إسرائيل أبادت «الشجاعية»

إسرائيل أبادت «الشجاعية»

منذ ما يقرب من 10 سنوات

إسرائيل أبادت «الشجاعية»

الهدنه تكشف جثثا متحلله ومنازل مدمره.. سقطت اعمده الكهرباء وتقطعت اسلاك الهواتف وتفجرت خطوط المياه «انّها جثه».. يصرخ احد عناصر طواقم الاسعاف والدفاع المدني، التي دخلت حي الشجاعيه شرقي مدينة غزة، فور سريان الهدنه الانسانيه (من الثامنه صباحا الي الثامنه مساء امس)، لانتشال الجثث من تحت انقاض بيوتٍ مر علي قصفها اسبوع.\nيُسارع طبيب لانتشال الجثه، وهو يصرخ من هول ما يري: «انهّا متحلله».. يبكي ثلاثه شباب حوله، فالجثه تعود لعمهم.\nغير بعيد منهم، قال احد رجال الدفاع المدني، لصحفيين بغضب ومراره وقد اختنق من الغبار المتناثر: «لو انّ مخرجا عالميّا اراد ان يصنع فيلما يُبكي ملايين العيون، فلن يجد لقطات ومشاهد حيّه تنطق بكل الالم، كما هو الحال هنا في الشجاعيه»، وفقا لوكاله الاناضول.\nبالفعل فقد بدا حي الشجاعيه، صباح امس وكانّه عباره عن شريط سينمائي يكشف تفاصيل ما خلّفه القصف الاسرائيلي العشوائي، الذي اسقط، الاحد الماضي، 77 شهيدا و300 جريح، وفقا لمصادر طبيه. وكان متحدث عسكري اسرائيلي اعلن ان جيش الاحتلال القي علي الشجاعيه ١٢٠ قنبله بوزن طن لكل منها علي بيوت وشوارع الحي.\nفي المكان سقطت اعمده الكهرباء ارضا، واسلاك الهواتف تقطعت، فيما تفجرت خطوط المياه، وفي كل شارع كانت الحفر الواسعه تتصدر مشاهد الدمار. «المشهد اكثر دمويّه» مما نتخيل، يصرخ احد الصحفيين، ويرد اخر: «لن تكفي ايام لكي نوثق هّول الدمار والركام في الحي، الماساه اكبر من يتم اختصارها بكاميرا، او قلم».\nولا يمكن لاي طواقم ان تفلح بشق ولو امتار قليله في الحي، كما يقول «رامي ابو شنب»، الذي جاء برفقه الدفاع المدني باحثا عن حياه تركها باكملها عندما هرب من القذائف المميته. وهو يقف قرب بيوتٍ بدا وكان اعصارا او زلزالا ضربّها بقوه، قال ابو شنب انّ بيته المكون من اربعه طوابق تحول الي ما هو اشبه بقطعه البسكويت وهي تذوب في كوب من الشاي.\nوتابع، وهو يُمسك بحذاء احمر اللون لطفله: «هذا ما استطعت ان اعثر عليه، لا شيء هنا سوي رائحه الموت، هذه البيوت التي كان من المفترض ان تخرج اليوم من نوافذها رائحه كعك العيد، تفوح منها روائح الدم، والموت».\nفقد كشفت التهدئه الانسانيه عن بشاعه القصف العشوائي الاسرائيلي علي حي الشجاعيه، الذي تحول الي منطقه منكوبه لا يمكن الكشف عن تفاصيل دمارها في ساعات. وسقطت في الحي عشرات الاشجار التي احترقت بفعل القذائف، وفي كل خطوه لطواقم الاسعاف ورجال الدفاع المدني، كان الخراب في طريقهم.\nوتبدو صور المارين بين طرقات الحي، وكانها عباره عن اقزام تمشي وسط اكوام عملاقه، بين الدمار، وجبال تراصت تروي حكايه اباده كامله للبيوت والشوارع. لقد تسبب قصف عشرات الاليات والدبابات العسكريه الاسرائيليه، التي توغلت شرقي مدينه غزه، الاحد الماضي، في تغيير ملامح الحي، وتشويه خارطته.\nويصرخ مسن، وهو يتفقد ما كان بيتا له: «انه تسونامي، اعصار، هول الفاجعه كبير، لا ندري من اين نبدا في معاينه الدمار، الحي كله دمار». وخرجت الي العالم الاسبوع الماضي، صور صادمه، وقاسيه لاجساد نساء واطفال ماتوا في الشوارع هربا من القذائف، ومنهم من سكتت انفاسه وهو يحرك يده في اخر حوار له مع عائلته.\nوبينما وصف احد اهالي الحي ما جري بـ«المجزره» و«المحرقه»، قال مسعف، وهو يبحث عن بقايا جثث بين الحطام: «لا.. انّ كل المفردات لا تكفي لوصف هول ما عاشته.. انها منطقه منكوبه، الموت ينتشر في كل ركن وزاويه.. نحن امام حرب اباده».

الخبر من المصدر