تفاقم المخاطر المحدقة بموظفي الإغاثة في مناطق النزاعات

تفاقم المخاطر المحدقة بموظفي الإغاثة في مناطق النزاعات

منذ 9 سنوات

تفاقم المخاطر المحدقة بموظفي الإغاثة في مناطق النزاعات

في عام 2003 وفي جرد شامل لمبادره "ادووركسيكوريتي" (aidworkersecurity.org) تم توثيق 63 حادثه استهدفت 143 من موظفي الاغاثه الانسانيه الذين قتلوا او جرحوا او اختطفوا. وفي عام 2013 ارتفع هذا العدد الي 251 حادثه ذهب ضحيتها 460 شخصا. ارقام مروعه دقت ناقوس الخطر لدي المنظمات الانسانيه الصغيره. كما ان الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي يسعيان لاثاره اهتمام الرأي العام العالمي لهذا الموضوع حيث اعلن التاسع عشر من اغسطس / اب من كل سنه، يوما عالميا للاغاثه الانسانيه، لاجل العمل علي توفير الحمايه لموظفي الاغاثه في مناطق النزاعات.\nويحيي العالم هذا اليوم منذ خمس سنوات، وتم اختياره احياء لذكري 21 من ضحايا ممثليه الامم المتحده في بغداد الذين ذهبوا ضحيه انفجار ارهابي في (19 اب / اغسطس 2004) من بينهم البرازيلي سيرجيو فييرا دي ميللو الذي كان من الاسماء المرشحه لتولي منصب الامانه لعامه للأمم المتحدة.\nالبروفسور هانس يواخيم هاينزه من جامعه الرور الالمانيه.\nويري الخبير في القانون الدولي البروفسور هانس يواخيم هاينزه من جامعه الرور الالمانيه في حوار مع DW ان صوره الحروب تغيرت منذ الحادي عشر من ايلول / سبتمبر 2001، فالحروب لم تعد ساحه تتواجه فيها جيوش كلاسكيه. ففي الغالب هناك منظمات ارهابيه تسعي لزعزعه انظمه دول قائمه. ويضيف الخبير الالماني ان المشكل الاساسي يكمن في كون "اطراف النزاعات كالتنظيمات الاسلاميه المتطرفه تساوي بين المنظمات الانسانيه وبين الفكر الغربي، ما يعقد عمل الاخيره بشكل اكبر".\nوتظهر البيانات ان اغلب الضحايا هم من الموظفين المحليين للمنظمات الانسانيه الذين يتعرضون لهجمات او لاختطافات، فيما لا يوجد الموظفون الاجانب في الصفوف الاماميه لانهم يتولون في الغالب مراكز قياديه داخل المنظمات المعنيه. كما ان هناك تفاوتا في حجم المخاطر المحدقه بالمنظمات نفسها، فالمنظمات الصغيره تعمل في الغالب في مناطق نائيه ومعزوله، وبالتالي فان درجه الحمايه تكون ضعيفه او منعدمه. الا ان المنظمات الكبيره كالامم المتحده او الصليب الاحمر باتت بدورها تتعرض لهجمات متزايده.\nهل تعزل التدابير الوقائيه موظفي الاغاثه؟\nمن المفارقات ان التدابير الوقائيه والامنيه التي تتبعها المنظمات الانسانيه في مناطق النزاع باتت جزءا من المشكله، فالاجراءات الامنيه حول مكاتب الموظفين وكذلك في مواقع اقامتهم ودرجات الحيطه واليقظه المتبعه تساهم في عزلهم عن محيط عملهم. "الموظفون المحليون يذهبون في المساء لبيوتهم، فيما يبقي الموظفون الدوليون فيما بينهم، وهذا ما يدفع احيانا الي العزله والاغتراب، في وقت يعتبر فيه التواصل المباشر مع السكان المحليين عنصرا اساسيا للعمل الانساني".\nلكل هذه الاعتبارات، من الضروري ان تعيد المنظمات الانسانيه النظر في اساليب عملها، حتي تظهر فعليا كشريك محايد في مناطق لنزاعات، وتلقي بالتالي القبول من قبل السكان المحليين.وفي هذا السياق يقول البروفسور هانس يواخيم هاينزه "لا يكفي ان تكرر المنظمات الانسانيه انها هيئات محايده ومستقله، وانما يجب عليها ان تتصرف ايضا وفقا لذلك، وان تعمل علي تقديم برامج معونات تستجيب لحاجيات فعليه".

الخبر من المصدر