المحتوى الرئيسى

مو يان : أنتم تقرأون بأعينكم وأنا أقرأ بأذني

02/17 09:43

علي الرغم من حبه للقراءه، الا ان فرصه الحصول علي كتب لقراءتها في صغره كانت ضئيلهً للغايه. واثناء حواره مع كاتب من تايوان قال مويان: انتم تستخدمون اعينكم في القراءه، اما انا.. "اقرا" باذني.

"ماذا اقرا".. اسمع الحكايات التي يحكيها كبارُ السن، حكايات الجن والعفاريت، الاساطير التاريخيه، قطاع الطرق، مكان ما حدثت فيه حرب، مكان ظهرت فيه احدي الشخصيات الغريبه، مكان وقعت فيه كارثه وغيرها.

يعتقد السيد (كينزابورو اوي) الحاصل علي جائزة نوبل في الاداب، انك الكاتب المناسب من بين الكُتَّاب الصينيين، الذي استطاع الحصول علي جائزه نوبل، فكيف تنظر الي العلاقه بين جائزه نوبل وبين الكُتَّاب الصينين في ظل رؤيه الصينيين انَّ الجائزه تمثل عقدهً لهم؟

الحديث عن جوائز الادب، موضوع معقد جداً، وخاصهً عن جائزه رفيعه كجائزه نوبل. في هذا التوقيت من كل عام، تقوم الوسائل الاعلاميه باعداد بعض التقارير، التي تكون في الحقيقه، لا علاقه لها باعمال الكُتَّاب، كما ان هناك نقاداً سخروا من الكُتَّاب الصينين، واعتبروا انهم ينتظرون بقلق الحصول علي هذه الجائزه. ولا يعني ذلك بالضروره ان هذه السخريه صحيحه، وفي الحقيقه ثمه وقت نسينا فيه موضوع الجائزه ولم نهتم بها، لكنهم الطرف الذي لم ينسَ وبقي مُنشغلاً.

كانت هناك حكايه قديمه، تحكي قصه كاهن بوذي كبير السن واخر شاب. قام الكاهن البوذي العجوز بحمل فتاه ومساعدتها علي عبور النهر، فساله الكاهن الشاب، ايها المعلم: لماذا حملت الفتاه وساعدتها علي عبور النهر؟، فاجابه الكاهن العجوز، لقد انزلتها ونسيت الامر، لماذا لا تنسَ انت ايضاً الموضوع؟!

انا اثق انه لا يوجد مَنْ يعارض حصول كاتب صيني علي جائزه نوبل، ومع ذلك، يبدو انه لا داعي للقول ان علي هذا الكاتب ان يجد ويجتهد، حتي ينتج عملاً ابداعياً جديراً بهذه الجائزه ويتماشي معها، وهذا الكلام حول علاقه الكتابه بالجوائز، كُلُّه نظرياتٌ لا اهميه لها، لا اقول انني بذلت جهداً كبيراً، لكنني استطعت القفز خطوتين الي الامام، وهذه القفزه هي ما جعلتني احصل علي الجائزه. والحصول علي جوائز الادب في بعض الاحيان يكون مصادفه، فقد تكتب بجهد صادق كتاباً وتحصل علي جائزه، وقد لا تحصل.

وعندما لا تكتب بجديه، وتكتب علي هواك وبارتياح، قد تنتج ايضاً عملاً جيداً. لكن اذا صمم الشخص الكتابهَ للحصول علي جائزه ما، فانه من المستحيل ان يكتب عملاً جيداً بالمره، انَّ نسيان جميع الجوائز هو اصعب اختيار يقوم به الكُتَّاب. ويجب علينا ان نُقر ايضاً ان جائزه نوبل قد مُنحت للعديد من الكُتَّاب العظماء، ولكن ايضاً يوجد بينهم كُتَّابٌ جيدون، وكُتَّابٌ طواهم النسيان. يوجد حوالي مائه كاتب ممَّن حصلوا علي جائزه نوبل، كم منهم مازال الناس يتذكرونهم، ومازلت اعمالهم تُطبع وتُقرا؟ يمكن لكل منكم ان يفكر. ولذلك يجب عدم تحويل هذا الامر من موضوع بسيط الي مشكله، من الافضل نسيانها. وحتي الثناء الذي غمرني به السيد (كينزابورو اوي) بعد حصولي علي الجائزه، اعتبره ثناء كاتب من الجيل القديم يشجع كاتباً من الجيل الجديد. وانا اعرفه منذ اكثر من عشر سنوات، وقَدُم الي مسقط راسي من قبل، وما يربطني به هو صداقه حميمه بين اجيال متفاوته، وهو زميلي في مهنه الادب. وهكذا تعرفنا، اشتريت كتبه وقراتها، وهو ايضا اشتري كتبي وقراها، كلانا شاهد نفسه في اعمال الاخر، وتعرفنا علي بعضنا البعض ايضاً من خلال الاعمال الادبيه. وراينا في اعمالنا الادبيه العديد من تجارب الحياه والتجارب العاطفيه، ووجدنا الكثير من الاراء حول العديد من المشاكل والامور التي تواجهنا، وكان ثناؤه مبنياً علي اساس تبادل قراءات اعمال بعضنا البعض. ان الادب لا يختلف عن اي شيء اخر، فالاختيارات في الادب صعبه جداً، كالروايه مثلاً، فالبعض يعتقد ان (تشانغ سان) هو الذهب، والبعض يعتقد ان (لي سي) سيء، ولا تستطيع ان تقول انَّ من يُفضل (تشانغ سان) ليس علي صواب. ولهذا، فمن يقول فلان افضل من فلان، او فلان اسوا من فلان، لا يمكن اعتبار كلامه قاعدهً عامه، فكل قارئ يجب ان يُقيِّم الكاتب بنفسه. وافضل طريقه لعمل ذلك، هو الا يسمع راي احد حول الكتاب الذي يريد ان يُقيِّمه، بل يبحث عن كتاب او كتابين لهذا الكاتب ويقرا، وانا متاكد انك ستستطيع الخروج بنتيجه، وهذا هو ما يُفرِّق بين الكاتب الجيد والكاتب السيء.

علي الرغم من حبه للقراءه، الا ان فرصه الحصول علي كتب لقراءتها في صغره كانت ضئيلهً للغايه. واثناء حواره مع كاتب من تايوان قال مويان: انتم تستخدمون اعينكم في القراءه، اما انا.. "اقرا" باذني.

"ماذا اقرا".. اسمع الحكايات التي يحكيها كبارُ السن، حكايات الجن والعفاريت، الاساطير التاريخيه، قطاع الطرق، مكان ما حدثت فيه حرب، مكان ظهرت فيه احدي الشخصيات الغريبه، مكان وقعت فيه كارثه وغيرها.

يعتقد السيد (كينزابورو اوي) الحاصل علي جائزه نوبل في الاداب، انك الكاتب المناسب من بين الكُتَّاب الصينيين، الذي استطاع الحصول علي جائزه نوبل، فكيف تنظر الي العلاقه بين جائزه نوبل وبين الكُتَّاب الصينين في ظل رؤيه الصينيين انَّ الجائزه تمثل عقدهً لهم؟

الحديث عن جوائز الادب، موضوع معقد جداً، وخاصهً عن جائزه رفيعه كجائزه نوبل. في هذا التوقيت من كل عام، تقوم الوسائل الاعلاميه باعداد بعض التقارير، التي تكون في الحقيقه، لا علاقه لها باعمال الكُتَّاب، كما ان هناك نقاداً سخروا من الكُتَّاب الصينين، واعتبروا انهم ينتظرون بقلق الحصول علي هذه الجائزه. ولا يعني ذلك بالضروره ان هذه السخريه صحيحه، وفي الحقيقه ثمه وقت نسينا فيه موضوع الجائزه ولم نهتم بها، لكنهم الطرف الذي لم ينسَ وبقي مُنشغلاً.

كانت هناك حكايه قديمه، تحكي قصه كاهن بوذي كبير السن واخر شاب. قام الكاهن البوذي العجوز بحمل فتاه ومساعدتها علي عبور النهر، فساله الكاهن الشاب، ايها المعلم: لماذا حملت الفتاه وساعدتها علي عبور النهر؟، فاجابه الكاهن العجوز، لقد انزلتها ونسيت الامر، لماذا لا تنسَ انت ايضاً الموضوع؟!

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل