'هل المسلمون أمة واحدة'.. كتاب لمحمد عمارة

'هل المسلمون أمة واحدة'.. كتاب لمحمد عمارة

منذ ما يقرب من 10 سنوات

'هل المسلمون أمة واحدة'.. كتاب لمحمد عمارة

يقع كتاب "هل المسلمون امه واحده" في اربعين صفحه وقد صدر عن دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع في يونيو سنه 1999 ضمن سلسله "في التنوير الاسلامي".\nيتناول الدكتور محمد عماره في هذا البحث اربع نقاط هي: مفهوم الامه في لغتنا القوميه ، مفهوم الامه في اصول العربيه ، مفهوم الامه في دوله الاسلام ، مفهوم الامه في حضارة الإسلام.\nفاما عن مفهوم الامه في لغتنا القوميه فان المؤلف كانت له جوله في المعاجم بصفه عامه فوجد في الموسوعات والمعاجم ذات التوجه الفكري المادي ان العوامل الماديه،تتصدر الشروط والسمات التي تؤهل الجماعه البشريه لتكوين امه .كما وجد ان بعضهم يصل الي حد الخلط بين "الامه" و"الدوله" ومن جمله هذه التعاريف يسوق لنا المؤلف هذا التعريف الذي يري ان الامه: "جمله الافراد الذين يكونون وحده سياسيه ، وتجمع بينهم وحده الوطن والتراث والمشاعر من الالام والامال".\nويري المؤلف ان في ذلك خلطا بين مفهوم الامه ومفهوم الدوله وان هذا الخلط بين " الامه " و" الدوله " هو ثمره من ثمار التاثير الغربي في ماده ومضمون هذه المعاجم والقواميس " العربيه " ، وان ذلك انما يخدم الاهداف الغربيه من وراء اشاعه هذه المضامين في هذه التعريفات.\nويوضح المؤلف ان شيوع هذا المفهوم - الذي يطابق بين "الامه" و"الدوله " – في قواميس الامم التي مزقها القهر الاستعماري الغربي ، او المصالح الاقليميه الضيقه لبعض العشائر والفئات والطبقات، يسهم ولا شك في تشكيك هذه الامم بوحدتها ،فيفقدها الاتجاه الموحد نحو استكمال وحدتها كامه.\nويقدم المؤلف التعريف الذي يرتضيه ويراه بريئا من افه الخلط بين المفهومين فيعرف "الامه" - قانونا - بانها " جماعه من الناس تجمعهم عناصر مشتركه ، كوحده الاصل واللغه والعقيده والتراث الفكري، مما يجعلهم وحده حضاريه واحده ، ويخلق عندهم شعورا بالانتماء الي تلك الوحده وتعلقا بها . والامه حقيقه اجتماعيه وحضاريه خلافا للدوله التي تعتبر وحده سياسيه وقانونيه . ونلاحظ ان الامه الواحده قد تكون موزعه بين عده دول ،كما كان الشان بالنسبه للامه العربيه، كما ان الدوله قد تضم عناصر من امم مختلفه ، كما كان الشان بالنسبه لللامبراطوريه العثمانيه قديما وسويسرا حديثا.\nويصرح المؤلف بانه ساق تلك التعريفات الحديثه ليظهر افتراقها مع النهج العربي الاسلامي في تعريف الامه ذلك النهج الذي ابتعد عن الضبط والتحديد، ووقف فيهذا التعريف عند حدود " الجماعه " فاعتبر الجماعه - ايه جماعه – التي يربطها رابط ويجمعها جامع – ايا كان الرابط والجامع – و" امه " متميزه عن غيرها من الامم ... ذلك ان وراء هذا النهج العربي الاسلامي دلالات فكريه تنم عن خصوصيات حضاريه للامه العربيه الاسلاميه جديره بالبلوره والتحديد عندما نبحث عن المفهوم المتميز لمصطلح " الامه " في حضارتنا العربيه الاسلاميه.\nوفي بحثه لتاصيل مفهوم الامه لدي الاصول العربيه يسوق المؤلف تعريف الراغب الاصفهاني لمعني الامه من كتابه " المفردات في غريب القران " اذ يقول : انها " كل جماعه يجمعهم امر ما : اما دين واحد ، او مكان واحد ، سواء اكان ذلك تسخيرا ام اختيارا . وجمعها: امم.\nويشير الكاتب الكبير الي حديث رسول الله الذي يحدد العدد الادني للجماعه حتي يطلق عليها لفظ الامه ذلك الحديث القائل:\n«مَا مِنْ مَيِّتٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ اُمَّهٌ مِنَ النَّاسِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، يَبْلُغُونَ اَنْ يَكُونُوا مِائَهً، فَيَشْفَعُونَ لَهُ، اِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ»، كما يشير المؤلف الي ان لفظ الامه لا يقف عند حد البشر بل يتعداه الي المخلوقات الاخري مشتشهدا بقوله تعالي : {وَمَا مِنْ دَابَّهٍ فِي الْاَرْضِ ، وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ اِلَّا اُمَمٌ اَمْثَالُكُمْ} [الانعام: 38].\nويخلص المؤلف بعد سرد العديد من الايات القرانيه التي ورد بها هذا اللفظ الي ان الامه هي الجماعه اذ يقول :فهي – اذن – الجماعه ... ايه جماعه يربطها اي رباط جامع هي "امه " دونما ضبط او تحديد لروابط بعينها ،او لعدد محدد من هذه الروابط الجامعه ..ذلك هو المضمون الذي اجتمعت عليه اصول العربيه، وساد في حضارتنا\nالاسلاميه . ثم يستطرد متسائلا :\nهل لهذه " المرونه " التي رفضت التحديد والتقييد، والتي تركت الباب مفتوحا للروابط المضافه الي الجماعه ، وكذلك لحدود الجماعه ذاتها ..هل لهذا النهج المتميز وهذه الخصوصيه العربيه الاسلاميه دلاله حضاريه في ميدان التمايز الحضاري والخصوصيات القوميه يمكن رصدها عندما تكون المقارنه بين الامم والحضارات ؟ وهل في ذلك ما يلقي ضوءا علي امر ذي بال في مفهوم " الامه " بحضارتنا العربيه الاسلاميه؟\nوقبل ان يجيب المؤلف عن هذا السؤال يشير الي ملابسات الصياغه والتحديد لمضمون مصطلح " الامه " في الحضاره الغربيه .... وان ملابسات صياغه مضمون هذا المصطلح في حضارتنا العربيه الاسلاميه مغايره تمام المغايره لتلك الملابسات الغربيه ، بل وعلي النقيض منها ..فلقد تميز عندنا هذا المفهوم والمضمون..

الخبر من المصدر