خُلفاء المُسلمين أوَّل من أحرقُوا العباد بالنار | المصري اليوم

خُلفاء المُسلمين أوَّل من أحرقُوا العباد بالنار | المصري اليوم

منذ 9 سنوات

خُلفاء المُسلمين أوَّل من أحرقُوا العباد بالنار | المصري اليوم

منذ العام 38 هجريه، صار الحرقُ «سُنَّهٌ» متَّبعهً بين الخُلفاء والوُلاه والامراء والقُوَّاد في زمن الخلافات الاسلاميه المتعاقبه، وانتشر وزادت وتيرته في الدولتين الامويه والعباسيه.\nولذا اعتبرُ ان ثقافه الحرْق، جُزءٌ اساسيٌّ من صفحات التاريخ الاسلامي، وما فعله «داعش» ما هو الا صوره طبق الاصل لما مارسه الخلفاء والامراء المسلمون ضد معارضيهم ومُخالفيهم في الراي.\nويمكن لمن يريد ان يتثبت من الامر او يستزيد في التعرف الي طرائق حرق المسلمين بالنار، ان يعود الي الطبري، وابن الاثير، ووفيات الاعيان، وأنساب الأشراف، والاغاني، وتجارب الامم، والعيون والحدائق، ومروج الذهب، والمنتظم، واخبار القضاه، ونفح الطيب، وخطط الشام، وعيون التواريخ، والوافي بالوفيات، والمعجب للمراكشي، والجامع المختصر، والنجوم الزاهره، وابن خلدون، وتاريخ ابن الفرات، وخطط المقريزي، ومهذب رحله ابن بطوطه، وبدائع الزهور، وشذرات الذهب، وتاريخ الغياثي، وحاشيه ونزهه النفوس، واعلام النبلاء، وخلاصه الاثر، ومختصر تاريخ بغداد، وتاريخ الجبرتي، ليطالع كيف كان يُحْرقُ المسلمون احياء، وكيف ان الافا من الشعراء والمتصوفه والائمه والفقهاء، واناسا من عامه المسلمين، رجالا ونساء، تم قتلهم حرقا، وكيف ان الحرق كان يجري في دورٍ بكاملها، وفيها من الاطفال والعجائز.\nلقد ارتكبت الخلافات الاسلاميه جرائم يصعُبُ حصرُها بل يستحيلُ احصاؤها، لانَّ الكُتب التي تركها لنا الاسلاف لم تسجِّل كل الحوادث التي وقعت، اذْ التاريخ عادهً لا يصلُ الينا الا منقُوصًا او مبتُورًا او مُشوَّها، ومع ذلك ظلت حوادث لم يستطع الرواه والمؤرخون ان يتجاهلوها، ربما لانها كانت علي رؤُوس الاشهاد، او ربما لبشاعه الحرق نفسه، او شهره المحروق.\nفما وصل الينا من قصص الحرق ما هو الا غيضٌ من فيضِ نار اُوقدت واحرَقت باسم الاسلام.\nو بالرغم من ان الحرق ليس منصُوصا عليه في القران والسُّنَّه\nويدل علي هذا صراحه حديث ابي هريره:\nبَعثَنا رسولُ اللهِ ﷺ في بعثٍ فقال: (ان وجدتُم فلانًا وفلانًا فاَحْرِقُوهما بالنارِ). ثم قال رسولُ اللهِ ﷺ حين اردنا الخروج: (اني امرتُكم ان تُحرِّقوا فلانًا وفلانًا، وان النارَ لا يعذبُ بها الا اللهُ فان وجدتُموهما فاقتُلُوهما). (البخاري ٣٠١٦)\nولان كلَّ وقتٍ يصلح لان نُبيِّن لانفسنا، ما هو الدين الحقيقي من المزيَّف، الذي يُؤوِّلُ النصوصَ المُقدسهَ والماثورَ السلفي غلطا، ويُصدر اصحابه فتاوي واحكامًا بعيدهً عن الدين الحق، بل تُشوِّه صوره الاسلام والمسلمين.\nساقول ان اول من اُحرِقَ هو الشاعر سحيم عبد بني الحسحاس، في زمن الخليفه عُمر بن الخطاب «ولد بعد عام الفيل، وبعد مولد الرسول محمد بثلاث عشره سنه»، وهذا امر تذكرُه مصادر كثيره، وصار من الحوادث المعلومه في تاريخ الحرق والشِّعْر معا، مع ان اقامه الحُدود ليس من بينها الحرق.\nوقد نهي الرسول عن الحرق بالنار، اذ لا يجوز تعذيب اي انسان كرمه الله بالنار، وهناك حديث يقول: «انه لا ينبغي ان يُعذَّبَ بالنار الا رب النار» – ابو داوود 2672 ؛ لان عقوبه الحرق لم يات لها ذكرٌ في القران والسنَّه، ومن ثم قد خلت الشريعة الإسلامية من عقوبهٍ كهذه، لان عقوبات الحدود معروفه وشائعه لدي الصغير قبل الكبير، المسلم وغير المسلم، ولا يجُوز تاويل اي نصوص تاويلا فاسدا، يُشوِّهُ الدين او ما جاء به – حتي - غُلاه الائمه والمتشددون منهم كابن تيميه «661 هجريه 1263 ميلاديه – 728 هجريه 1328 ميلاديه».\nوالتاريخ الاسلامي يقول لنا ان جاريه بن قدامه السعدي، وهو من كبار قاده علي بن ابي طالب بن عبدالمطلب الهاشمي القُرشي (13 من رجب 23 ق هـ/17 من مارس 599م - 21 من رمضان 40 هـ/ 27 من يناير 661 م) قد احرق سبعين رجلا كانوا قد تحصَّنُوا في دارٍ مع قائدهم عبدالله بن الحضرمي، الذي ارسله معاويه بن ابي سفيان «ولد بمكه قبل الهجره بخمس عشره سنه وكانت سنه يوم الفتح 23 سنه» الي البصره للانتفاض علي عليّ بن ابي طالب.\nوالحرق في تاريخ الاسلام كان يجري والرجل «او المراه» حي لم تخرج روحُه، حيث كان يصب النفط «الجاز»، ومن هؤلاء الذين احرقوا سنه 119 هجريه وزير السختياني، والذي ظل يتلو القران وهو يحترق، حتي مات بفعل النار، التي نُصبت له في ساحهٍ واسعهٍ، وكان ذلك بامرٍ من خالد القسري، امير العراق، الذي كان يستهويه الموت حرقًا لخُصُومه، ومن يخرج عليه، حيث يامر بجمع اطنان من الاخشاب والنفط، حيث يُصبُّ النفط علي الخشب ثم تلهب النار من يُوضعُ فيها.\nومن ضمن العقُوبات التي فرضها وقرَّرها زيد بن موسي بن جعفر العلوي سنه 200 من الهجره النبويه علي اتباع العبَّاسيين الحرق بالنار، حتَّي سُمي «زيد النار»، وكان قد خرج علي الخليفه المامون «ولد عام 170 هـ 786 ميلاديه وتوفي في 19 من رجب عام 218 هـ 10 من اغسطس سنه 833 ميلاديه».\nاما احمد بن طولون (23 من رمضان 220-270هـ/ 20 من سبتمبر 835 - مارس 884م) والي مصر في زمن الدوله العباسيه، ومؤسس الدوله الطولونيه في مصر والشام، وهو تركي مُستعرب وُلد لام جاريه، كان قبل وفاته باربع سنواتٍ قد حبس كاتبه احمد بن حنون الفديدي لذنبٍ ما، فارسل ابن حنون رسالهً يستعطفُهُ، من ضمن ما جاء فيها «انَّ الملوكَ اذا ما استرحمُوا رحمُوا»، وكان قبلها قد كتب في مطلع البيت الشعري الاوَّل: «هبني اساتُ فاين العفوُ والكرمُ»، فجُنَّ جُنون ابن طولون، لمَّا قرا رساله ابن حنون وقال: «يكتبُ لي هبني اساتُ وقد اساء، والله، لو كتب اني اساتُ لعفوت عنه، واطلقتُ سبيله، ثم امر به، فاُدخلَ في تابوتٍ خشبيٍّ واحرقه بالنار وهو حي، وقد جاء ذكر ذلك في كتاب «العيون والحدائق في اخبار الحقائق»، وهذه الحادثه ان دلت علي شيءٍ، فانها تدل علي حُمق ابن طولون وجنونه وغروره وغطرسته، ولا تشير بايه حالٍ الي كونه واليا صاحب حكمهٍ.\nوالامر نفسه سيتكرر بعدها باربع سنواتٍ من خليفهٍ هو المعتضد بالله، اي سنه 280 هجريه، حيث احرق محمد بن الحسن بن سهل، بان امر بشدِّهِ علي اعمده الخيام، وتم تاجيج نارٍ، وطلب من عُمَّاله ان يُقلِّبُوه علي النار كانه طيرٌ يُشوي».. حتي انشوي ومات، وكان كل ذنبه انه سعي الي بيعهِ خليفهٍ من اولاد الواثق.

الخبر من المصدر