حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم

حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم

منذ 9 سنوات

حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم

قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله ان تهنئه الكفار بعيد ( الكريسميس ) او غيره من اعيادهم الدينيه حرام بالاتفاق ، كما نقل ذلك ابن القيّم - رحمه الله – في كتابه احكام أهل الذمه ، حيث قال : واما التهنئه بشعائر الكفر المختصه به فحرام بالاتفاق ، مثل ان يُهنئهم باعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، او تهنا بهذا العيد ونحوه فهذا ان سلِمَ قائله من الكفر فهو من المحرّمات ، وهو بمنزله ان تُهنئه بسجوده للصليب بل ذلك اعظم اثماً عند الله ، واشدّ مَـقتاً من التهنئه بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه . وكثير ممن لا قدر للدِّين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّـا عبد بمعصيه او بدعه او كـُـفْرٍ فقد تعرّض لِمقت الله وسخطه .\nوانما كانت تهنئه الكفار باعيادهم الدينيه حراما وبهذه المثابه التي ذكرها ابن القيم لان فيها اقرارا لما هم عليه من شعائر الكفر ، ورِضيً به لهم ، وان كان هو لا يرضي بهذا الكفر لنفسه ، لكن يَحرم علي المسلم ان يَرضي بشعائر الكفر او يُهنئ بها غيره ؛ لان الله تعالي لا يرضي بذلك ، كما قال تعالي : ( اِن تَكْفُرُوا فَاِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَي لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَاِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ) .\nوقال تعالي : (الْيَوْمَ اَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَاَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الاِسْلاَمَ دِينًا ) وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل ام لا\nواذا هنئونا باعيادهم فاننا لا نُجيبهم علي ذلك ، لانها ليست باعياد لنا ، ولانها اعياد لا يرضاها الله تعالي ، لانها اعياد مبتدعه في دينهم ، واما مشروعه لكن نُسِخت بدين الاسلام الذي بَعَث الله به محمداً صلي الله عليه وسلم الي جميع الخلق ، وقال فيه : (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الاِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الاخِرَهِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )\nواجابه المسلم دعوتهم بهذه المناسبه حرام ، لان هذا اعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها\nوكذلك يَحرم علي المسلمين التّشبّه بالكفار باقامه الحفلات بهذه المناسبه ، او تبادل الهدايا ، او توزيع الحلوي ، او اطباق الطعام ، او تعطيل الاعمال ونحو ذلك ، لقول النبي صلي الله عليه وسلم : مَنْ تشبّه بقوم فهو منهم . قال شيخ الاسلام ابن تيمية في كتابه " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفه اصحاب الجحيم " : مُشابهتهم في بعض اعيادهم تُوجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما اطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء . انتهي كلامه - رحمه الله - ومَنْ فَعَل شيئا من ذلك فهو اثم سواء فَعَلَه مُجامله او تَودّداً او حياءً او لغير ذلك من الاسباب ؛ لانه من المُداهنه في دين الله ، ومن اسباب تقويه نفوس الكفار وفخرهم بِدينهم .\nوالله المسؤول ان يُعزّ المسلمين بِدِينهم ، ويرزقهم الثبات عليه ، وينصرهم علي اعدائهم . انه قويٌّ عزيز.

الخبر من المصدر