حنان ترك بين النجومية والجماعة الإرهابية

حنان ترك بين النجومية والجماعة الإرهابية

منذ 9 سنوات

حنان ترك بين النجومية والجماعة الإرهابية

لم تعلق الفنانة حنان ترك بعد إعلان حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة إدراج هيئة “الإغاثة الإسلامية” التي تعد سفيرة لها، ضمن قائمة الإرهاب التي تضم 83 تنظيما.\nوالفنانة حنان ترك التي عملت لفترة طويلة كممثلة واشتهرت في الوسط الفني منذ ظهورها في فيلم “رغبة متوحشة”؛ حيث اكتشفها المخرج خيري بشارة أثناء عرض مسرحية “ماكبث” ورشحها للعمل في الفيلم عام 1992، حققت نجاحا كبيرا في مجال السينما والدراما التليفزيونية؛ حيث كانت أول جيل الشباب اللذين أعادوا الحياة للسينما المصرية، واقتحموا هذا المجال الذي كان مقتصرا على نجوم كبار ونادرا ما كان يدخله وجوها جديدة في تلك الفترة.\nوكانت حنان ترك من الفنانات بجانب يسرا اللذين فتح لهم الباب للعالمية من خلال عملها مع الفنان يوسف شاهين الذي تبناها فوضعت أولى خطواتها على هذا الطريق؛ حيث قدمت معه فيلم “المهاجر” أمام النجمة يسرا والنجم خالد النبوي، وفيلم “الآخر” أمام النجم هاني سلامة، والذي جمع مابين البعد الفكري والجماهيرية العريضة، والطريف أن هذين الفيلمين الذي قدمتهما كانا يناقشا قضية الإرهاب الفكري المسلح الذي يقتل ويجند الأبرياء، والذي وقعت فيه حنان الإنسانة بشخصها وليست الفنانة فيما بعد، وإن كانت الرسالة في فيلم “الآخر” أكثر مباشرة.\nوكانت حنان ترك من النجوم القلائل في مصر ممن ساهموا في أفلام قلبت موازين السينما المصرية، وخرجت بها من حالة الجمود ومرحلة ما عرف بسينما المقاولات بعد حرب أكتوبر وحتى نهاية الثمانينات، والتي احتكرها بعض النجوم حتى هوت سينما الزمن الجميل من القمة إلى القاع، فجاء جيل من الشباب ليقدم في عام 1997 فيلم “إسماعيلية رايح جاي” بداية ظهور موجه أفلام الكوميدي التي يقدمها نجوم الشباب، وإن كان هذا الفيلم قد أنتج بإمكانيات بسيطة جدا فخرج بصورة عشوائية وتم تصنيفه في وقتها بأنه فيلم مقاولات ولكن من نوع جديد، ولم يدري أحد أن هذا الفيلم قد فتح الباب لأجيال من شباب الفنانين، وكانت حنان ضمن هؤلاء النجوم، وبعد هذا التاريخ بحوالي عشر سنوات، تقدم بطولة جماعية أخرى للفنانين الشباب من خلال فيلم “سهر الليالي” للسيناريست تامر حبيب والإخراج الأول للمخرج هاني خليفة، والذي كان بمثابة أول ظهور لأفلام الرومانسية الجديدة للشباب.\nوبعد ذلك بعدة سنوات تكمل الدائرة بفئة أفلام الأكشن بمساهمتها في بطولة جماعية أخرى أمام الفنان أحمد السقا والراحل خالد صالح وعمرو واكد وضياء عبدالخالق وآخرون من خلال فيلم “تيتو”، فتكون حنان هي الفنانة صاحبة المساهمة الأكبر في بناء وتطور الحركة الفنية السينمائية الحديثة.\nوتشتهر حنان بأفلام الكوميديا الاجتماعية، والأفلام الرومانسية الرقيقة منها فيلم “جائنا البيان التالي” أمام النجم محمد هنيدي، وفيلم “أحلى الأوقات” مع النجمتان هند صبري ومنة شلبي والراحل خالد صالح وكانوا جميعا في أوج نجوميتهم برغم أنه كان الإخراج الأول للمخرجة هالة خليل. ومشاركتها بعد ذلك في فيلم “حب البنات” مع النجمة ليلى علوي وأحمد عز وأشرف عبدالباقي وبداية نجومية الفنانة هنا شيحة؛ حيث كانت حنان ترك أول من ساهم في عودة البطولة الجماعية النسائية في السينما المصرية، بعد أفلام الزمن الجميل الذي كنا نشاهد فيه أكثر من بطلة أو اثنين في الفيلم الواحد.\nأما مجال الدراما التليفزيونية، فقد بدأ سطوع نجم حنان في دور “ثريا” الذي قدمته في مسلسل “المال والبنون” عام 1993، ثم الجزء الثاني منه عام “1995”، ومسلسل “لن أعيش في جلباب أبي” نفس العام، ومن بعده مباشرا مسلسل “نصف ربيع الآخر”، ثم تألقها في مسلسل “أوبرا عايدة”. وكانت حنان من طلائع نجوم السينما اللذين اتجهوا للمسلسلات في مسلسل “سارة” الذي حقق نجاحا كبيرا ومن بعده توافد نجوم السينما على أعمال الدراما التليفزيونية. وإن كان للحقيقة والمعلومة التاريخية أن بدايات بعض نجوم الشاشة الفضية من الجيل الجديد كان من خلال أعمال تليفزيونية.\nولم تقتصر نجومية حنان على الدراما التليفزيونية والسينمائية فقط بل قدمت أيضا للمسرح أبو الفنون بعض الأعمال الناجحة منها “طرائيعو” مع محمد هنيدي عام 2002، وغيرها من الأعمال المسرحية التي بدأتها في بداية مشوارها الفني.\nوبعد أن فاجأت حنان جمهورها بالحجاب عام 2006 في مسلسل “أولاد الشوارع” وإعلانها الحجاب بعد عرض المسلسل، لم تعزل حنان التمثيل، ولكنها عادت للشاشة بشخصيات مختلفة، منها مسلسل “نونة المأذونة” عام 2011، وفيلم “المصلحة” عام 2012، ومسلسل “الأخت تريز” في نفس العام والذي اعتزلت بعد عرضه على الهواء مباشرا في مداخلة تليفونية مع الإعلامي “نيشان” في برنامج “أنا والعسل”. كما اتجهت حنان بعد حجابها لأعمال الرسوم المتحركة من خلال شركتها الخاصة “نونة للكرتون” وقدمت العديد من الأعمال مثل “بسنت ودياسطي”، و”كليم الله”.\nوعن الجوائز التي حصلت عليها في مشوارها الفني، فازت حنان ترك بجائزة “أفضل دور ثان نسائي” في المهرجان القومي للسينما المصرية في دورته السابعة والذي عقد في أغسطس 2001 عن دورها في فيلم “العاصفة”، وقد فوجئت حنان بإعلان لجنة المهرجان فوزها بينما كانت تذيع بنفسها فقرات الحفل. كما فازت مع جميع أبطال فيلم “سهر الليالي” مناصفة بجائزة أحسن ممثلة من أكثر من مهرجان دولي. وحصلت على جائزة “الباسفيك الآسيوية” عن دورها في الفيلم، ولكنها رفضت الجائزة حيث لم تكن راضية عن بعض المشاهد في الفيلم.\nوحصل فيلم “أصيلة” التي شاركت حنان ترك في تمثيله على الجائزة “البرونزية” في مهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال. وفازت بجائزة أشجع ممثلة عن قبولها لدورها في فيلم “دنيا” عام 2005 من مهرجان القاهرة السينمائي، وحصلت على أفضل ممثلة عن نفس الفيلم من مهرجان “سنغافورة” الدولي السينمائي.\nوالفنانة حنان ترك اسمها بالكامل “حنان حسن محمد عبد الكريم”، ولدت يوم 7 مارس عام 1975م في اليونان، وهي الابنة الوسطى لأب كان يمتلك مصنعاً للملابس تحت اسم “الترك للملابس”، لديها شقيقان هما حسين وحسام. درست في معهد “البالية” وعملت كراقصة بالية لفترة، وبعد دخولها التمثيل توقفت عن الرقص، وبدأت حنان التمثيل وهي طفلة بعام 1987 بأدوار صغيرة.\nتزوجت أربعة مرات، الأولى كانت من رجل الأعمال أيمن السويدي لشهر وانفصلا بعد خلافات، وتزوج لاحقاً من الفنانة ذكرى التي قتلها في منزله في الزمالك وانتحر بعدها.\nثم تزوجت حنان من رجل الأعمال المصري “خالد خطاب” وانجبا ولدان هما يوسف وآدم وحدثت بينهما خلافات أدت لطلاقهما. ثم تزوجت “محمد يحيى” عام 2008 وهو رجل أعمال مصري يقيم في لندن، واستمر زواجهما شهرا واحد وانجبت منه طفلها الثالث “محمد”. أما عن زوجها الرابع فهو محمود مالك أخو القيادي الإخواني حسن مالك، وانجبت منه ابنها الأخير.\nمرت حنان ترك بالعديد من الأزمات أولها عام 1997 عندما تعرضت للتشهير بعد القبض عليها مع الفنانة وفاء عامر في قضية الآداب الشهيرة، وترافع عنها وقتها اثنين من كبار المحاميين وحصلت على البراءة؛ حيث تواجدت النجمتان حنان ووفاء في الشقة بعد أن تحدث إليهما إحدى سيدات الأعمال التي كانت تستورد ماركات عالمية من الملابس لتعرضها على الفنانات ونجوم المجتمع، وعندما ذهبتا لرؤية البضاعة، فوجئتا بشرطة الآداب تقبض عليهما. وكان وقتها يعرض لها فيلم “إسماعيلية رايح جاي” في دور العرض السينمائية، والذي يعد بداية ظهور شباب الفنانين على الساحة مما ساهم في تحقيق الفيلم لأعلى الإرادات في تاريخ السينما المصرية بعد فيلم “خلي بالك من زوزو” صاحب أعلى الإرادات قبل ذلك.\nكما مرت الفنانة حنان ترك في بداية عام 2014 بمحنة فضيحة زوجها الثاني خالد خطاب أبو ابنيها آدم ويوسف، بعد القبض عليه بملابس نسائية، وهو يحاول ممارسة الفاحشة مع أحد رجال الأمن. ورفضت وقتها حنان التعليق وقال بعض المقربين منها أن ابناءها آدم ويوسف يرفضان الذهاب إلى المدرسة وأن حنان تفكر في إرسالهما للدراسة خارج مصر.\nلم تعلن حنان عن زواجها الرابع من محمود مالك إلا بعد أن ظهر معها في افتتاح محل لها للملابس الرجالية منذ عدة أشهر بأحد مولات التجمع الخامس، وكانت وقتها حامل في ابنها الرابع، بعد زواجها منه بعام ونصف، وهذا على الرغم من أنها انكرت زواجها من إخواني في بداية هذه الزيجة، وكان ذلك مع بداية تصاعد موجه الهجوم الشعبي والإعلامي ضد “الإخوان المسلمين”. وقد تحفظت الدولة على شركة “رومز التجارية” التي يمتلكها زوجها بعد قرار التحفظ على أموال الإخوان المسلمين، إلا أن زوجها تظلم من التحفظ على شركته لأنها شركة خاصة ولا تندرج ضمن مجموعة شركات مالك الإخوانية، ومازالت لجنة أموال الإخوان تستند إلى تقرير الأمن الوطني عن محمود مالك، لاتخاذ قرار نهائي سواء بقبول التظلم ورفع التحفظ أو رفضه واستمرار التحفظ.\nوالفنانة حنان ترك تعيش حاليا في أزمة بعد إدارج دولة الإمارات اسم هيئة “الإغاثة الإسلامية” ضمن قائمة الإرهابيين، والتي تعد حنان سفيرة لها.

الخبر من المصدر