لماذا وصف أنصار بيت المقدس الرسول بـ"الضحوك القتّال"؟

لماذا وصف أنصار بيت المقدس الرسول بـ"الضحوك القتّال"؟

منذ 9 سنوات

لماذا وصف أنصار بيت المقدس الرسول بـ"الضحوك القتّال"؟

استهل عضو جماعه "انصار بيت المقدس" حديثه، في البيان الذي اصدرته الجماعه صباح امس الاثنين، تعلن فيه مبايعتها تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، بايات عن الجهاد من القران، والصلاه والسلام علي النبي محمد، ووصفه بـ"الضحوك القتّال".\nلماذا اختارت "انصار بيت المقدس" صفه الضحوك القتال؟\nفي سوريا، وقف رجل داعشي علي المنبر، وقال مرتجلا "الحمد لله رب العالمين، والصلاه والسلام علي من قال: انا الضحوك القتال"، وبحسب روايه الكاتب السعودي محمد آل الشيخ في مقال له، راح الرجل يُحرّض علي القتل والاغتيالات. وفي احد المواقع الاسلاميه، سال سائل عن هذه الصفه، وقال انه سمعها من احد الجهاديين.\nليس من الصعب اذن استنتاج ان من يستخدم هذه الصفه هم من يلقبون انفسهم بـ"الجهاديين"، الذين يعتقدون انهم يامرون الناس بالمعروف وينهون عن المنكر.\nاذن ما هو اصل هذه الصفه وما معناها؟\nيقصد مرددو هذه الصفه بـ"الضحوك القتّال"، ان النبي محمد كان رجلا بشوشا، لكنه لا يخشي لومه لائم في اقامه حدود الله والجهاد في سبيله.\nويستند اصحاب هذا التفسير الي ذكر الامام ابن تيميه، عرضا، في احد كتبه لهذه الصفه، دون ان يشير الي سندها، الذي لم يُعرف عند أهل السنة والجماعة، سوي في ذكر ابن عباس عن النبي "اسمه في التوراه: احمد الضحوك القتال، يركب البعير ويلبس الشمله ويجتزي بالكسره سيفه علي عاتقه"، لكنها روايه ذات سند متقطع، ومشكوك في صحتها.\nاما عند الشيعه، وردت هذه الصفه بروايه "عن ابن عباس قال: لما دعا رسول الله بكعب بن اسد ليضرب عنقه فاُخرِج، وذلك في غزوه بني قريظه، نظر اليه رسول الله فقال له: يا كعب اما نفعك وصيه ابن حواش الحبر الذي اقبل من الشام فقال (تركت الخمر والحمير وجئت الي الموس والتمور لنبي يُبعث، هذا اوان خروجه يكون مخرجه بمكه وهذا دار هجرته وهو الضحوك القتال".\nجاءت هذه الروايه في كتاب "كمال الدين وتمام النعمه"، وهي نفس الصيغه التي ذكرها بعض علماء السنه، دون ان يثبتوها بسند.\nاستاذ الفقه التونسي ابو عبدالرحمن قيس الخياري، كان له شرح واف لهذه الصفه، ونقل عن اهل الحديث قولهم ان وصف الرسول بـ"الضحوك القتّال" كلام ركيك مفبرك لا يليق به، فالضحوك علي وزن فعول وهي صيغه مبالغه بمعني كثير الضحك، وهذا ممتنع عنه النبي، لانه كان دائما ما يبتسم وقليلا مايضحك.\nوذكر ابن حجر العسقلاني في كتابه "تخريج مشكاه المصابيح"، ان الرسول كان لا يضحك الا تبسما، كما ثبت عن النبي انه قال ان "كثره الضحك تميت القلب".\nاما "القتّال"، فكذبها الخياري، مدللا بقول الله تعالي "بالمؤمنين رؤوف رحيم"، و"ما ارسلناك الا رحمه للعالمين"، وما عرف عنه قط انه كان قاتلا، حتي يكون قتالا، وهي صيغه مبالغه اغلب ما تكون في الحرفه، فنقول نجار وحداد.\nالغريب ان اكثر المتعصبين ضد الشيعه، هم الجهاديون، وهم الذين يستخدمون الان صفه لا سند لها سوي عند الشيعه، ليضمّنوها في خطابات التحريض علي القتل، لتكون مباركه باسم الرسول، مع تجاهل تضاربها ما ذكره الله في قرانه الكريم.

الخبر من المصدر