تغيرات المناخ تهدد بغرق 15٪ من الأرض الخصبة

تغيرات المناخ تهدد بغرق 15٪ من الأرض الخصبة

منذ 9 سنوات

تغيرات المناخ تهدد بغرق 15٪ من الأرض الخصبة

تعهدت مصر مؤخرا في مؤتمر ليما بخفض نسبه غازات الاحتباس الحراري الملوثه للبيئه والمسببه لارتفاع درجة الحرارة من ثانى أكسيد الكربون وغيرها ولا يعد هذا اول تعهد لمصر في مؤتمرات مواجهه التغيرات المناخيه، بل سبق مشاركتها في عده مؤتمرات بعد توقيعها علي اتفاقيه\n«كيوتو» 9/6/1992، والتي دخلت حيز التنفيذ عام 1994 وبرغم تلك الاتفاقيات فالظاهره تزداد خطورتها علي مصر وتتضح في تغيير المناخ وهو ما اكده د. هاني الكاتب المستشار الزراعي لرئيس الجمهوريه في مؤتمر الغابات الذي كشف ان مصر صاحبه المركز الاول في التصحر وان نسبه الاشجار بها لا تتعدي 1٪ بسبب سوء الاحوال الجويه التي تغيرت للاسوا علي مدي السنوات الاخيره.\nورغم اهتمام مصر بقضيه المناخ الا ان حاجتها لتوفير الطاقه وانتاج كميات اكثر من الميجاوات في قطاع الكهرباء جعلها تلجا لاستخدام الفخم والزام مصانع الاسمنت والاسمده الي استخدام الفحم كبديل في الوقت الذي تستعد الدول للاستغناء عنه.\nبدات مصر السعي للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بتوقيعها علي اتفاقيه «كيوتو» التي تهدف الي التزامات قانونيه للتقليل من الغازات الدفيئه المسببه لارتفاع درجه الحراره وتلوث المناخ واتساع ثقب الاوزون كما تهدف اتفاقيه «كيوتو» ايضا الي نقل التكنولوجيا من الدول الغنيه والمتقدمه الي الدول الناميه الا ان معظم الدول المتقدمه وعلي راسها امريكا لم تستجب لالتزام مساعده الدول الناميه في هذه التكنولوجيا، بل ان امريكا لم تنفذ التزامها بخفض التلوث الناتج عنها باعتبارها تنتج 21٪ من ثاني اكسيد الكربون والغازات المسببه للاحتباس الحراري.\nوالسؤال الان: اين وصلت مصر في ترتيب دول العالم تاثرا بظاهره الاحتباس الحراري، تشير الزياده التدريجيه في درجات حرارة طبقات الغلاف الجوي المحيطه بالارض نتيجه ازدياد انبعاث الغازات الدفيئه المكونه من بخار الماء وثاني اكسيد الكربون وغاز كلوروفلوروكربون الناتجه عن احتراق انواع الوقود المختلفه، وقد عقدت اول قمه للمناخ في 3 يونيه 1992 تحت اسم «قمه الارض» بمدينه ريو دي جانيرو واوضحت فيه وجود خطر حقيقي يهدد كوكب الارض، ولعل مشاركه مصر الاخيره في قمه المناخ بنيويورك عرض اهميه مواجهه التغييرات المناخيه وتقليل انبعاث المواد الفلوروكربونيه لما لها من تاثير مباشر علي القدرات الاقتصاديه للدول الناميه.\nحسب اخر دراسات جرت في مصر فان متغيرات المناخ وارتفاع درجه الحراره سيؤدي الي ارتفاع سطح البحر و1٪ من مساحه مصر اي فقدان 15٪ من ارضها الخصبه وضياع 12٪ من اراضي الدلتا الخصبه.\nويقول د، نادر نور الدين خبير المحاصيل الزراعيه واستاذ قسم الاراضي والمياه بكليه الزراعه جامعه القاهره، يساهم القطاع الزراعي بنحو 13.5٪ من اجمالي الانبعاثات الغازيه، ولكنه يساهم ايضا بشكل اساسي في امتصاص الكميه الاكبر من ثاني اكسيد الكربون والزراعه في مصر مهدده بسبب ظاهره الاحتباس الحراري وكلنا لم نرصد اي تاثير علي مستوي انتاج المحاصيل الزراعيه حتي الان ولكننا رصدنا ظهور بعض الامراض، التي لم تكن موجوده في مصر مثل مرض «توتا ابسلوتا» التي تصيب العائله الباذنجانيه مثل الطماطم والبطاطس والفلفل والباذنجان وتؤدي الي تلف المحصول، خلاف نشاط بعض الفطريات التي تنتج سموما ضاره بالانسان خلاف ظهور امراض الثروه الحيوانيه مثلا الحمي القلاعيه المنتشره حاليا والطاعون البقري ومرض اللسان الازرق.\nويضيف قائلا: تكمن الخطوره في السنوات القادمه فهناك محاصيل قوميه معرضه للخطر علي غرار القمح الذي ستقل زراعته بنسبه من 10 الي 15٪ وكذلك محصول الذره باعتبارها من المحاصيل الحساسه فارتفاع درجات الحرارة سيؤثر عليها بنسبه 46٪ كما ستعرض الاراضي الزراعيه لزياده في معدلات وزياده ملوحه التربه وفقدان الاراضي القابله للزراعه وارتفاع مستوي سطح البحار وغرق بعض اراضي الدلتا، ومن هنا اطالب بزياده الانفاق علي البحوث الزراعيه في مجال زراعه المحاصيل لانقاذ المحاصيل الحاليه والعمل علي التركيز في المستقبل علي المحاصيل التي تتحمل درجة حرارة عاليه او نسبه ملوحه عاليه نتيجه ارتفاع مستوي سطح البحر.\nويقول محمود عمرو، استاذ طب الصناعات ومؤسس مركز السموم: انه اثناء محاوله مصر الوصول لمرحله متقدمه في المجال الصناعي، كان المواطن وصحته هو الضحيه في ذلك الشق، فظاهره الاحتباس الحراري ناجمه عن استخدام الوقود الاحفوري كالبترول والفحم، وهناك مناطق في مصر عاليه التلوث علي غرار منطقه العاشر من رمضان التي تعد بؤره رقم واحده لتواجد اعداد كبيره من المصانع، ويليها القاهره في معدلات التلوث نتيجه للكثافه السكانيه بها وارتفاع اعداد السيارات والعوادم الناجمه عنها.\nويضيف: حقيقه اننا نسعي للتقدم الصناعي واذا كان علينا ان ندفع فاتوره ذلك التقدم لا يجب ان ندفعه من صحه الانسان ويجب الاعتراف باننا نمر بمرحله حرجه ونواجه عوائق كثيره في وجه التقدم الصناعي واستعمال الطاقه النظيفه، فنحن بحاجه لانتاج كهرباء بنسبه ميجاوات اعلي من السابق لتتناسب مع احتياجاتنا، ومع المشروعات التي ستقام في المرحله المقبله حيث ستحتاج الي مزيد من الطاقه التي تعد طرق الحصول عليها غير نظيفه او امنه لذلك من الاسف ان ثمن هذا التقدم الصناعي سيكون بارتفاع نسبه التلوث في الهواء، فمصانع الاسمنت مثلاً تنتج اكبر قدر من التلوث وكل هذا يختزن في طبقات الهواء ويسبب الاحتباس الحراري، وعليه اصبحنا نري امراضاً لم تكن موجوده في السابق، فلا يوجد طفل مولود حديثا لا يعاني من الجيوب الانفيه، والحساسيه الصدريه خلاف امراض الفشل التنفسي، ويري د. عمرو ان احد الحلول السريعه للحد من الانبعاثات الضاره من الغاز هي الاستغناء عن استخدام الوقود الاحفوري، والاتجاه الي الطاقه النظيفه كالطاقه الشمسيه او طاقه الرياح او استخدام الفحم بحسب التقنيات الحديثه المستخدمه في اليابان.\nويلفت الدكتور محمد عبدالوهاب، مدير معهد علوم البحار بالغردقه الي ان اخر الابحاث العالميه تشير الي تاثر الحاجز المرجاني العظيم الموجود في استراليا بارتفاع درجات حراره الماء، والي فقد الحاجز اكثر من نصف الشعاب المرجانيه في السبع والعشرين عاما الماضيه، ويتابع: الاحتباس الحراري له تاثير مباشر علي الشعب المرجانيه الموجوده في البحر الاحمر، وهو اكثر ما يميز تلك المناطق في مصر لجذبها لعدد كبير من السائحين، فالشعاب المرجانيه تحتوي علي الطحالب المجهريه الحمراء التي تكمن داخلها وتمدها باكثر 70٪ من الغذاء وتلفظ الشعاب تلك الطحالب نتيجه ارتفاع درجات حراره الماء، وتصاب بما يعرف بـ«ابيضاض» الشعاب المرجانيه، اي تتحول للون الابيض الجيري، وتم رصد بعض تلك الحالات في جنوب البحر الاحمر هذا بخلاف تاثير ارتفاع الحرارة علي الاسماك واتجاهها لاماكن اكثر بروده.\nويبدي د. محمد ناجي مدير مركز حابي لحقوق البيئه دهشته من اعلان وزاره البيئه اعاده استخدام الفحم، في ظل استغناء معظم الدول عنه، باعتباره عنصرا فعالا في زياده الاحتباس الحراري.\nويوضح ان مصر تساهم بشكل ضئيل في ظل الاحتباس وبما يعادل 0.5 من حجم الانبعاثات الكربونيه، وعلي هذا الاساس مصر تتلقي دعما دوليا طبقاً لبرنامج اليات التنميه النظيفه الا ان تمسك مصر باستخدام الفحم كمصدر للطاقه سيدفع الكثير من الدول لعاده التفكير في تقديم الدعم لمصر باعتبار الفحم مصدرا ملوثا قبل وبعد  احتراقه.\nوعن استخدام الفحم طبقاً للتكنولوجيا الحديثه يضيف: الاعلان عن اعاده استخدام الفحم بدون شروط او اليات الاستخدام هو كلام خطير، فالوزاره لم تاخذ اي اجراء تجاه المصانع التي قامت باستخدامه بل هناك مصانع بالفعل بدات في استخدام الفحم دون موافقه وزاره البيئه، ونحن كمركز يهتم بالحقوق البيئيه اتجهنا الي رفع دعوي قضائيه ضد تلك المصانع، فاذا كانت هذه المصانع تلجا للفحم فلا يجب ان يدفع المواطن ضريبه استخدامه ومن صحته وحياته.\nتثار الكثير من التساؤلات حول تغير المناخ بصوره ملفته للنظر وظهور الكثير من الامراض والافات الزراعيه التي لم نكن نسمع عنها الا في الدول الاوروبيه، هذا بجانب تلوث مياه النيل برغم محاولات الدوله للحد من هذا التلوث، وتشير اللجان المختصه بتقدير تكلفه الحروب الي ان استخدام الحرب البيولوجيه يكلف الدوله دولارا واحدا فقط، بعكس استخدام الاسلحه التقليديه والكلام هنا علي لسان اللواء حمدي بخيت الخبير العسكري، ويضيف: هناك دول كبري تشن حربا بيولوجيه علي مصر ويجب التصدي لها والدليل علي ذلك اسقاط طائرات في كل من روسيا والصين ونيجيريا، وكانت هناك الطائرات تقوم بنشر ماده الكيمتريل في الهواء والمسبب في تدمير البيئه لتصيب المناخ والسكان والتربه باضرار بالغه، وما نشهده الان من تلوث في الهواء والمياه اكبر دليل علي استخدام السلاح ضد مصر.\nوعلي النقيض من كل الاراء السابقه التي تحذر من تزايد ظاهره الاحتباس الحراري في مصر وانعكاس ذلك بالضرر علي البيئه من زراعه وانسان وغيرهما الا ان وحيد سعودي خبير الارصاد الجويه له راي اخر فيقول: ان مصر لا تعاني من إحتباس حراري وان اخر اجتماع للمنظمه العالميه للارصاد الجويه بجنيف اكد انه منذ قيام الثوره الصناعيه اي منذ اكثر من 150 عاما، ارتفعت درجه حراره الارض في مصر 0.4 درجه مئويه فقط، وما يلاحظه المواطن من ارتفاع في درجات الحراره انما امر خاضع لتوزيعات ضغطيه سواء في طبقات الجو العليا او السفلي، فكل شهر من اشهر السنه له درجات حراره ثابته متناسبه مع قاعده بيانات هيئه الارصاد، ولم يحدث تغيير يذكر في درجات الحراره في مصر، وما اثير من قبل بعض المنظمات حول تاثر مصر بالاحتباس الحراري ليس الا مجرد تكهنات وسيناريوهات تم وضعها من خلال قياس معدلات التلوث برعايه الدول الكبري الا ان الولايات المتحده الامريكيه والصين من اكثر الدول انبعاثاً للغازات الدفينه اضافه الي ان الولايات المتحده رفضت التوقيع علي اتفاقيه «كيوتو».

الخبر من المصدر