نهرنا العظيم.. مازلتُ تسير عكس الاتجاه

< تشارلز سيميك شاعر امريكي . صربي الاصل الذي هرب من هول معارك يوغوسلافيا القديمه العرقيه والدينيه والطبقيه التي كانت معارك ضاريه وحشيه تفوقت علي اي حروب في العالم في فترات متعدده.

< وصل الي نيويورك عام 1954 وعشق المدينه واجتهد وصعد صعودا سريعا اذهل المثقفين والشعراء حتي اطلق عليه شاعر البلاط او الشاعر المتوج الامريكي.

< يقول سيميك - اهتزت الارض.. كانت الارض تسير كلب ابيض صغير يجري عبر التاريخ.

ركله جعلته يطير كان له اجنحه

بقيت دائما اري هذا.. ليل يهبط وكلب يطير.

< ان شعر سيميك المبهر وجزاله حروفه وعمق معانيه واسقاطاته ومدي تضافره مع احداث الانسان والانسانيه واهوال البشر اكد ان الشعر اصبح يحمل للبشر من ذكريات مؤلمه وسلوي وعزاء، وكيف تجده وسط هذا الخضم المؤلم يفرز نغمات وتوافق الحان يمكن بها الانصات الي عزله الانسان ويتحول الشعر الي شعر معاصر يعيش وسط احساس انسان اي انسان.

< وقال سيميك .. اثناء هروبهم من المعارك كانت امي صغيره من دخان  اسود - حملتني في قماطي فوق مدن تحترق - كانت السماء مكانا شاسعا عاصفا يلعب فيه طفل - بلغنا من الفقر اني اضطررت الي اخذ موضع في مصيده الفئران ووحدي في القبو كنت اسمع اصواتهم يزرعون الطابق الاعلي ويتحركون في اسرتهم ويتقلبون قال لي الفار وهو يقرض اذني يا لها من ايام شر عصيبه ومرت سنون ولبست امي معطفا ياقته مكسوه بفراء قطعه ظلت تتحسسها الي ان اضاء شررها القبو!!!!

< لقد تحول الانسان في عقود كثيره سابقه الي كائن مطحون يعيش الهول والموت والجوع والحرمان والظلم علي يد رفاقه واعدائه.. شعوب تحكم بعضها البعض بالحديد والنار والفساد واللوع والخداع باسم السياسه.

< مازالت الملامح تؤكد استمرار القهر والتخلف في القرارات وملامح عقود الماضي تطفو علي سطح الحياه السياسه ولكن باسلوب مختلف وسيناريو واخراج ووجوه جديده.

< شعر سيميك يحمل طعم الزمان والمكان وعبر في بعضه عن ماساه حرب الصرب ورائحه الجثث وبراءه الاطفال الموتي والمشردين.

< اري فيه رائحه ما حدث في مصر سابقا وما يحدث الان ومحاولات الفتك بالمجتمع لاننا لا نحاول ان نعدل مسار النهر ونعود به الي مساره الطبيعي.

< انهم يحاولون تدمير نهر الحياه وتغيير اتجاهه منذ ستين عاما وكان املنا ان من انقذ مصر من حرب اهليه يحاول ونحن معه ان يعيد النهر الي مساره الطبيعي ونُفِعل الديمقراطيه والامن والقانون والعدل.

< ولكن للاسف قرارات تصدر بعشوائيه زمان وفكر زمان ولم تتغير الا الوجوه ولكن السياسات ولجنه الشباب وفكر الاستحواذ وفساد النخبه والاستخسار في الغلابه ودعم الاغنياء اصحاب الفساد وحرمان الشعب الصابر الممزق من ان يعيش ويتمتع بشمس الحياه ونظافه المكان والمياه والغذاء في اي زمان.

< الي ان تتحرك يا سيسي وتغير من اسلوب عمل الحكومه السنيه التي اثقلت علي الفقراء.. نعم الدعم واجب ترشيده والغاؤه ولكن ليس علي حساب الفقراء.. اصحاب الفساد والمليارات لم ترهم الحكومه وغضت عنهم البصر.. الي متي؟!