«المصري اليوم» تخترق «جيتو الإخوان» فى إسطنبول | المصري اليوم

«المصري اليوم» تخترق «جيتو الإخوان» فى إسطنبول | المصري اليوم

منذ 9 سنوات

«المصري اليوم» تخترق «جيتو الإخوان» فى إسطنبول | المصري اليوم

كان بدايه التفكير في رحلتي الصحفيه الي اسطنبول، مساء الاثنين 22 سبتمبر الماضي، عندما كنت في شقه صديقي وجاري، مدرس اللغه العربية لغير الناطقين بها، ليله سفره الي تركيا بتاشيره زياره، عازمًا البحث عن عمل والاقامه هناك، بمساعده صديق اخواني مشترك بيننا. ساكتفي بالاشاره اليهما، فيما بعد، بـ«صديقي المدرس» و«صديقي الاخواني»، واتعهد لهما، من البدايه، بانني اذا ما سردت اي تفاصيل شخصيه دارت بيننا، فلن يكون فيها ما يسيء اليهما باي حال، ولن ابغي من ورائها سوي محاوله الوصول لمعني عام او اثاره قضيه ما. صديقي المدرس، ضاقت به الحال بعد ثوره 25 يناير، بسبب امتناع الاجانب (مصدر رزقه) عن الحضور للدراسه في مصر، وتفضيل دول اخري عليها، فاضطرَ الي العمل في وظيفه محرر بجريده الحريه والعداله، بوساطه من الصديق الاخواني.\nبعد ثوره 30 يونيو، اُغلقت جريده الجماعه المعزوله عن الحكم، واستمر غياب الطلاب الاجانب، ولم يجد نفسه في العمل بمجال النشر، ولم يتزوج رغم بلوغه الرابعه والثلاثين، فاختار صديقي المدرس ان يبدا حياه جديده في تركيا، بتشجيع من الصديق الاخواني المشترك.مساء الاثنين 22 سبتمبر الماضي، قال لي صديقي المدرس: «هاستناك تقضي معايا كام يوم في عاصمه العالم اسطنبول»، استفزني استدعاؤه مقوله نابليون بونابرت عن المدينه التركيه، فرددت عليه، مازحًا: «انا هاجيلك عشان اعمل شغل عن اخوانك»، ولم اكن اعلم ليلتها، ان مزاحي سيتحول الي «جد»، وانه بعد 4 شهور ساذهب اليه بالفعل، بحثا وراء اجابه لسؤال: «كيف يعيش الاخوان في اسطنبول؟».\nبعيدًا عن مكان اقامتي بميدان تقسيم بحوالي «25 محطه مترو»، فوجئت بالساعه تشير الي الثانيه عشره ليلا، وكنت مع صديقي المدرس، جالسًا علي مقهي بجوار العماره التي يسكن فيها بحي «يني بوسنه»، وبعد ان علمت باستحاله لحاقي بالمترو او ايه وسيله مواصلات عامه، كان امامي خياران: الاول العوده بـ«تاكسي» ودفع نحو 100 ليره (الدولار = 2.4 ليره)، اي اكثر من نصف ميزانيه يوم كامل، والثاني، قبول دعوه الصديق للمبيت في غرفته حتي الصباح، فاخترت الثاني، ليس هروبا من تعريفه التاكسي التي ربما كانت الاعلي علي مستوي العالم. المزيد\nذهبتُ الي صديقي الاخواني، في حي «شيرين ايفلر»، حيث يسكن باسطنبول، تلبيهً لدعوته علي العشاء، كان في ضيافته صديقان له من الاخوان، بصحبه زوجتيهما واولادهما، وعلمت ان جميع افراد الاسر الثلاث يجتمعون في شقه احدهم في مواعيد ثابته اسبوعيًّا، لتلقي دروس اللغه التركيه علي يد مُدرسه، بدلا عن تلقيها في احد المراكز، توفيرا للوقت والمال. المزيد\n«تعالي شوف العرب في اكسراي»، قالها صديقي المدرس، في بدايه يومي الثاني باسطنبول. هناك، حيث يقع الحي في منطقه الفاتح، لا تستطيع ان تمشي اكثر من 100 متر دون ان يستوقفك طفل او امراه يسالك عن اموال، معظمهم، ان لم يكن جميعهم، سوريون. المزيد\nذهبت الي وكاله الاناضول، حيث يعمل صديقي الاخواني، بعد ان رتب لي لقاء مع انصار فرات، وهو محرر ثقافي، درس اللغه العربيه في احدي جامعات الاردن، وكان اللقاء بهدف مساعدتي بالمعلومات اللازمه حول عدد من الاماكن التي كنت انوي زيارتها وعناوينها بالتفصيل. المزيد\nمَن يعرف التركي الراحل عزيز نيسين، وقرا له اعماله المترجمه الي العربيه، يدرك حجم المهمه الصعبه الملقاه علي عاتق من يتصدي للكتابه عنه في تلك المساحه الصغيره، ولمن لم يسمع عن الرجل من قبل، ساكتفي بوصفه بالاديب التركي الاشهر، والكاتب الساخر الاعظم، ربما علي مستوي العالم. المزيد\nشارع الاستقلال المواجه لميدان تقسيم، الذي يزوره 3 ملايين شخص في عطله نهايه الاسبوع، تنتشر فيه المئات من محال الموسيقي (الديسكوهات) والمطاعم، والمقاهي، والمكتبات ودور السينما والنشر والمسارح، وتجد ايضًا علي رصيفي ذلك الشارع الممتد لـ3 كيلو مترات، موسيقيي الشوارع، يقفون علي مسافات قريبه، يعزفون الحانا من التراث الموسيقي التركي، ويتركون امامهم غطاء الاله الموسيقيه التي يعزفون عليها مفتوحا لتلقي «الليرات». المزيد\nذهبتُ اليها بطلب من صديق ناشر، في مكتبها الذي يقع في نهايه شارع الاستقلال، لتوصيل عدد من نسخ روايه تركيه، ترجمها الناشر الي العربيه، فهي تعمل «وكيل ادبي»، وكانت وكيله الاديب العالمي الراحل نجيب محفوظ. المزيد\nدفعها عشقها لـ«الشرق»، هي الامريكيه ابا عن جد، الي دراسه التنقيب عن الاثار، وبعد انهاء دراستها قررت الاقامه في بلد يضرب بجذوره في التاريخ، فهي لم تدرس الاثار لتعيش في دوله عمرها لا يزيد علي 200 سنه، فاختارت القاهره وجهه لها، الا ان سفاره بلدها حذرتها من السفر لمصر، واخطرتها انه اختيار غير موفق لكون البلد «غير امن»، كان ذلك في العام 1997، بعد مذبحه الاقصر، عندما كان عمر «ايمي سبانجلار» 17 سنه، فغيرت وجهتها الي اسطنبول، واستقرت هناك منذ ذلك التاريخ. المزيد\nفي كاديكوي، جوهره اسطنبول الاسيويه، اعرق واقدم احياء الجانب الشرقي من المدينه، كان مشهد المسيره عظيمًا، حيث الالاف من مختلف الاعمار يرفعون الشموع والاعلام التركيه، وصوره كاتب صحفي، علمنا من بعض المشاركين فيها، ان اسمه «اوغور مونجو»، كاتب علماني، وان المسيره تحيي ذكري مقتله في 2003. المزيد\nفي اسطنبول، ستجد اكثر من حي، يتكون اسمه من مقطعين، احدهما «ايفلر» ومقابله في العربيه «مساكن». حي شيرين ايفلر، كان اول الاحياء التي زرتها، بعد خروجي من المطار، حيث اصطحبني صديقي المدرس الي حيث يسكن صديقنا الاخواني. بمجرد خروجنا من محطه المترو، لاحظت ان معظم الماره من النساء يرتدين العباءه الشهيره التي يتميز بها الزي الاسلامي التركي، وبدات في الانتشار في مصر باسم «العباءه التركيه»، فعلقت قائلا: «ايه يا عم انت جايبني فين.. دي مساكن شيرين ولا مساكن عين شمس؟». المزيد\nتعرفتُ عليها في «لوبي الفندق» ضمن مجموعه «شباب سكندري» جاء الي اسطنبول للسياحه. بمجرد علمها بكوني صحفيا، اقتربت مني، وسالتني مباشرهً: «انت تعرف حد اخوان هنا؟»، اندهشتُ من سؤالها فاجبتها بسؤال: «انتي جايه تدوري علي الاخوان هنا؟». ردت بانفعال يليق بمن تبحث عن حبيب او قريب: «نفسي اشوف حد منهم.. نفسي اعرف عايشين ازاي»، فكان طبيعيًّا ان اعاود سؤالها: «انتي ايه موضوعك؟». المزيد

الخبر من المصدر