المحتوى الرئيسى

اختراعات وابتكارات مميزة قامت بها المرأة - الجزء الثاني

08/28 16:44

تحدّثنا في الجُزءِ الاوّل عن الاختراعات والابتكارات الّتي قدّمتها المراهُ للبشريّه وساهمت بها في تنميهِ المُجتمع وحياهِ النّساءِ والرّجالِ علي حدٍّ سواء، واليوم نُكمل ما بداناهُ ونعرضُ لكم مجموعهً اخري من هذه الاختراعات.

بحلولِ بداياتِ القرنِ العشرين، ذهبت Mary Anderson الي مدينة نيويورك لاوّل مرّه وفي ذلك الوقت لم تكن نيويورك كما نعرفها اليوم، حيثُ كان انتشارُ السيّارات قليلًا ولم تكن سيّارات الاجره بالشّيء الّذي تراه دومًا في الشّارع. ركبت ماري الترام (القطار) حيث شقّ طريقهُ عبرَ المدينه اثناء تساقط الثّلوج ولاحظت انّ السّائق يَضطرّ للتّوقف كل عدّه دقائق لازاله الثّلج عن النّافذه الاماميّه ليتمكّن من الرّؤيه، في الواقع، في ذلك الوقت كلّ السّائقين كانوا مضطرّين لنفس الفعل.

عندَ عودتها قامت ماري بتطويرِ مِمسحهٍ مطّاطيّهٍ وتركيبها علي عمودٍ مَوصولٍ بمُتحكّمٍ داخلَ السيّاره، وعندما يرغبُ السّائقُ في ازالهِ الثّلجِ او المطر من علي زجاج السيّاره، ليسَ عليه سِوي سحب المُتحكّم بيديه لتحريك المِمسحه وازاله العوالق ليستمتع بالرّؤيه مجدّدًا، وحصلت ماري علي براءة اختراعها الّذي لا تخلو منه ايّ سيّاره في عام 1903.

عندما اصبحت Martha Coston ارملهً في عام 1847، كانت في الواحده والعشرين من عُمرها ولديها اربعه اطفالٍ لتنفقَ عليهم ولكنْ لم تكن تعرف كيف بعد. عندما كانت تتصفّح مذكّرات زوجها وجدت تصميمَ وطريقهَ صُنع نِظامٍ ضوئيٍّ ملوّنٍ لتستخدمهُ السّفن للتّواصل والاضاءه اثناء اللّيل ولكنّه فشل في الاختبارات قبل التّصنيع.

امضت مارثا العشر سنوات التّاليه في مُراجعه وتَصحيح اخطاء نظامِ زوجها وقامت باستشاره بعض العلماء وضبّاط الجيش ولكنّها لم تتمكن من ايجاد طريقهٍ لانتاج توهّجاتٍ مضيئهٍ بالقدر الكافي وتستمرّ فترهً اطولَ وسهله الاستخدام في نفس الوقت. في احدي اللّيالي اصطحبت اطفالها لمشاهده الالعاب النّاريه وعندها خطرت لها فكرهَ تطبيقِ نفس التّقنيه المُستخدمه في صنع الالعاب النّاريه لتطوير نظامها الضّوئيّ، وتمكّنت من النّجاح. اشترت البحريّه الامريكيّه حقوق الاختراع منها حيث استُخدمت خلال الحرب الاهليّه بشكلٍ كبيرٍ وفي الحروب التي تلتها.

لسوء الحظّ لم يكفِ نظامُ مارثا الجديد لدعم عائلتها. وفقًا للمستندات العسكريه، انتجت مارثا 1,200,000 شعله للقوّات البحريّه خلال الحرب الاهليّه، وكانت تكلفتها 120,000 دولار في حين تقاضت مارثا 15,000 دولار فقط وذكرت في سيرتها الذاتيه ان القوّات البحريّه رفضت دفع المبلغ كاملًا لها لانّها كانت امراه! [1 2 3 4]

قامت Lillian Gilbreth بادخال تعديلاتٍ صغيرهٍ علي الاختراعات الموجوده، لكنّ تعديلاتها تميّزت بالعبقريه. في بدايات القرن العشرين، قامت بابتكار الرّفوف الّتي يتمّ تركيبها في باب الثّلاجه، واضافت تعديلاتٍ ايضًا لفتّاحه العُلب لتجعلها اسهل وادقّ، وابتكرت خلاط الطّعام الكهربائيّ، وقامت باضافه دوّاسهٍ لسلّه المُهملات لفتحها بالقدم. اشتُهرت ليليان باعمالها الرّائدهِ في تحسين بيئات العمل المختلفه والاداره الفعّاله. من الجدير بالذّكر انّ ليليان كانت مهندسهً صناعيّهً ومؤلّفهً وكاتبهً وعالمهَ نفسٍ وامًّا لاثني عشر طفلًا! [1 2]

هذه الفكرهُ ليست مُنتشرهً كثيرًا لدينا في الوطن العربيّ، ولكنّها شرطٌ من شروط ترخيص ايّ بناءٍ بعددِ طوابقَ محدّدٍ في الولايات المتحده. يعودُ الفضل في هذا الابتكار الي Anna Connelly صاحبه فكره وتصميم سلّم الطوارئ او الحريق والّتي حصلت علي براءه اختراعه عام 1887، الرّائع في هذا الابتكار ليس فقط القدره علي تركيبه في المباني الجديده، وانّما القُدره علي تركيبه في المباني القديمه ايضًا الّتي ليس لديها سلّم، اي انّ سلّمًا واحدًا يُمكنُ تركيبهُ علي مبنيين. [1]

تخيّل لو انّ هناكَ موادّ بناءٍ غير قابله للتّلف وقويّهً لدرجهٍ يستحيل معها كسرُها ومقاومهً للنّار وغير سامّه، قد تظن انّها مجرّد موادّ من وحي الخيال، ولكنّها اختراع حقيقيّ بالفعل مسجّلٌ باسم الامريكيّه Patricia Billings . تُعرف هذه الموادّ باسمGeobond . كانت باتريشيا تعملُ في النّحت وتستخدم الجصّ لصُنع منحوتاتها ورات في عام 1970 انْ تبحث عن اضافهٍ للاسمنت لتُحافظ علي منحوتاتها لفترهٍ اطول، وقد توصّلت بالفعل بعد فترهٍ للمادّه الّتي ذكرناها، ولاحظت انّها مقاومهٌ للنّار ايضًا وغير سامّه، وفتحت بذلك مجالًا اوسع للتّطبيقات الّتي يُمكن استخدامها فيها بدءًا من موادّ البناء وانتهاءً بالشّريط اللّاصق.

حافظت باتريشيا علي سرّ مكوّنات مادّه Geobond ولم تستطِع ملايين الدّولارات الّتي قدّمتها الشّركات لشراء حقوق المادّه من اقناعها بالتّخلي عن هدفها في ان تُحدِثَ هذه المادّه ثورهً في مجال موادّ البناء. [1 2]

حصلت Mary Spaeth علي درجه الماجستير بعد انهاء دراستها الجامعيّه، ومنذ ذلك الوقت قدّمت لتكنولوجيا اللّيزر العديد من الاختراعات، منها نظامُ تعديلِ الالوانِ، حيثُ يُمكن ضبط مصدر الضّوء باطوالٍ موجيّهٍ مُختلفهٍ وبالتّالي تَنتجُ الوانًا مختلفهً تَسمحُ بتعدّد التّطبيقات الّتي يُمكنُ استخدامَه فيها. من اختراعاتها ايضًا العاكس الرّنّان resonant reflector المُستخدم في عدّه تطبيقاتٍ عسكريّهٍ وبالنّسبه للمدنيّين فيُستخدم في قراءه الـ Bar Codesالموجوده علي المنتجات المختلفه لمعرفه تفاصيل المنتج والسّعر. [1 2]

من البديهيّ ان تكونَ اغلب ابداعات المراه وابتكاراتها في مجالاتٍ تَمسّ حياتها وشؤونها مثل غسيل الملابس مثلًا وعصرها، فهو امرٌ يتطلّبَ مجهودًا بدنيًّا لا قِبَل للنّساء به. في عام 1880 ابتكرت Ellen Eglin  عصّارهً للملابس المُبلّله ولكنّها لم تُسجّل براءه اختراعها وقامت بعدها بثمانِ سنواتٍ ببيعها لرجلٍ ابيض البشره مقابل 18 دولار فقط، وعندما سُئلت عن السّبب كان ردّها: ” انت تعلم انّني سوداء ولو علمت النساء ذوات البشره البيضاء انّني صاحبه هذا الاختراع لن يشتروه، لقد خشيت ان يكون لون بشرتي سببًا في عدم انتشار اختراعي في الاسواق”. [1 2]

السّرير القابل للطّي – Folding Cabinet Bed

Sarah E. Goode كانت اوّل امريكيّه من اصلٍ افريقيّ تحصلُ علي براءه اختراعٍ باسمها في الولايات المتّحده الامريكيّه في عام 1885، وهذا انجازٌ في حد ذاته، امّا الانجاز الثّاني فكان السّرير القابل للطّيّ ليتحوّل الي خزانهٍ او مكتبٍ، الامرُ الّذي ساهم ومايزال الي يومنا هذا في تقليل المساحات المُستخدمه في المنازل وكان مصدر الهامٍ للكثير من الابتكارات المُشابهه بعد ذلك. [1 2]

كانت Katharine Blodgett اوّل عالمهٍ تعمل في شركه General Electric وقد اكتشفت في عام 1935 اثناء عملها طريقهً لنقل طبقاتٍ رقيقهٍ احاديّه الجزء (سمك الطّبقه مساوٍ لسمك جزءٍ واحدٍ فقط) الي الزّجاج والمعادن والنّتيجه كانت زجاجًا غير عاكسٍ للضّوء ولا يسمح بالسّطوع او انعكاس الضّوء وانكساره من خلاله، وهو مستخدمُ بكثرهٍ في كاميرات المراقبه والمايكروسكوب والنّظارات وناطحات السّحاب وغيرها الكثير. [1 2]

في عام 1954 اصبحت Erna Schneider Hoover باحثهً في معامل شركه بيل (Bell Laboratories) وهناك قامت بتطوير نظامِ تحويلٍ للمُكالماتِ الهاتفيّه يَعتمد علي الكومبيوتر، حيث يعمل النّظام علي مراقبه معدّل المُكالمات القادمه ليقومَ بتعديل معدّل قبول المكالمات بحيث يَتجنّبُ المشاكل النّاتجه عن ضغط المكالمات، هذا النظام هو نفسُه المُستخدم اليوم في كافّه شركات الهواتف الارضيّه. [1 2 3]

هل تعلم انّ هناك امراهً حصدت اكثر من 125 براءه اختراع؟ انّها Giuliana Tesoro الّتي حقّقت انجازاتٍ عظيمهً في مجال الالياف الصّناعيّه والنّسيج. حصلت جوليانا علي درجهِ الدّكتوراه في الكيمياء العضويّه من جامعه يال الامريكيّه وراست بعد ذلك عدّه مراكز ابحاثٍ حقّقت من خلالها الكثير، فقد تمكّنت من ابتكار طريقهٍ لمنعِ تكدّس الالياف الصّناعيه اثناء التّصنيع، وتمكّنت من تطوير اليافٍ صناعيّهٍ مقاومهٍ للنّار. سجّلت خلال فتره عملها اكثر من 125 براءه اختراعٍ في هذا المجال. [1 2]

في وكاله ناسا للفضاء، كانت هناك كيميائيّهٌ تدعيBarbara Askins  قامت بعمليّه تطويرٍ جذريّهٍ لافلام التّصوير الفوتوغرافي، حيث تضمّن التّطوير استخدام موادّ مشعه لتحسين النيجاتيف، وكان بامكانها تحسين الصّور ايضًا حتي بعد الانتهاء من اعداداها. استخدم ابتكار باربرا من قِبَل ناسا لمعالجه صور الفضاء واسخدم ايضًا في المجال الطّبيّ لتحسين صور الاشعّه السينيّه. [1 2]

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل