أحمد محمّد أمين: شيءٌ لا يغيبُ

أحمد محمّد أمين: شيءٌ لا يغيبُ

منذ 9 سنوات

أحمد محمّد أمين: شيءٌ لا يغيبُ

العثور علي لوحه لدافنشي قيمتها 120 مليون يورو\nصوره الرجل النمطيه في روايه الرقص علي اسنه الرماح\nعوده الي عبدالله القصيمي بعد طول انكار\nفيلم تدرجات غراي الخمسون ارهق مخرجته\nاعرفُ كيف الوي ذراع هذا المدي، اكسرُ وعاء الصمت.\nفي داخلي زلزالُ نار، وفي ذاكرتي حكاياتُ الاجيال. اختزنُ كلّ نبره وحشرجه.\nمن علياء الشجن اقطفُ كبريائي، مطليه ً بغبار التواريخ، هم صنعوا مجدهم من خرق باليه، وضيّعونا في تجاعيد الزمن اللعين. وباتت ليالينا بين فكوك الضغائن.\nطازجه ٌ انت ِ يا مُخيّلتي مثل حلم حرير. وصُلبه ٌتضاريسُ وقاري الجميل كالجبل. الريحُ قادمه ٌ من اعالي الكركرات، من ايّ وجار تجيئين ايتها المعجونه من دهاء مُرّ ٍمرير؟ فلسوف يعشقك القلمُ والسيفُ وغبارُ الاحذيه، فيا وهجَ صحرائي لمَ تتدثرُ بالرعونه والعاصفه والرمل الساخن؟ ستمرُّ خيولُ المهازل، وسنابكُها العسجد تسحقُ رؤوسنا القاحله الّا من الوهم والاندثار.\nهذه المراهُ عادت من سديم عامورا، تتكيْ علي خبثها ورثته من ايام نوح، وزمن حمورابي، اثقلت كواهلنا باخبار الملوك الالي طحنوا عظامَ الاجداد وصيّروها زخرفا تزدانُ به عروشُهم. ًوثمه صبيّ كان ملكاً، يُطعمُ نسغَ شبابه للفقراء. ويدفع بارزاق سفائنه الملاي بالقمح والتمر الي بيوت المستضعفين، ثمّ صودرت ايامُه. التاريخ كاذبٌ عاهرٌ يصنعُ امجاداً زائفه، فلمَ تٌسنُّ القوانينُ والظلمهُ تتسيّدُ في كلّ حنيه. تبّاً للوجع ينخر الراس.\nهذا الفراتُ يفتحُ اواذيه للاشرعه والصيّادين، ات ٍ من علياء الجنائن، بيدَ انّ المدي مُلطّخٌ بالحقد وشراسه العساكر اوانَ يؤوبون ليغتصبوا بكاره الينابيع. افكنتَ قاطعَ طريق او ارهابيّاً تُصغي الي الاعلام الكاذب؟\nلعنكبوت الماء اهدي شجوَ حنجرتي، وللجراد الشره امنحُ صوابي. تلك صبواتي هشّهٌ كالجنون الطري، نابضه ٌ مثلَ النجمه الوامضه.\nروحي مهزوله ٌ ومهزومه ومُدانه ومصلوبه فوق جذوع التشرّد. غريبهٌ مشيتُك ِ ايتها الخليله ُ المُبجله البازغه من وقارك الثلجي وسني حكمتك الذابله. فمن ايّما نجمه يجيء العنفوانُ وارحيه المحبه؟\nازهارُ الشمس تميسُ تحت سماء الطحلب، وكلُّ افاعي الفراديس غدت جمرات تشوي الافكار. ايّ وطن للفكر اذا عُجنَ بالمهزله والرياء الدنس؟\nاسحبيني ايّتها الزهرهُ الي مثواك ِ النوراني، غمّسيني في عبق الريحان، وصيّريني قوتاً لجوع جمرتك. قيّدي معصمي بعذوبه المُزن، فانا هزارٌ يتيه في العتمه، سليل طير حملته السفينه ايام الطوفان الاعظم.\nحين تتمراي المشاعرُ فوق سطوع المرايا اقذفها بالكلمه الجارحه. لا فضلَ للبسمه حين تُضاجعُ النفاق. هذا المثوي ليس مركز رخاء ورجاء، بل مِحَكُ مصادمه عابره. والقدرُ يطحنُ اولاده واحفاده واهله وجيرانه وملاذ الفقير. سالبسُ سورتي واواري همجيه العصور. فيا ايّها المصيرُ اتركْ مكانك، عُدْ الي الالم الحميم، اغتسلْ بغبار المسرّه. فهنا الاملُ بلون الاقحوان، هنا الدفءُ والعقلُ، والتاملُ والشِعرُ وغناءُ الشحرور. والمحبه ُ تجري في ساقيه الحياه. هات ِانملك يا وقتُ المس بروق عمري.\nتلك اليمامه ُ تُثمرُ سوسنه ً، عنباً نعصره ليلاً ونحتسيه صباحاً. نهارٌ رائقٌ ايّها العائدُ من مجرّه البلاهه والغياب الابدي. لا طوابيرَ بعد الان، ولا لهاث وراء الماكل، والخزائنُ مليئه بالخير. ولماضينا الهلاهلُ والزغاريد والعويلُ الناضجُ، ولحاضرنا قبضهُ عشب ذابل.\nاوقظُ بلاهتي بشعاع كلمه حق ٍ في زمن عاطل. فالحقيقه تاكلت، سقطت في بئر الكذب. فمَن يستطيعُ انتشالها، وان اعيدت ستعودُ مُلطخه ًبالعتام. اقسمُ بماء دجله وبجبال كردستان وبالابجديه الاولي اننا سكنّا صروف الزمن وتسيّدنا، طوراً بالنزاهه وثانيه باجنحه الضياء. تحلقنا فوق طيوف المدائن.\nفلمَنْ اهب سيفي وصولجاني؟ سيجيء الغبارُ والريحُ والنسيان، وطوفاناتٌ مريره. ونحنُ قوتها اللذيذ. لتات ِ العاصفه ُ تخلعُ الاعمده المغروسه في رحم الارض، تاخذ ُالنهرَ والنخل والسهل والتل، الّا انتَ يا وطني، ابق ِ جذورك في الارض وفروعك في السماء. سنحومُ حولك طيله الابديه، فلا يموتُ وطنٌ له عمقٌ في قلوب ابنائه، يُحبّونه ويشدّون ازره....

الخبر من المصدر