فريق تنقيب تشيكي يكتشف مقبرة لملكة مصرية

فريق تنقيب تشيكي يكتشف مقبرة لملكة مصرية

منذ 9 سنوات

فريق تنقيب تشيكي يكتشف مقبرة لملكة مصرية

اكتشف فريق تنقيب تشيكي يضم الدكتوره سليمة إكرام، استاذ ورئيس وحده علم المصريات بالجامعة الامريكية بالقاهرة، مقبره لملكه مصريه لم تكن معروفه الهويه سابقاً، في جبانه تقع في منطقه ابو صير الاثريه، جنوب غرب مدينة القاهرة مما سيكون له اثر كبير في التعرف علي تشكيل تاريخ الاسر المالكه بالمملكه القديمه وفهم دور المراه في هذا الوقت.\nيعمل فريق خبراء الاثار التشيكي في منطقه ابو صير منذ 55 عاما تقريباً وتربطه علاقه تعاون بالجامعه الامريكيه بالقاهره. والجدير بالذكر ان اكرام تعمل عضوا دائما بالفريق وتعمل في منطقه ابو صير علي وجه الخصوص. كما ان هناك شراكه بين الفريق ودار نشر الجامعه الامريكيه بالقاهره، والتي نشرت مؤخراً كتاباً بعنوان "دواء المصريين القدماء" او "The Medicine of the Ancient Egyptians"والذي اشترك في كتابته ثلاثه علماء تشيكيين، ويتحدث الكتاب عن العمليات الجراحيه، وطب امراض النساء والولاده، وطب الاطفال في مصر القديمة.\nقاد عمليات الحفر والتنقيب ميروسلاف بارتا، مدير المعهد التشيكي للاثار المصريه والاستاذ بجامعه تشارلز بمدينه براغ بالتشيك، كما شغل منصب استاذ سيمبسون في علم المصريات بالجامعه الامريكيه بالقاهره خلال العام الاكاديمي 2013-2014. يعلق بارتا قائلاً "اكثر ما يميز هذا الاكتشاف هي النقوش المحفوره علي جدران المقبره والتي توضح ان هذه الملكه هي عضو جديد تماماً اُضيف للاسره المالكه الخامسه."\nيقول بارتا "سجلت النقوش المحفوره داخل حجره الدفن لقبين لهذه الملكه المصريه وهما "زوجه الملك" و"ام الملك". فقد حملت هذه النقوش بين سطورها الاسم خنت كاوس، والتي تعني "الملكه الاقرب مقاما لارواحنا"" وهي الملكه المصريه الفرعونيه الثالثه التي تُلقب بهذا الاسم. وقد اثار ذلك اللقب ،الملكه خنت كاوس الثالثه في سلاله الاسر الملكية المصرية، اهتماماً عالمياً. يقول بارتا "انها زوجه ملكيه، غالباً للملك رع نفر اف لانها دُفنت علي مقربه من مقبرته."\nيساعد الكشف عن مقبره الملكه خنت كاوس الثالثه في فهم دور المراه ومكانتها في دوله مصر القديمه بوجه عام. تقول اكرام، "كانت المراه تتمتع بسلطات هائله وتحظي بمكانه رفيعه وخاصه في المملكه المصريه القديمه. فقد تمتعت بسلطات واسعه كونها امًّا لملك."\nيوضح بارتا "هذا يعني، علي سبيل المثال، قيام الملوك ببناء افضل المقابر لامهاتهم. وبالتالي، فان المراه التي تحظي بمثل هذه المكانه تلعب دوراً مهماً للغايه."\nويضيف بارتا انه عاده ما تشير معظم النقوش الي رجل، ولا توجد ايه اسماء او نقوش تشير الي اي امراه، "وبالرغم من ان هؤلاء النساء هويتهن لا تزال مجهوله في العديد من الحالات، الا انه عند فحص الادوات والاثاث الجنائزي الموجود داخل هذه المقابر، ستجد ان المتعلقات الخاصه بالنساء يبدو مظهرها اكثر غني وثراءً وذلك مقارنه بتلك الخاصه بالرجال، مما يشير الي المكانه الكبيره التي حظت بها هؤلاء النساء في البلاط الملكي."\nتشير هذه النقوش الي حياه خنت كاوس كامراه تنحدر من اسره مالكه. كانت خنت كاوس متزوجه من ملك، ولكن الامر الاكثر اهميه من ذلك هو ولادتها للولد الذي اصبح ملكاً فيما بعد، والذي يُحتمل ان يكون من كاو رع. يقول بارتا "ففي الاسره الخامسه، هناك دلائل قويه تشير الي انه فور وصول الرجل الي سده الحكم وتتويجه وتنصيبه ملكاً، فانه يدعم امه ويقوم ببناء مجموعه جنائزيه تكون اكثر ملائمه لام الملك." تشير الابحاث الي ان تحول المراه من الزوجه الي الام كان يصاحبه تعظيم وتوقير لشخصها ورفع لمنزلتها.\nاكتُشفت هذه المقبره التي ترجع الي الاسره الخامسه الوسطي (حوالي 2450 قبل الميلاد) في اوائل العام الحالي وتقع هذه المقبره داخل جبانه صغيره خصصت لدفن صفوه البلاط الملكي. وقد تعرض قديماً الكثير من اجزاء المقبره للتلف مثل المصطبه، والمذبح، والناووس او التابوت الحجري. الا ان البعثه قد تمكنت من العثور علي 24 وعاء من الحجر الجيري، و4 ادوات نحاسيه والتي كانت جزءً من ادوات الدفن. بالاضافه الي ذلك، تم العثور علي بعض الشظايا العظميه الصغيره. يقول بارتا "ففي ظل السياق الاثري الذي نتحدث عنه، نحن نعتقد ان هذه العظام هي عظام خنت كاوس."\nكانت منطقه ابو صير موقعاً مثالياً للحفر والتنقيب عن الاثار في السنوات الاخيره. من اهم القطع الاثريه التي تم الحصول عليها في منطقه ابو صير هي "برديه ابو صير"، والتي تعد من اقدم اوراق البردي التي تحتوي علي معلومات تفصيليه حول المعتقدات الخاصه بالموت والدفن، والنظم الاداريه. وهناك ايضاً مجموعه من التماثيل المصنوعه من الخشب والحجر الجيري والتي تعتبر في حاله جيده للغايه، وقد ساعدت علي فهم ممارسات الدفن والبنيه الاجتماعيه داخل الاسره الخامسه.\nتشعر اكرام بالتفاؤل لما قد يكشفه البحث والتنقيب بمنطقه ابو صير عن جميع طبقات المجتمع في مصر القديمه، موضحه "سيكشف العمل هنا قدراً هائلاً من المعلومات حول الحياه اليوميه لخادمي الملك، وحالات الموت في جميع الطبقات الاجتماعيه، بالاضافه الي العلاقات الاسريه والسلطه داخل الاسره المالكه في المملكه القديمه."\nويشعر بارتا ايضاً بالحماس الشديد عما قد يكشفه التنقيب عن هذه المقابر، موضحاً "هناك المزيد من المقابر التي سنقوم بالتنقيب عنها، ونعتقد ان البعض منها قد يكون اصحابها افراد مجهوله من الاسر المالكه. وسنعلم المزيد عند وصول اختصاصي علم الانثروبولوجيا التابع لنا هنا في مصر خلال شهر مارس او ابريل من العام الحالي."

الخبر من المصدر