نيوتن.. ظلم الفراعنة | المصري اليوم

حاولت كثيراً ان اعرف من هو نيوتن الذي يكتب في «المصري اليوم» فسالت صديقي صلاح دياب، محاولاً فك اللغز، لكنه استغرق في الضحك وقال: كل ما استطيع قوله عن نيوتن انه من عشاق الفراعنه ويقتني اغلب كتبك.. اما عن سبب محاولتي معرفه شخصيه نيوتن؟ فهو ما كتبه في معرض حديثه عمن يسرقون اعمال الاخرين ويدعون بطولات مزيفه.. وذكر ان الفراعنه كانوا يفعلون ذلك بمحو اسماء من سبقوهم ووضع اسمائهم بدلاً منها!.\nوالحقيقه ان هذا الموضوع ليس له اي اساس من الصحه وان هناك خطا شائعا ان الفراعنه كانوا متخصصين في ازاله اسماء من سبقوهم من ملوك من علي التماثيل وجدران المعابد والمقابر ووضع اسم الملك الموجود في الحكم... وسبب انتشار هذا الاعتقاد هو العثور علي اسم الملك رمسيس الثانى مكتوب علي تماثيل واثار فراعنه اخرين.. وقد اعلن بعض علماء الاثار والمصريات تحديداً ان ما قام به رمسيس الثاني يعد اغتصاباً لاعمال فراعنه اخرين ورغبه منه في الانتشار والشهره علي حساب اعمال من سبقوه! ولكن اثبتت الحقائق التاريخيه والاثريه ان الملك رمسيس الثاني لم يكن لديه الرغبه اطلاقاً في محو اثار من سبقوه.\nان الفراعنه حكموا من خلال اسرات يحكم فيها الابن بعد ابيه بل وبعد جده وكان من عاده الفرعون ان يتباهي ويؤكد نسبه الي الفرعون الذي سبقه وبعد موته اصبح مع الالهه يحكم معهم في العالم الاخر.\nوكان الفرعون اذا مات ولم تكتمل مقبرته ومعبده الجنائزي اصبح واجباً علي خليفته علي العرش ان يشرف بنفسه علي مراسم دفنه بعد استكمال المقبره والمعبد الجنائزي وكان من واجبات الملك الحي ضمان استمراريه الخدمه الجنائزيه للفرعون الميت.. ولدينا مثال واضح عندما مات الملك منكاورع، صاحب الهرم الثالث بالجيزه، ولم يكتمل هرمه بعد، وجدنا ابنه الملك شبسكاف يقوم باستكمال الهرم والمعابد ويكتب ما يشير الي ذلك.\nوقد كان المصريون القدماء من اشد الناس حرصاً علي الحفاظ علي تراث الاجداد، سواء كان تراثاً ملموساً او تراثاً فكرياً. وقد لازمت خاصيه المحافظه علي التراث ومسايره الجديد للقديم دون ان تقضي عليه الحضارة المصرية في كل اغوارها وفي كل مظاهرها، فقد توارث هذه الحضاره اجيال عديده من المصريين القدماء وكانت تلك المظاهر راسخه داخل عقيده المصريين القدماء ونحس بداخلهم شعور عميق بضروره المحافظه علي كل ما هو قديم لانه جزء من تراث الاجداد.\nومن اهم ما يشهد علي ذلك هو ما جاء علي لسان الوزير «بتاح حوتب» الذي عاش في كنف الاسره الخامسه حوالي 260 قبل الميلاد حيث قدم لنا اقدم الحكم والتعاليم عن تراث السلف «ان ذكراهم لترجي علي السنه الناس... لان اقوالهم سديده كل كلمه فيها تراث موروث.. لا تذهب واحده منها سدي علي هذه الارض»... واطلب من نيوتن ان يزور ابوالهول ليقرا علي لوحه الحلم بان الملك تحتمس الرابع قام باصلاح ما تلف من التمثال عندما تعرض للتدمير.. اما عن السبب الذي جعل رمسيس الثاني يضع اسمه علي اثار ليست ملكه فهو ما سنفسره في مقالنا القادم باذن الله وللحديث بقيه.