المحتوى الرئيسى

أميل أمين يكتب: "إخوان" الخارجية الأميركية

02/07 14:25

تستدعي زياره وفد من جماعه الاخوان المسلمين الي الولايات المتحدة الاميركية خلال الايام القليله الماضيه، اسئله كثيره تكشف الحزازات الكائنه والكامنه في صدر اميركا تجاه مصر.

فالثابت انه رغم هبّه المصريين وثورتهم في 30 يونيو (حزيران) 2013 لاسقاط حكم النزعه الاحاديه الاقصائيه الاخوانيه، ورغم ان خريطه الطريق التي ارتضتها الامه المصريه لم يتبق منها سوي استحقاق الانتخابات البرلمانيه الماضيه قدما بدورها، فان واشنطن لا تزال تتلاعب باطراف الجماعه، وليس سرا انها تستخدمها مخلب قط بين الحين والاخر.

كيف لواشنطن ان تستقبل وفدا ينتمي لجماعه موسومه بالارهاب ومطارده من المصريين؟

كالعاده يتلاعب «الاخوان» بالالفاظ الخداعه التي لا تمت للحقيقه بصله، كما تراوغ واشنطن وتناور حول علاقتها المشبوهه بهم.

بحسب وفد «الاخوان»، كان الهدف من الزياره هو الحديث الي الاميركيين عن «الطريق نحو استعاده الديمقراطيه».. وهي الكلمات التي تدغدغ مشاعر بسطاء الاميركيين فكرا وعقلا، في حين يدرك القاصي والداني ان المساله برمتها ليست الا مؤامرات جهرا وسرا لخدمه الاستراتيجيات الاميركيه، بدات باحاديث الدمقرطه، وبلغت حد اعتراف اوباما رسميا بحتميه اعاده رسم خريطه الشرق الاوسط بحجه ان القوي الاستعماريه التي رسمتها لم تستشر اصحابها الاصليين.

طريق «الاخوان» الي واشنطن كان ولا بد ان يمر عبر منظمات تلعب دور العراب للاخوان في واشنطن، فالندوه التي ادعوا انهم سيناقشون فيها مستقبل الديمقراطيه في مصر، جرت وقائعها بين جدران ما يعرف بـ«مركز دراسه الاسلام والديمقراطيه»، وهو من وحدات «المعهد الدولي للفكر الاسلامي»، ويديره اخواني تونسي وثيق الصله ولصيق بحركه النهضه التونسيه، هو رضوان المصمودي، وقد تاسس بمبادره مشتركه بين «المعهد الدولي للفكر الاسلامي»، وجامعه جورج تاون بدفع من البروفسور جون اسبوسيتو، احد ابرز الناشطين فيما يعرف بـ«الارتباط البناء بين الاخوان المسلمين والاميركيين».

تلفت الانتباه حاله التعامي عن الحقائق التي غلفت الاستقبال الاميركي للاخوان في وزارة الخارجية الأميركية، حيث زعمت جين بساكي، المتحدثه باسم الوزاره، ان الوفد كان يضم اعضاء من حزبي الحريه والعداله، والوسط، وقد تناست عمدا ان هذين الحزبين لا وجود لهما، وان قادتهما متهمون باتهامات بعضها خيانه عظمي وتخابر، والدماء تلطخ اياديهم حتي وهم وراء الاسوار.

الزيف الاميركي المعتاد تمثل كذلك في الادعاء بان جامعه جورج تاون هي صاحبه الدعوه، الامر الذي انكرته الجامعه اليسوعيه العريقه في العاصمه الاميركيه، مما دعا بساكي للاعتذار لاحقا: «لسوء الحظ لم تكن لدينا معلومات دقيقه حول الامر».

ماذا تعني تلك الزياره؟ وما الذي يريده الاميركيون من «الاخوان»؟

قد يري البعض ان هناك اولويه لسؤال اخر: ما الذي يريده «الاخوان» من الاميركيين؟

واقع الحال ان العلاقه غير متكافئه بين جماعه طريده للعداله في دولتها، والقطب الذي يكاد حتي الساعه يحكم مقدرات العالم بمفرده، ولهذا فان المشهد يبدو واضحا، والنيات المبيته تكاد تنكشف، وهذا كله يمكن اختصاره في عباره يسيره الفهم والهضم معا: «واشنطن رافضه لقيام استقرار حقيقي في مصر».

هل لتوقيت هذه الزياره دلاله ما؟

ليس مصادفه قدريه او موضوعيه ان يذهب «الاخوان» في طريق واشنطن في توقيت مواكب للعمليه الارهابيه الخسيسه التي جرت في سيناء، وفي ظل موجه من التفجيرات في محافظات مصر، والهدف لا يغيب عن احد، اي احداث حاله من الارتباك تعمل علي قطع الطريق المؤدي لاستحقاقين رئيسيين مهمين؛ الاول يتعلق بازدهار مصر اقتصاديا، وهو المؤتمر الاقتصادي العالمي في شرم الشيخ في مارس (اذار) المقبل، والثاني موصول بنشوء وارتقاء الحياه السياسيه عبر برلمان جديد منتخب من الشعب.

هل تخشي واشنطن من استقرار مصر؟

في كتابه الصادر عإم 1994 تحت عنوان «سعي مصر لدور القياده في العالم العربي»، يقر خبير الشؤون المصريه السابق بوزاره الخارجيه الاميركيه جورجي افتانديليان بان علاقه الولايات المتحده بمصر سوف تظل حسنه وقويه، لكنها سوف تتاثر سلبا في حال سعي مصر لاستعاده دورها القيادي في العالم العربي، لكن ما دام دورها في حدود متواضعه اقليميا، وغائبا دوليا، فستجد الترحيب من واشنطن.

في وسط هذه الضبابيه ربما لا يغيب عن ناظرنا التذكير بان جزءا كبيرا من المؤامرات الدائره الان حول مصر له علاقه جذريه بالاطماع التقليديه في سيناء، التي لم يقدر لـ«الاخوان» ان يوفوا بعهودهم التي قطعوها بشانها، ولهذا كانت رسائل الرئيس المصري للعالم واضحه في هذا الخصوص، وهذا حديث له عوده.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل