بمستنقعات نيال جنوب السودان الجوع أقل وطأة من المعارك

بمستنقعات نيال جنوب السودان الجوع أقل وطأة من المعارك

منذ 9 سنوات

بمستنقعات نيال جنوب السودان الجوع أقل وطأة من المعارك

معارك عنيفه في مدينه نفطيه مهمه في جنوب السودان\nاتهام جنوب السودان بتهديد منظمات الاغاثه\nالعقوبات ستعيق جهود السلام في جنوب السودان\nجيش جنوب السودان يصد هجوما للمتمردين علي مدينه نفطيه\nمخاوف من تصعيد جديد للنزاع في جنوب السودان\nمفاوضات السلام في جنوب السودان متوقفه\nنيال: بحكم عزلتها داخل اكبر منطقه مستنقعات في العالم، ظل سكان نيال في ولايه الوحده محميين من الام الحرب التي تعصف بجنوب السودان، حتي وان كانوا محرومين من الغذاء وعرضه للامراض.\nويعتمد كل سكان منطقه بانيجار تقريبًا، وعددهم نحو 60 الف نسمه، علي المساعدات الغذائيه التي تلقيها طائرات برنامج الأغذية العالمي، بحسب ما اوضح مسؤول المنطقه جون تاب بيو العضو في "المعارضه" التي سيطرت قواتها التي تحارب الجيش الحكومي، علي المنطقه منذ كانون الاول/ديسمبر 2013. ونجم هذا الوضع من الفيضانات التي اجتاحت الحقول في السنوات الست الاخيره، وفاقمه النزاع.\nوقالت نيالام جواك التي كانت تنتظر مع ابنها نياغاد الذي بدت علي يديه اثار الجرب امام عياده منظمه "بادره الامل" (ساين اوف هوب) غير الحكوميه والوحيده التي تقدم خدمات صحيه في المنطقه "الوضع كان صعبا قبل الحرب بسبب الفيضانات الدائمه اثناء موسم الامطار، لكن الناس كان يمكنها الذهاب الي السوق والي جوبا. ومنذ ان بدات الحرب اصبحنا ننتظر الحصول علي الغذاء من الامم المتحده".\nفالطرقات التي تربط نيال بجوبا اصبحت غير امنه او مقطوعه بسبب النزاع ما يمنع التزود بالغذاء او الدواء. وفي سوق البلده بدت الاكشاك شبه فارغه. ويقول جايمس غادينغ (36 عاما) وهو يقف امام اكياس من الشاي وبعض قناني المشروبات الغازيه وقطع الصابون والسجائر "الاوضاع سيئه. كل الطرق مقطوعه بسبب انعدام الامن، والناس ليس لديها المال".\nويتهم حاكم المنطقه بيو حكومه جوبا بمنع وصول المؤن الي المناطق التي يسيطر عليها المتمردون. ويوضح ميناب سيباتو المنسق الطبي لمنظمه "ساين اوف هوب" ان "الوضع الغذائي بالغ الخطوره وسوء التغذيه يتفاقم. السكان لا يحصلون من المنظمات الانسانيه سوي علي بعض الذره والدخن - الذره البيضاء - وكلاهما نشويات. هذا الغذاء غير متوازن، ولا يتلاءم مع الاطفال، ولهذا نوزع مكملات غذائيه".\nوامام مشفي المنظمه تجد ماري صعوبه في ارضاع طفلها مالات. وتقول "ليس لديّ حليب كاف، لاني لم اكل كفايه". اضافت "اخر كميه غذاء حصلت عليها من الامم المتحده كانت في تشرين الاول/اكتوبر، وانتهت منذ امد بعيد. ونحن نعيش علي اكل زهور اللوتس وجذورها". وابدت املها في ان تتلقي قريبا اغذيه مجددا تلقيها طائرات شحن برنامج الاغذيه العالمي علي البلده بعد ثلاثه اشهر من الانقطاع بسبب مشاكل لوجستيه وامنيه.\nوزاد تدفق النازحين الفارين من المعارك، التي اجتاحت بينتو ومايوم، من تفاقم الوضع الصعب اصلا. وقالت مارتا نيابورا الام لعشره اطفال التي كانت تجرش حفنه من الذره بين راحتين حجريتين، "كنت اعيش في بايام (وهو حي في) مايوم واعتاش من الزراعه. هنا لدينا امن، ونتلقي غذاء من الامم المتحده، ويمكن للاطفال ان يصطادوا في المستنقعات".\nويقول الطبيب ميناب ان عدد المرضي الذين تستقبلهم المنظمه ارتفع من 25 الفا في 2013 الي نحو 58 الفا في 2014. ويضيف "مثل ما هي الحال في كل مناطق المستنقعات فان نسبه الاصابه بالملاريا كبيره، وهناك امراض تنفسيه وبلهارسيا وتيفوئيد وكذلك حمي مالطيه". ويستهلك الاهالي حليبا طازجا من البقر التي لا يؤكل ابدا لحمها، حيث ان التقاليد المحليه تعطي للبقره مكانه مهمه.\nولا يملك مستشفي المنظمه غير الحكوميه قسما للعمليات، ولا يمكنها التعامل الا مع الامراض البسيطه. ويتعين نقل الحالات المعقده الي لير، وهي رحله غير مريحه مدتها يومان بقارب عبر المستنقعات او الي جوبا بالطائره وهذا امر غير متاح لمعظم الاهالي. ويفضل اخرون محتمين بالنباتات العاليه البقاء منعزلين. ووجدت ماري نيايينا التي لا تعرف مثل الكثير من سكان جنوب السودان، عمرها وتضحك عند سؤالها عن سنها، ملجا مثل كثيرين منذ عام في احدي الجزر الكثيره المنتشره في المنطقه.\nوطفقت وقد احاط بها اطفال ارتدوا خرقا وبدت بطونهم منتفخه، تقشر مع جاره لها جذور اللوتس لتصنع منها لاحقا حساء يشكل وجبتهم اليوميه منذ عام. وهي لا تملك شبكا لتصطاد وبرنامج الاغذيه العالمي لا يصل الي ناحيتها. وتقول "ان الحياه بالغه الصعوبه في الجزيره لكن لا مجال لمغادرتها. فطالما لم يستتب السلام فقد نواجه الكثير من المشاكل خارجها".

الخبر من المصدر