عشرون سنة .. ودن من طين وودن من عجين

عشرون سنة .. ودن من طين وودن من عجين

منذ 9 سنوات

عشرون سنة .. ودن من طين وودن من عجين

عيب ان تنشر الحكومه خبر استيرادها قمحا من فرنسا لصناعه رغيف العيش للشعب.\nوماساه ان نقرا في جريده «الاهرام» يوم الاحد الماضي مقالا للاستاذه سكينة فؤاد بعنوان: «الاكتفاء من القمح.. المشروع القومي القادم».\nوسبب الماساه ان جامعاتنا قد بح صوتها طوال مده حكم الرئيس مبارك في النداء بزراعه القمح كمشروع قومي لسد الفجوه الغذائيه في مصر وتعزيز استقلال الاراده المصريه.. ولكن نظام الحكم اعطانا ودنا من طين واخري من عجين.. فقد رجعت الي كل مقالاتنا المنشوره في الصحف منذ عشرين سنه لنجد مقالا منشورا في جريده «الشعب» بتاريخ 25 اكتوبر 1988 ذكرنا فيه حديثا للرئيس مبارك في الاحتفال بعيد الفلاح في محافظة المنوفيه يشكو فيه من اثر الجفاف في امريكا علي اسعار القمح والعلف والبيض والدواجن، وذكر انه طلب من الحكومه دراسه انتاج خبز بالقاهره تكون قيمته خمسه قروش الي جانب الرغيف بقرشين.\nوعلقت علي خطاب الرئيس قائلا: «ان جامعاتنا عندما تستمع الي مثل هذا الخطاب تضرب كفا بكف متحسره علي صوتها الذي بح علما ومشوره للحكومه دون ان تاخذ بها ما يوقعها في مازق خطير مثل جفاف امريكا وزياده اسعار القمح، وقلنا للرئيس ان علاج ازمه القمح والذره والعلف لا يكون بالاسلوب الخاطئ الذي اتبعته الحكومه بالاعتماد علي استيراد القمح من امريكا وانما العلاج السليم يكون بتكثيف الاعتماد علي الذات بسد الفجوه الغذائيه وزراعه الصحراء المصرية واستثمار المياه الجوفيه.. وان لدي السلطات مقترحات مدونه لزراعه مليون فدان قمحا بالاراضي الصحراويه.. وفسرنا ذلك بمقال لاحق في جريده «الوفد» يوم 29 ديسمبر 1988 بعنوان «مليون فدان قمحا مصريا بالصناديق والبنوك العربيه» بعرض تقدم به الامير عبدالله الفيصل رئيس بنك فيصل الاسلامي مع استعداد الصندوق العربي الاقتصادي للمشاركه بالتمويل.. وقلنا للرئيس ان كليه زراعه المنصوره اوفدت اساتذتها الي منطقه العوينات وشاركوا جامعه برلين في الابحاث عن زراعه القمح والذره بالمياه الجوفيه الغزيره وكانت النتائج عظيمه، وقامت الشركه العامه للبترول بزراعه عشره الاف فدان كمزرعه نموذجيه وفعلت القوات المسلحه مثلها ودخلت ايطاليا بمنحه لزراعه مائتي فدان واستثمار الطاقه الشمسيه.\nوكان رد الرئيس مبارك.. ان امريكا تزودنا بالقمح بسعر ارخص من انتاجه في مصر.. واضاف يوسف والي وزير زراعته انه سيزرع محصولات اخري مثل الكانتالوب والفراوله ويصدرها باسعار مرتفعه واستخدام حصيلتهما في استيراد القمح.\nوقد ضقنا ذرعا بحكومه الرئيس مبارك فنشرنا مقالا في جريده «الوفد» في 16 مارس 1990 نتهم الحكومه بالتخريب..\nنعم نتهمها بالتخريب.. ولو كان في مصر محاكمات عادله للمسئولين لطلبنا تقديم وزير الزراعه ومن حوله للمحاكمه بتهمه الخيانه العظمي لهذا الشعب.\nوكانت النتيجه استخفاف الرئيس مبارك بنا وبالجامعه في خطابه بمناسبه الاحتفال بعيد ثوره 23 يوليو 1990 اذ تعرض الرئيس للمشروع القومي للقمح وقال بالنص: «نيجي نتكلم بقي علي بعض من الاخوان كلموني علي مشروع قومي كبير ايضا للزراعه.. اتقال كده بقي، طلعلي واحد من اخونا دكتور يقوللي لا انا عاوز مليون فدان.. مليون فدان ايه؟ اطبخي يا جاريه.. كلف يا سيدي عارفينها ولا مش عارفينها؟»\nباختصار.. كانت امريكا تعارض زراعه القمح في مصر حتي تصدر لها فائض انتاجها من القمح وتجعلها مرتبطه بها في اهم احتياجاتها عن غذاء الشعب حتي تستخدم ذلك سلاحا للضغط عليها في سياستها.\nوحتي لا اطيل علي القارئ.. فقد نشرنا وغيرنا عشرات المقالات مثل المقال الذي تنشره اليوم الاستاذه سكينه فؤاد بعنوان «الاكتفاء من القمح.. المشروع القومي القادم» واعرف انها كانت دائما من الكتاب الوطنيين الذين كانوا ينادون بذلك المشروع القومي.. ولكنها لم تياس ودبّ فيها الحماس بعد ان رات استجابه الشعب للمشروع القومي الكبير الذي نادي به الرئيس السيسي وقال للشعب انك انت الذي تموله.. وقد سارع الشعب فعلا بالاستجابه  للرئيس ووّرد للبنوك اربعه وستين مليار جنيه في ثمانيه ايام لشق قناه جديده الي جوار مجري قناه السويس.\nلقد صحا الشعب علي نداء رئيس الجمهورية فلماذا لا يصحو والجهاز الحكومي علي نداء المشروع القومي للقمح.. خاصه ان الاستاذه سكينه فؤاد قد ذكرت اقتراحا علميا عمليا لاحد اساتذه كليه الزراعه وهو الاستاذ الدكتور محمد فتحي سالم بجامعه مدينه السادات «المنوفيه سابقا» وهو اقتراح جدير بالنظر من السيد رئيس الجمهوريه والحكومه الي جانب مشروع اخر للزياده الراسيه لانتاج القمح قدمه الاستاذ الدكتور محمد الوكيل بكليه زراعه المنصوره واثبت فيه امكانيه زياده سنآبل القمح في العود الواحد وقام بتجربه ناجحه مع وزاره الزراعه وايده الوزير احمد الليثي وزير الزراعه الاسبق ورصد مليوني جنيه للابحاث العلميه الجاده في جامعه المنصوره.\nنريد كبدايه فقط ان يسال رئيس الجمهوريه ورئيس الحكومة ووزير الزراعه عن مصير مشروعي بمسانده كليه الزراعه في المنصوره وجامعه السادات والبقيه تاتي ان شاء الله بالخير.. وبشره خير ان شاء الله لمصر.

الخبر من المصدر