المحتوى الرئيسى

سعيد صالح يكشف سر حبسه: القاضي حبسني لأنني أيقظته من النوم خلال مسرحيتي.. ما كنتش أعرف إنه

10/15 11:33

لو كانت تلك المحاكمه قد جرت في عصر البث المباشر للجلسات وزمن الهواتف المزوده بالكاميرات، لكانت تلك المحكمه الاعلي مشاهده في تاريخ اليوتيوب.

كان سعيد صالح عند حضوره الي قاعه المحكمه ـ الممتلئه عن اخرها بعدد من زملائه الفنانين وبمئات من جمهوره ـ قد قضي حوالي سته ايام محبوسا حبسا احتياطيا، كانه واحد من عتاه المجرمين الذين يخشي من هروبهم من العداله، وكانت تلك وقتها سابقة قضائية شامخه قبل ان تدور الايام ويصبح حبس الكتاب والفنانين والناشطين السياسيين احتياطيا هو القاعده وليس الاستثناء. في بدايه الجلسه حاول محاموه الدفع ببطلان اجراءات الحبس وبعدم اختصاص محكمه الاداب في نظر الدعوي، وبعد رفض دفعهم، طلب عادل إمام من المحكمه ان يتحدث، وعندما سمحت له بدا حديثه بالاعتذار للمحكمه لانه ذهب الي القاضي في منزله “بكل براءه او بسذاجه الفنان الذي لا يعرف القانون” طبقا لنص تعبيره، ثم دافع عادل امام عن صديقه ورفيق عمره سعيد صالح واصفا محاكمته بانها محاكمه للفكر المصري، وهي العباره التي استفزت القاضي اكثر فيما يبدو، لكنه سمح ايضا للفنان يونس شلبي بان يتحدث عندما الح في طلب الكلمه، وربما كانت تلك مره نادره يتاح فيها لجمهور ـ حتي لو كان جمهور محكمه ـ ان يشاهد يونس شلبي وهو يتحدث بجديه شديده بعيدا عن دور “منصور اللي ما بيجمّعش”، حيث قال في كلمته التي ارتجلها بحراره ان زميله وصديقه سعيد صالح “فنان مبدع يستلهم فنه من خلال حواره مع الجمهور ولا يجوز تقييد موهبته بل يجب ان يعيش الدور بكامل حريته ولا يحاسب علي لفظ خارج علي النص والا ما اعتبر هذا فنا”، لكن القاضي محمد بدر لم يتاثر بالمدافعين عن سعيد صالح سواءا كانوا من المحامين او من الفنانين، ليقوم بتاجيل الجلسه، قبل ان ينهيها بحكم صادم جديد هو استمرار حبس سعيد صالح، لتواصل القضيه جذبها للراي العام الذي تابع القضيه من خلال الصحف، فلم تكن مصر قد دخلت وقتها عصر التوك شو.

بعد تلك الجلسه كتب مصطفي امين في عموده اليومي بصحيفه الاخبار ـ وكان وقتها الاكثر انتشارا وتاثيرا ـ قائلا “انني لا اوافق ان يخرج الممثل عن النص المسرحي وان كان قد مضي علينا خمسون سنه نخرج علي النص فلم يقبض علي نجيب الريحاني او علي يوسف وهبه او فاطمه رشدي او روز اليوسف او زينب صدقي….واحد من اثنين اما ان مقام الفنان هبط في بلدنا من عليائه وعدنا الي الزمن الذي كانت المحكمه لا تقبل فيه شهاده الممثل او القرداتي، او ان مستوي الادب ارتفع في بلادنا فاختفت الكلمات النابيه التي نسمعها كل يوم في الاذاعات والتلفزيونات وافلام السينما وفي الشوارع وعلي السنه القاده والحكام ونقراها كل يوم في الصحف والمجلات.

ان احكام القضاه علي راسنا وفي عيوننا، لكنننا نتساءل مع كل الاحترام للقاضي لماذا يُقبض علي نجم مشهور ويُزج به في السجن حتي ينتهي التحقيق في قضيه اعتادت المحاكم ان تحكمم فيها بالغرامه، هل كان القاضي يخشي ان يهرب الممثل الكوميدي سعيد صالح الي خارج البلاد هربا من جنحه او مخالفه، كان من الممكن ان يقرر القاضي كفاله ضخمه الي ان تنظر القضيه التي فيها شاهد واحد وقف ام المحكمه يتناقض في اقواله. ولكن يبدو ان رقابه المسرح اعتبرت سعيد صالح محرضا علي ارتكاب الرذيله ومسئولا عن انتشار الفحشاء والمنكر، فارادت ان تجعل منه عبره لكل من يحاول اضحاك الشعب المصري، فالذي يشاهد مسلسلات التلفزيون يتصور ان هناك سياسه مرسومه لنشر النكد بين الشعب المصري واغراقه بالماسي والفواجع والمصائب، وقد يجدون في برامج التلفزيون ما يذيعون فيه صفحه الوفيات حتي ينشروا الغم والهم واللطم والعويل بين افراد الشعب المصري ولهذا ضبطت رقابه المسرح سعيد صالح وهو يرتكب جريمه الخيانه العظمه وهي جريمه اضحاك الشعب المصري المحكوم عليه بالاحزان المؤبده. ويظهر ان رقابه المسرح في هذه الايام تؤمن بالحكمه التي تقول الضحك من غير سبب قله ادب، او انها تري ان اضحاك الشعب المصري هو عمل فاضح في الطريق العام. ان العمل الفاضح في الطريق العام هو الذي فعلته رقابه المسرح”.

لكن راي مصطفي امين المتعاطف مع سعيد صالح بقوه لم يكن الراي الوحيد او السائد، فقد كان هناك راي اخر يهاجم سعيد صالح ويؤيد القاضي الذي حبسه كان من ابرز ممثليه الناقده الفنيه حسن شاه التي كتبت في صحيفه الاخبار ايضا تصف ما قاله يونس شلبي في المحكمه بانه نسف لكل قواعد المسرح مضيفه “ليت ممثلينا من نجوم مدرسه المشاغبين كانوا يتفوهون بارتجالات لا تجرح الاذان، لكن بعضهم قد هبط بالمسرح الي مستوي الكباريه، اسفه بل الغرزه، وتصور ان شهرته سمحت له بان يستعرض امام الجماهير بابذا الالفاظ والحركات، اننا نرحب بمحاكمه كل من لا يحترم نفسه وجمهوره علي خشبه المسرح، لعلنا نعيد الي المسرح المصري شيئا من القيم التي ضاعت علي يد طبقه من الممثلين يتصورون انفسهم فوق القانون”.

موسي صبري ايضا ابتعد عن الكتابه السياسيه ليكتب في الفن منتقدا الكتابات التي دافعت عن سعيد صالح دون ان يشير الي اسم مصطفي امين، معتبرا انها مجامله لشهره الفنانين، واسقاط لقيمه ان المسرح مدرسه الشعب وان اضحاك جماهيره لن يكون بالاسفاف او بالكلمات التي تخدش الحياء، معتبرا ان ما فعله سعيد صالح لا علاقه له بالحريه او الديمقراطيه التي اصبحت بعض الاقلام تحملها فوق ما لا تحتمل وما لا تعرفه حريه او ديمقراطيه في العالم.

ولم تكتف صحيفه الاخبار بما كتبه موسي صبري وحسن شاه بل افردت صفحاتها لعدد كبير من المقالات والرسائل المؤيده لحبس سعيد صالح والتي اقتطف منها عبارات ربما لا يصدق احد انها كتبت بحق سعيد صالح الذي فجع رحيله قلوب ملايين المصريين، خذ عندك هذه المقتطفات علي سبيل المثال لا الحصر ” اذا كانت هذه هي مدرسه الفكر المصري في راي عادل امام فان اهل الفكر في مصر يجب ان يحطموا اقلامهم اذن ويتركوا الساحه الثقافيه اي ساحه الحضاره والمدنيه للبرابره الهمج اعداء الحضاره الذين يتصورون ان سب الاباء والامهات علي خشبه المسرح قمه الفكر وان محاكمه هؤلاء هي مخالفه للفكر المصري ـ نطالب وزير الاعلام صفوت الشريف بمنع ظهور سعيد صالح في اي عمل تليفزيوني او اذاعي، فالممثل الذي لا يعرف الفرق بين المسرح وحوش بردق لا يستحق ان يسمع او يري ـ لماذا لم يصدر القاضي حكما بحبس عادل امام ويونس شلبي الذين ذهبا الي بيت القاضي في محاوله لاقناعه بالافراج عن زميلهما سعيد صالح، ان الرحمه لا تنفع مع هؤلاء ـ ان انتماء عادل امام وسعيد صالح ويونس شلبي الي اهل الفكر جاء نتيجه صمتهم وتكاسلهم عن النقد وعن التصدي لهذا التيار الهمجي الذي يهدد الثقافه الوطنيه اعظم تهديد ويجعل مسرحيات مثل شمس النهار واهل الكهف وشهر زاد تختفي تماما من علي خشبه المسرح المصري لتظهر بدلا منها هذه البذاءات باسم الفكر واسم المسرح ـ تحيه للمستشار الذي اعطي درسا في الاداب للممثل سعيد صالح الذي خدش حياء المتفرجين بالكلمات الوقحه وبالحركات القذره ـ قديما كان المسرح مدرسه فجاء سعيد صالح وامثاله وحولوا المسرح الي ماخور اشبه بكلوت بيه ـ لو كان الامر بيدي لاصدرت امرا بمنع سعيد صالح من العمل في المسرح عقابا له ودرسا لمن يحاول تقليده”.

مقاله مصطفي امين المتعاطفه وما اعقبها من مقالات معارضه نشرتها نفس الصحيفه شجعت سعيد صالح علي ان يرسل اليه رساله نشر نصها مصطفي امين في مقاله الاسبوعي بصحيفه (اخبار اليوم)، اعتقد ان تاملها مفيد في فهم شخصيه سعيد صالح وطريقته في التفكير والتعبير ايضا، يقول سعيد صالح في رسالته “استاذي مصطفي امين: تكاد لا تفوتني كلمه كتبتها عن الحب والامل، عن العطاء والتفاني، عن الاخلاص والصدق، عن الايمان والتصوف، عن الصبر والحريه، والمستقبل والماضي والحاضر، عن الاصل والفصل، عن الجهل والتعنت، عن الكبرياء والكرامه، عن الحقد والتسامح، عن الشر والخير، عن الجوع والعطش، عن الامل والعدم، عن الصدق والصداقه، والندامه والملامه، والعشم والندم، عن الرشوه والتقوي، عن الدستور والقانون، عن حقوق الانسان، عن الموسيقي والغناء والتمثيل، عن الكبير والصغير، عن العبقري والغبي، عن الفنان والمتفنن، والواقف والماشي، والدوري والكاس، عن الاهلي والزمالك، وام كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وسيد درويش وطلعت حرب وعن نجيب الريحاني وعادل امام، وعن الام والاب والاخ، وعن الفنان والامان والحنان ومشروع مترو الانفاق، وعن طوله اللسان والبيان والجبان والشجيع والمريع والاليط وابو رجل مسلوخه، وابو ودن معووجه، وابو شفه مقلوبه، وواحده ست منكوبه وحط طوبه علي طوبه. اكاد لا تفوتني كلمه عن الظالم”.

ثم يقطع سعيد هذه المقدمه الانشائيه الطويله فجاه ليتحدث عن قضيته مباشره ربما لانه ادرك فجاه انه استهلك الكثير من الوقت في الكتابه او لانه افرغ شحنه عاطفيه كانت تؤرقه، فيواصل قائلا “نودي علي اسمي في المحكمه وسالني القاضي هل تعرف شيئا عن قضيتك فاجبته لا، فقال لي من حقك ان نؤجل لك القضيه او تقراها او تنتدب محاميا، تطوع بعض المحامين للدفاع عني فرفضت وطلبت ان اقرا القضيه، اخذتها وجلست في مكاني وقرات انا فلان الفلاني، فتحت محضر ضد (1) سعيد صالح (2) سمير خفاجي وانني خرجت علي النص بعبارات منافيه للاداب، منها علي سبيل المثال انه قال “ينعل ابوك”، وبعد ان قرات ما جاء في المحضر ناداني السيد القاضي وشرحت له ما الفرق بين النص والخروج علي النص والاضافه التي يضيفها الممثل سواء المصري او العالمي والفرق بين دور يمثله عبد الله غيث ودور يمثله عادل امام، عادل يضحكني قوي وعبد الله غيث يبكيني قوي، وبعد انتهاء مرافعتي قرا علي القاضي نص العقوبه علي تلك الجريمه. وتاجلت الجلسه لاحضار واعداد مذكرات وسافرت الي مصر وابلغت محامي بما حدث وتركت له الامر، وقرات في الصحف خبر انه صدر الامر بضبطي واحضاري امام المحكمه. ذهبت الي الاسكندريه رغم ارتباطي بالتصوير في اربعه افلام عندي ما يثبت تعطلها وارتباطي بها، وصلت الاسكندريه في الساعه الرابعه صباحا وحضرت الجلسه وادخلني القاضي القفص وبعد ان قام القاضي بنظر 26 قضيه جاء الدور علي قضيتي. بعد مرافعه الشاهد الوحيد في القضيه وهو مفتش الرقابه علي المصنفات، فوجئنا بالقاضي يترك امرا بحبسي 7 ايام وتركه وغادر المحكمه واخذوني الي قسم العطارين وجلست في القسم حتي الصباح ثم رحلوني الي السجن. ثلاثه ايام وانا لا انام، اروح لمين؟”.

لكن كل ما نشرته الصحف سلبا وايجابا لم يؤثر ابدا علي موقف القاضي من سعيد صالح، حتي عندما تقدم محاموه في الجلسه التاليه بطلب لرد القاضي مستندين الي عده اسباب منها اتهام القاضي بانه سلك سلوكا من شانه ايلام المتهم نفسيا، حيث كان اذا وقف سعيد صالح امره بان يجلس، واذا جلس امره بان يقف، لكن المحكمه غرمت سعيد صالح مائه جنيه واسقطت حقه في طلب رد القاضي، ليثير ذلك ضجه اكبر ادت هذه المره قبل جلسه النطق بالحكم الي ان يعلن القاضي تنحيه عن القضيه مبررا قراره بانها اصبحت قضيه راي عام تناولها كل من هب ودب بعلم او بجهل، واعطي كل شخص لنفسه حق مشاركه القضاء في اصدار حكم فيها. وبعد تنحيه اصدر عبد الوهاب ابو الخير القاضي المنتدب لنظر القضيه قرارا بالافراج عن سعيد صالح بضمان مالي مائه جنيه مؤكده ان الاصل في الانسان البراءه الي ان تثبت ادانته بحكم قضائي نهائي، لينهار سعيد صالح باكيا بعد الحكم بالافراج عنه.

بعد خروجه من السجن قال سعيد صالح للصحفيين الذين تهافتوا علي محاورته ان اصعب ما واجهه في السجن كان ضروره استيقاظه في السادسه صباحا، وانه حاول اقناع قياده السجن بان تستثنيه من ذلك، لانه يريد النوم لكي ينسي لكنهم رفضوا ذلك، مؤكدا انه بعد ان تعود علي الصحيان مبكرا كان اكثر ما يؤلمه هو وجود حجرته بالقرب من حجره المشنقه، وانه بسبب ذلك فقد شهيته للطعام وكان يفكر ليل نهار في ابنته هند التي لم يرها طيله فتره سجنه، وكانت تلك مشاعر مختلفه عن مشاعر سعيد صالح في فتره سجنه الثانيه الاطول والتي تالف فيها اكثر مع جو السجن، لدرجه انه قال عبارته الشهيره ان لافته السجن يجب ان تعلق من الداخل وليس من الخارج، لان المجرمين الحقيقيين موجودون خارج اسوار السجن وليس داخله، وكانت تلك الفتره التي فتحت شهيه سعيد صالح للتلحين والغناء، بعد ان بدا ذلك خلال فتره سجنه الاولي ولكن علي استحياء.

بعد الافراج عنه، عاد سعيد صالح للوقوف علي خشبه المسرح وللتمثيل في السينما بحماس منقطع النظير، لكن القضيه ظلت مستمره، وبعد عام ونصف من نظرها في اروقه القضاء، صدر الحكم بحبس سعيد صالح لمده اسبوعين، ولانه كان قد قضي 17 يوما محبوسا احتياطيا فقد تم استنزال مده العقوبه منها، واصبحت الحكومه مدينه لسعيد صالح بثلاثه ايام تم سجنه فيها من قبل، وقد جاء في حيثيات الحكم الذي نسيه الجميع بما فيه سعيد صالح نفسه ان “المسرح من ادوات تكوين الراي العام وان دور الممثل هو انه اصبح مثلا يحتذي به واصبحت العبارات التي يرددها تجري علي السنه الكافه، فحفاظا علي المكانه الساميه للمسرح والعاملين به كان حقا ان يعاقب من يثبت انه ردد مثل قول محل هذا الاتهام ليبقي المسرح في مكانه عاليه”.

بعد 13 سنه من الواقعه اجري رشاد كامل الصحفي المتخصص في اخبار الحوادث والشئون القضائيه ليضعه في الفصل الذي خصصه لقضيه سعيد صالح في كتابه (نجوم وراء القضبان)، وكانت تلك المره الاولي التي يتحدث فيها سعيد صالح بصراحه مدهشه عن اسرار حبسه، مؤكدا ان القضيه لم يكن لها علاقه بخروجه علي النص، ولم تكن انتقاما من سلطه حسني مبارك كما اصبح متواترا بين الناس، بل لان حظه العثر جعله يسخر من شخص نام خلال مسرحيته، وانت تدري كيف يمكن لسخريه سعيد صالح من شخص وسط جمهور المسرح ان تكون فتاكه، وبالطبع لم يتصور سعيد ان الايام ستدور ليقف امام ذلك الشخص كمتهم بالخروج علي النص، فيجري له كل ما جري.

يقول سعيد صالح عن تلك الفتره “دي كانت ايام سوده بعيد عنك.. القاضي كان واخد مني موقف، اصله مره حضر لمشاهده المسرحيه اثناء عرضها، نام فاوقفت العرض وعاتبته، طبعا ما كنتش اعرف انه قاضي، لكن لما رحت المحكمه تذكرته قلت بس وقعتك سودا يا سعيد، اقصي عقوبه للخروج علي النص في ظل العقوبه هي الغرامه 50 جنيها، لكن القاضي اضاف لتقرير الرقابه عباره “منافيه للاداب”، وده دخلني في الماده 39 من قانون الاداب والتي تصل اقصي عقوبه لها الي ثلاث سنوات، عشان كده قدمت طلب لرد القاضي واترفض”.

وعندما سئل عن اتهام الرقابه له بخلع البنطلون علي خشبه المسرح رد سعيد صالح بغضب “انا فنان محترم واحترم جمهوري، وانا لم اكن ارتدي بنطلونا، وانما كنت ارتدي سروال فلاحي، لاني كنت بامثل شخصيه فلاح عبيط، والسروال كان مربوط بسلك ربابه، السلك اتفك، اعتقد مولانا الرقيب اني بخلع البنطلون، اما بخصوص مشهد خلع الحذاء فهل يعقل ان يصدر مثل هذا الكلام عن فنان محترم. ثم ان الرقابه يجب ان يكون لها حدود، الرقيب موظف عينته القوي العامله وعمره لا يتجاوز 24 عاما اي ان لا ادراكه ولا وعيه يسمحان له بمعرفه ما افعله علي المسرح، عمرك سمعت عن لاعب كره ضرب زميله او عمل فاول والشرطه قبضت عليه في الملعب وحبسته”.

ولكي لا يبدو انه يعتبر الخروج علي النص تهمه، حرص سعيد صالح كعادته علي ان يدافع عن الخروج علي النص، قائلا “معظم المسرحيات التي قدمها ممصره عن مسرحيات اجنبيه، وما يضحك الشعب الفرنسي مثلا لا يضحك الشعب المصري، والفنان علي المسرح زي الجراح يضع يده علي الافيهات التي تضحك الناس فالمسرح ليس متحفا وانما هو معايشه، ومثال ذلك الافيه الشهير بتاع شراب استك منه فيه، ده غير موجود اصلا في النص الاصلي، شوف ازاي تجاوبت معه الجماهير”.

وعندما يساله الصحفي رشاد كامل في نهايه حواره ما الذي يقوله للقاضي الذي حبسه، يجيب “ربنا يشفيه”، اما رقيب مسرح الحريه فيقول له “ياريت تشوف شغله كويسه تاكل منها عيش”، وعندما ساله ماذا سيفعل لو راي رقيبا يشاهد احدي مسرحياته اجاب سعيد صالح “اقفل الستاره في وشه واطلعه بره”.

يبقي بعد كل هذه التفاصيل المثيره والموثقه ان التاريخ الشعبي لم يستوعب حجم المهزله التي جعلت قاضيا يحبس ممثلا لانه ايقظه من النوم خلال عرض المسرحيه، فقرر اعاده كتابه الواقعه بشكل يتناسب مع كراهيته للسلطه ومحبته لمضحك عظيم مثل سعيد صالح، ليستسلم سعيد صالح بعد مرور السنين للواقعه كما رواها الناس، وليس كما حدثت بالفعل.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل