حوار| مدير "الملحدين العرب": الإلحاد سلبي وموقف الأزهر من "داعش" جيد

حوار| مدير "الملحدين العرب": الإلحاد سلبي وموقف الأزهر من "داعش" جيد

منذ 9 سنوات

حوار| مدير "الملحدين العرب": الإلحاد سلبي وموقف الأزهر من "داعش" جيد

حوار- احمد الفخراني، احمد بلال:\n"الالحاد" و"الملحدون"، مصطلحات كثر تداولها في الفتره الاخيره داخل المجتمع المصري، ويعرف الملحد دائما علي انه الشخص الذي يرفض الايمان بالله والاديان، وفي هذا السياق ذهب "دوت مصر" الي العراقي علي النجفي، مدير ومؤسس موقع "الملحدين العرب"، لطرح رؤيته حول الظاهره، وعن الموقع وتاريخ انشائه، وتمويله، وصناعه الارهاب في الوطن العربى، اضافه الي اسباب هجوم الملحدين علي الدين الإسلامي بشكل واضح.\n- حدثنا عن فكره انشاء الموقع وتاريخ وسبب ظهوره؟\nافتتح "الملحدين العرب" في عام 2011، كموقع مخصص لاذاعه الملحد العربي، التي انشاها بسام بغدادي وعلي علي، ولم يضم في ذلك الوقت الا حلقات الاذاعه التي كانت تُعرض علي "يوتيوب"، مع بضعه صفحات تعريفيه عن القائمين عليها، واستمر علي هذه الصوره لمده عامين حتي اتصل بسام البغدادي بهيئه تحرير مجله "الملحدين العرب" وناشطين اخرين كاسماعيل محمد والبير صابر، واعرب عن رغبته في انشاء موقع يضم مجموعه اعمال تحت مظله واحده، ومن هنا بدانا في العمل علي الموقع في منتصف عام 2013 لبضعه اشهر، حتي تم اطلاقه بصورته الجديده تحت مسمي "قناه الملحدين بالعربي" مطلع العام الحالي، حيث لاقي شعبيه كبيره منذ تدشينه، واضفنا له محتويات لها العديد من المهتمين، وهذه المشروعات لم تبدا منذ افتتاح الموقع، بل لنا ولها تاريخ يمتد منذ اول منتدي للملحدين للعرب.\n- وهل واجهتم صعوبات رقابيه بسبب فكره الموقع غير المرحب بها في المجتمع العربي؟\nبالطبع، فقد حظرت بعض دول الخليج العربي الموقع، كما تم حظره بواسطه بعض شركات الانترنت في العراق، الا انه بسبب اتاحه الموقع في جميع انحاء العالم، يستطيع الزائر التعامل مع هذه الامور بسهوله، ونستطيع نحن ايضا التعامل مع ذلك.\n- ما مدي تفاعلكم مع القراء غير الملحدين ومعدل القراءات بالموقع؟\nمحتوي الموقع موجه للجميع، ونحن نتلقي بعض الرسائل من قراء مسلمين ومسيحيين طوال الوقت، وحين يتم نشر المحتوي علي شبكات التواصل الاجتماعي تري ان كثيرا من ردود الافعال الايجابيه والاهتمام من اشخاص غير ملحدين، كما ان معدل القراءات لدينا جيد جدا ومتزايد، حيث تصل زيارات الموقع في بعض الاحيان الي 5 الاف زياره في اليوم الواحد، وبلغ معدل زيارات الموقع لشهر نوفمبر الماضي 3 الاف زياره لليوم الواحد.\n- وكم عدد القائمين علي الموقع، وكيف تمولونه؟\nيشارك في بناء الموقع صحفيين من جنسيات مختلفه، وتجدهم من اقصي شرق الوطن العربي حتي دول المغرب العربي، وعلي الرغم من ان معظمهم لا يمتهن الصحافه علي ارض الواقع؛ الا انهم يعملون ككتاب وناشرين محترفين، والموقع لا يحتاج الي قدر كبير من التمويل الذي يتخيله زائره، فمعظم محتوياته يتم انشاءها مجانا، والموقع نفسه قائم بهدف توفير ماده فكريه لا توفرها الوسائل الاعلاميه الاخري نتيجه لطبيعتها، ومن المفترض ان تمول الفكره ذاتها الموقع، فنحن لم نؤسسه كاستثمار مادي ربحي، لذا لن تجد فيه اعلانات او ما يماثلها من الامور الربحيه.\nالعدد الاخير من مجله الملحدين العرب\n- "الالحاد" مصطلح يسمعه الناس كثيرا هذه الايام.. هل تري ان هناك خلطا بينه وبين الربوبيه واللاادريه، وما الفرق بين كل منهم من وجهه نظرك؟\nالالحاد بمصطلحه الكلاسيكي هو الميل عن الشيء، الا ان هذه الكلمه تستخدم مؤخرًا كترجمه لكلمه Atheism الانجليزيه، والتي بدورها تعني اللادينيه او اللاربوبيه، وهنالك فرق بين الاثنين حاليا، فكلمه "ملحد" تستخدم لوصف كل من لا يؤمن بوجود الاله، وبعض الاحيان تستخدم لوصف من لا يؤمن بوجود الغيبيات بشكل عام، او من لا يعتقد بصحه الاديان بشكل خاص، وربما تجد من لا يؤمن بصحه الاديان فحسب، مؤمنًا بوجود اله لم تصفه الاديان، لذا فتسميه لا ديني مناسبه اكثر له واحيانا يسمي ربوبي.\nاما اللاادريين فهم من يصرحون بعدم امكانيه نفي او اثبات وجود الاله، ربما لانه ليس ضمن معارفنا الحاليه، وربما لن نتمكن من ذلك ابدا، فمساله المصطلحات هذه محيره، وقد لا يتفق عليها من يطلقون علي انفسهم هذه المسميات، وبمجرد بحث صغير علي الانترنت ستجد كما هائلا منها كالعدميه واللااكتراثيه والانسانويه والكونيه، عموما يمكنك اطلاق تسميه "ملحدين" عليهم جميعا للسهوله، علي الرغم من ان هذا الوصف قد لا ينطبق عليهم تماما بمصطلحه الحديث.\n- رغم كثره الاديان الموجوده بالعالم.. لماذا يركز الملحدون هجومهم علي الاسلام في اغلب الاحيان؟\nطبيعه المجتمع العربي، وكون ان الاغلبيه الساحقه من العرب مسلمين، جعلا الاسلام مصب اهتمام نقاد الاديان العرب، وستجد السؤال نفسه مطروحا علي نقاد الاديان الغرب، بصوره: "لماذا لا يهاجم الملحدون الا المسيحيه؟"، ورغم هذا تجد ان الكثير من نقاد الاديان الغرب ينتقدون الاسلام كذلك، ولكن بصوره اقل، وتجد ان نقاد الاديان العرب ينتقدون المسيحيه ولكن بصوره اقل.\nوزائر موقع "قناه الملحدين بالعربي" سيجد ان كلاهما يحصل علي نصيبه من النقد بشكل متساو تقريبا، فقد لاقت المسيحيه واليهوديه اهتماما من كتاب مجله "الملحدين العرب"، وتم خلالها انتقاد الوصايا العشر "الوصايا العشر لجورج كارلن"، والتشكيك في وجود المسيح "اعظم قصه رويت علي الاطلاق"، اضافه الي تحري الاخلاقيات الانجيليه "الانجيل واخلاقيات الله"، مع كتابات اخري تنتقد الاديان الابراهيميه بشكل عام "الجذور الوثنيه للاديان الابراهيميه".\n- وما تعليقك علي احصائيه وزاره الاوقاف عن عدد الملحدين المصريين والعرب؟\nلا تعتمد هذه الاحصائيات علي بيانات تم جمعها بصوره رسميه، فبمجرد ان تسال شخص من الماره "هل انت ملحد؟" فقد رميت عليه شبهه وقد تعرض حياته للخطر، واكثر ما يمكن ان توصف به هذه التصريحات انها مجرد تخمينات واشاعات.\nالمشكله انهم ينظرون للامر بشكل خاطئ، فكاننا سندخل حربا ونري من سيتغلب فيها عددا، علي عكس ما يشاع، فنحن لا نهتم بعدد هذه الفئه وتلك، ما يهمنا هو دخول التفكير النقدي والقيم الانسانيه النبيله في عقل الانسان، والا يشوب ذلك افكار عقائديه او ايدلوجيه.\n- وكيف تنظرون لموقف الازهر الرافض لتكفير داعش؟\nهو قرار متوقع جدا، فـ"داعش" وغيره من التنظيمات الجهاديه يريد تطبيق الصوره الاصوليه الحرفيه للدين، والازهر وغيره من المؤسسات الدينيه التي تود ان تمتاز بالحداثه والاعتدال في الدين تخشي علي سمعه هذا الدين.\nشخصيا اري ان هذا الموقف هو موقف جيد، فلعل الدين الاسلامي يمر بالمرحله التي مرت بها المسيحيه، ويخرج لنا بدين اقل تشجيعا علي اعمال العنف، فلا ننسي ان المسيحيه تحمل بصورتها الاصوليه نصوصا لا تقل عن نصوص الاسلام من ناحيه العنف والارهاب، ولا ننسي ان الفتره التي سيطرت فيها المؤسسات الكنائسيه علي اوروبا اصبحت تدعي بالعصور المظلمه، بينما يصرح البابا فرانسيس علنا اليوم بصحه نظريه التطور، وبتسامح الدين المسيحي مع المثليه الجنسيه وغيرها.\n- في رايك.. كيف يصُنع الارهاب في عالمنا العربي؟\nهذا السؤال يحتاج اوراقا كثيره للاجابه عنه، والمساله معقده جدا لصعوبه تحديد الموقف والمصطلح، فعاده ما نجد الاهداف سياسيه، ولكن جذور التصرف تنبع من افكار دينيه، فبينما يوفر الدين النظام الفكري الذي يقود الفرد لان يكون ارهابيا متميزا، تمجد مجتمعاتنا العربيه هذه المعالم ايضا، فتجد ان الضعيف يتم الاعتداء عليه من القوي، وتجد اطفالنا مهووسين بفكره انشاء "عصابات" تلاحق بعضها البعض، وتجد ان من يجيد استخدام السلاح يوصف بانه "اكثر رجوله"، وهذه الصفه تقع في اعلي سلم الاوصاف الانسانيه داخل مجتمعنا، كما تجد حشدا لجميع الامكانيات الترويجيه لتسليط الضوء علي تاريخنا، ثقافتنا، لغتنا، شعرنا، قصصنا، اخلاقياتنا، قيمنا، وفلسفاتنا، بطريقه تصب وتخدم صناعه الفرد المحارب، الشرس الصنديد، الشجاع، القومي، الشوفيني، المضحي، الشهيد، عديم الرحمه علي اعدائه، ببساطه فقد تمت "عسكره" مجتمعنا العربي بشكل مؤثر جدا.\n- هل هناك تبشير ودعوه للالحاد؟\nبالطبع لا، فالالحاد موقف سلبي لا يحتمل معناه اكثر من عدم الايمان بوجود اله، ولكن المساله التي تدعو الملحدين لنشر افكارهم هي كما  هي انهم يعدونها غرضا، فتجد الملحد يكتب وينشر افكارا معرفيه وثقافات لن يكتب او ينشر عنها غيره، ناهيك عن كون نظامنا التعليمي بشكل عام منحاز وبائس جدا، يقوض افكار الفرد وعقلانيته بدلا من ان ينميها، لذا وجد الملحد مسؤولا عن القيام بدوره في المجتمع بالكتابه والنشر وتوفير ماده معرفيه وثقافيه بديله.\nومن ناحيه اخري، يري كثير من الملحدين ان الاديان، وخصوصا الابراهيميه، لها دور سلبي علي المجتمع بصناعه العنف والارهاب والتخلف، وبذلك لابد ان يكون لتركها اثرا ايجابيا، ولا انفي ان هناك ملحدون يدعون بالفعل للالحاد ويبشرون به وكانه دين بذاته، لكنها حالات جزئيه وليست كليه.\n- هل العلم هو اله الملحدين كما يقول كثيرون؟\nعلاقه العلم بالملحد لا تقل او تزيد عن علاقه اي شخص به مهما كانت هويته الدينيه، غير ان الشخص المتدين قد يجد تعارضا بين ما يرويه له العلم وبين ما يرويه له الدين، فيقع في حيره وعاده ما يختار الدين، والعلم ببساطه يوفر للملحد اجابات مقنعه وجيده جدا لاسئله لا يعلمها الانسان، ويستحيل ان يعد العلم دينا او الها لطبيعته وفلسفته القابله للنقد والشك.\n- كيف يصدق الملحد نظريات يتم دحضها بعد فتره بنظريات اخري؟\nان كان هناك ملحد يصدق نظريه لا يوجد عليها اثبات او تم دحضها فهو مؤمن بحسب تعريف هذا المصطلح، وحينما يتم دحض نظريه ما عاده ما يستعاض عنها بنظريه علميه اخري، وان لم يكن هكذا الحال، فلا باس ابدا من القول التالي: "لا اعلم".\n- موقف الملحدين من القضايا الاخلاقيه يثير المجتمع الشرقي، خاصه فيما يتعلق بالحريات الجنسيه، فكيف ينظر الملحد للاخلاق؟\nلا يتفق الملحدون علي اي امر سوي عدم الايمان بالله، فتري ان بعضا منهم يتبعون مجموعه من القيم الاخلاقيه، وتري اخرين يؤمنون بغيرها، ويمكن ان تشاهد بعضهم متاثرين بالثقافه الغربيه وما تقدمه من قيم اخلاقيه مختلفه عما نشهده في المجتمعات العربيه، بينما هناك اخرون ما زالوا ملتزمين الطابع الشرقي ولا يميلون عنه.\nشخصيا..  اري ان الاخلاق دافعا نفسيا جاءت نتيجه امتلاك الانسان عقلا معقدا، وما يثبت صحه قولي هو وجود كثير من النصوص العلميه التي تبين بعضا من القيم الاخلاقيه لدي حيوانات مختلفه، وانا اري ان الحريه الجنسيه حق انساني، ومعني ان كونها حق انساني اي ان كل فرد يحمل صفه انسان يجب ان يحصل علي هذا الحق.\nنحن نجد غرابه قناعه المؤمن المطلقه دوما بالقضايا الاخلاقيه وعمليه اصطفاءه للقيم الاخلاقيه، فلا يقتل الا من عارض الدين، ولا يسرق ولكن من حقه ان يسبي، بل حتي موضوع الزنا نجد ان له مخارج عده كالمسيار والمتعه وغيره، فالمتدينون يختلفون في امور اخلاقيه كثيره، لاعتماد النصوص الدينيه علي معارف انسانيه خارج الدين، فمثلا ان كان الاجهاض محرمًا لكونه قتل عمدًا، فمتي تقع هذه الفتره التي يصبح فيها الجنين انسانا يمكن قتله؟، هذا السؤال يثبت لنا ان الدافع الاخلاقي مرتبط بالانسان وليس بالدين.\n- لماذا هناك صوره نمطيه للملحد بانه الشخص السكير الذي لا يهتم بشيء، ولا هدف له في الحياه؟\nهذه صوره مغلوطه زرعها الشيوخ لامر يجهله متابعوهم، فهم يحاولون دائما شيطنه الاخر بشكل قبيح لتخويف اتباعهم، فالمسيحي لدي المسلمين هو شخص ياكل الخنزير ويشرب الخمر، والمسلم لدي المسيحيين ارهابي لديه اربع زوجات، والدرزي له قرون وذيول تخرج في الليل، واليزيدي يعبد الشيطان ولا يخرج من دائره ان رسمتها حوله، لهذا لابد ان يحصل الملحد ايضا علي نصيبه من هذه الشيطنه.\nلا يعلم المرء ما اذا كان المحامي الذي استاجره اخر مره ملحد، وقد يكون الطبيب الذي وقع بين ايديه في اخر عمليه جراحيه ملحد ايضا، وقد يكون المدرس الذي يستقي منه الاطفال معلوماتهم كذلك، او قد يكون احد الطلاب انفسهم، نحن حالنا حال المسيحي والمسلم والدرزي واليزيدي؛ اشخاص عاديون جدا، لا يمكنك التمييز بيننا وبين اي شخص ذو اي هويه دينيه يسير جنبا الي جنب معنا في الشارع.\nلتصفح الموقع ومعرفه المزيد اضغط هنا

الخبر من المصدر