n *"البقره المقدسه" بالنسبه للاسرائيليين  هي الامن، وعندما يطلق صاروخ من غزه باتجاه الاراضي الاسرائيليه يتحد الجميع ضد الفلسطينيين. ملف غزه سيبقي متفجراً في وجه اي حكومه قادمه، ولن يتهاون "المعتدلون" في قمع غزه كما فعلوا ابان الحكومات التي شكلها حزب العمل سابقاً. \n—  كيف سيبدو الوضع بالنسبه للقدس الشرقيه والمستوطنات؟\n*القدس هي الملف الوطني الذي يجمع عليه كل الاسرائيليون ولا يمكن ان يفرطوا فيه، لكنهم يختلفون في موضوع تقسيم المدينه. الجميع في الدوله العبريه يرفع شعار "القدس عاصمه اسرائيل الابديه".  \n— امام كل تلك  التعقيدات والحسابات السياسيه.. اذا ما هي خيارات الفلسطينيين؟\n*العوده الي الوحده الوطنيه وانهاء الانقسام، والبدء في بلوره سياسه خارجيه فلسطينيه مؤثره، الي جانب العوده  الي استغلإل آلجهد العربي والتخلي عن الاصطدام مع الانظمه العربيه.\nالكاتب والباحث في الشئون الاسرائيليه "توفيق ابو شومر" عمل منسقا لطاقم الثقافه والفنون عن قطاع غزه وكان يتبع بيت الشرق بالقدس برئاسه د. فيصل الحسيني عام 1993. عمل سكرتيرا لتحرير جريده الشروق الصادره في غزه عام 1992 ، وكان كاتبا دائما في مجله البيادر السياسي ومجله البيارق والمنار والقدس. كما عمل في وزاره الاعلام الفلسطينيه منذ تاسيسها مسؤولا عن المطبوعات والنشر، وشارك في اعداد اللوائح والقوانين ، ومواثيق الشرف الصحفيه. الي جانب عمله كمستشارا اعلاميا وثقافيا للتوجيه السياسي والوطني. وايضا باحثا متخصصا في الشؤون الاسرائيليه. وله العديد من الكتابات الصحفيه في الجرائد الفلسطينيه الصادره : الايام والحياه الجديده والقدس.