نقابة الصحفيين المصرية تدفن رأسها في الرمال وتتجاهل "الإلكترونيين"

نقابة الصحفيين المصرية تدفن رأسها في الرمال وتتجاهل "الإلكترونيين"

منذ 10 سنوات

نقابة الصحفيين المصرية تدفن رأسها في الرمال وتتجاهل "الإلكترونيين"

النقابه عليها ان تتعلم من درس هنري فورد وصديقه\nنقابه الصحفيين تراهن علي الحصان حين تغلق ابوابها في وجه الصحفيين الاليكترونيين\nنبوءه ماردوخ بنهايه الصحافه الورقيه عام 2020 ليست واقعيه ..لكنها حتما ستختفي امام اعصار الصحافه الاليكترونيه\nزوار المواقع الاليكترونيه خمسه اضعاف قراء الصحافه الورقيه .\nالماده 70 من دستور 2014..تقر بوجود الصحافه الاليكترونيه\nعلي نقابه الصحفيين ان تراجع قوانينها بما يسمح بانضمام الصحفيين الاليكترونيين الي عضويتها \nتساني الصحفيه شيماء عيسي رئيسه القسم الثقافي بشبكه الاعلام العربيه : “محيط “لماذا تحرمني نقابه الصحفيين من عضويتها ؟\nولاادري بما اجيب ..هل اجيب بلوائح النقابه التي تنص صراحه علي ان العضويه تمنح فقط لصحفيي المطبوعات الدوريه وطبقا لنظم واطر بعينها ..وليس اي مطبوعات دوريه ؟ ..\nوفي قانون النقابه ..تكررت كلمه “مطبوعه” ..و”تطبع” ..عده مرات .. وطبقا لهذا المفهوم الضيق يتم اقصاء اي نوع اخر من الصحافه ..ان لم تتكيء خطوط انتاجها علي اليه ” الطبع ” بمعناها التقليدي والتاريخي المتفق عليه منذ ان اخترع الالماني يوحنا جوتنبرج حروف الطباعه عام 1453\nلكن الان تعصف بالبشريه ثوره غير مسبوقه ..تلك التي يمكن تسميتها بالتواصل الاليكتروني ..وهي ثوره ان قوضت اليات وبالتالي مفاهيم ..فلتاسيس اليات ومفاهيم جديده - بغض النظر عن ايجابياتها وسلبياتها - من الغباء تجاهلها او مجابهتها .\nودائما تراودني هذه القصه كلما كان الحديث عن الصحافه الاليكترونيه :اراد رجل الصناعه الامريكي الشهير هنري فورد ان ينشيء مصنعا لصناعه السيارات ..كان ذلك في مطلع القرن العشرين ..عرض الامر علي صديق له ليشاركه في المشروع ..فقال له الرجل بثقه : ياصديقي.. المستقبل ليس للسيارات ..المستقبل للحصان !\nفي العشرين من اكتوبر 2014 اعلنت الصحفيه الامريكيه ” تينا براون ” رئيسه تحرير مجله نيوزويك الامريكيه في بيان تاريخي\nعن توقف الاصدار الورقي للمجله والاكتفاء بالموقع الاليكتروني بدءا من الاول من يناير عام 2013..وان الاسم الجديد للمجله سيكون “نيوزويك العالميه “. ولماذا هو بيان تاريخي ؟ لانه يمثل صفعه قويه لهؤلاء الذين مازالوا يراهنون علي الشكل الورقي للصحافه في انه هو الذي سيحسم الصراع امام الانترنت في النهايه لصالحه ..وكما يعرف مؤرخو الصحافه ان “نيوزويك ” امضت ثمانين عاما من الاصدار الورقي الناجح ..ويصل توزيعها ملايين النسخ .. لكنها اخيرا استسلمت امام الخيار الاليكتروني .\n..وليست “نيوزويك ” وحدها التي استسلمت .. ..كريستيان ساينس مونيتور ايضا اوقفت طبعتها الورقيه عام 2008..لتتحول الي صحيفه رقميه ..\n..وفي اكتوبر عام 2010 توقفت مجله يو اس نيوز اند ريبورت وهي ثالث المجلات الامريكيه من حيث الانتشار.. وكان هذا مصير مئات المطبوعات في الولايات المتحده ..وعلي الجانب الاخر من الاطلنطي ..اعلنت صحيفه الجارديان عن ان خسائرها السنويه تصل الي 44مليون دولار ..ويتوقع المراقبون ان يؤدي ذلك الي ايقاف النسخه الورقيه من الصحيفه ..والتحول الي صحيفه رقميه .. وفي فرنسا توقفت جريده فرانس سوار عن الصدور منذ شهر نوفمبر 2011، واكتفت ببوابه عبر شبكه الانترنت ..\nوليس مازق الصحافه الورقيه وحدها ..بل كل انواع النشر الورقي من كتب وموسوعات لايمكن الرهان علي مستقبلها\nوكما راينا .. الموسوعه البريطانيه -اشهر الموسوعات العالميه - توقف صدور نسختها الورقيه واكتفت بالظهور الاليكتروني .. نبوءه ماردوخ\nهل هذا يعني اننا نسير في الطريق الذي تنبا به خبراء شركه مايكروسوفت العالميه منذ عشر سنوات تقريبا .. حين قالوا ان عام 2018 سيشهد وفاه اخر مطبوعه ورقيه ؟\nامبراطور الصحافه روبرت ماردوخ مد في توقعاته عمر الصحافه الورقيه الي عام2020\nواظن ان هذا سيكون مصير الصحافه الورقيه ..بل وكل نشر ورقي ..حيث يوجد الان مايقرب من 2.5 مليار من البشر يتعاملون مع الانترنت وصحافته الالكترونيه...لكن هذا لايعني تلاشي الصحافه الورقيه خلال بضع سنوات..فمازال هناك 523مليون قاريء للصحف الورقيه طبقا لما اعلنه فينسينت بيريغن المدير التنفيذي للاتحاد العالمي للصحف وناشري الانباء “وان - ايفرا” ..\nوبالتالي تحديد سقف زمني لاختفاء الصحافه الورقيه قد يكون صعبا ..لكن كل المؤشرات تؤكد انه واقع لامحاله .. ولامحل للاعراب طبقا لمنطق الاعصار الاليكتروني قول بعضنا ان الصحيفه الورقيه هي المستقبل ..من منطلق متعه تصفح الجريده ونحن نتناول قهوه الصباح .. هذا منطق رهائن الانستولوجيا ..وايضا مما يعانون من فوبيا التكنولوجيا فيحاولون مقاومه –دون جدوي – اعصار الثوره المعلوماتيه والياتها الاليكترونيه ..فاي متعه وانا اتصفح في جريده الساعه السابعه صباحا اخبارا عن احداث قديمه للغايه ..وقعت منذ 24 ساعه ؟!\n.. احيانا ونحن منهمكون في تجهيز عدد الغد من جريده المسائيه ..ياتي مندوبونا باخبار نتطلع اليها في اسف ..كلها قديمه ..او طبقا للمصطلح الدارج بين الصحفيين ” اخبار بايته ” ..رغم انها اخبار طازجه ..وقعت فقط منذ بضع ساعات ..لكن المواقع الاليكترونيه تلقفتها ..ونشرتها فور حدوثها ..هي اذن قديمه ..ولمعالجه الموقف نطالب المحررين بمتابعه ما حدث ..السعي نحو ردود الافعال وتعليقات المسئولين ..شيء ما نتميز به عن الاخرين ..لكن الانتظار حتي صباح اليوم التالي لتظهر تلك المتابعات وقت طويل يجعل الخبر ومتابعاته مدموغا ولامحاله بعباره ” خبر بايت ” .. وفي الوقت الذي يصل فيه الخبر للقاريء عبر صحيفته الورقيه صباح اليوم التالي لوقوعه ..لو بحث عنه في اي موقع اليكتروني سيفاجا بعشرات التدعايات وردود الافعال له ومئات من التعليقات حوله !! لذا يبدو ان الرهان علي الصحافه الورقيه كرهان صديق هنري فورد علي الحصان في مواجهه السياره في مطلع القرن العشرين ! مصاعب وديون\nوليست قضيه الوقت فقط التي تجعل السباق محسوما للصحافه الاليكترونيه ..بل ايضا التكاليف الباهظه التي تتكبدها الصحافه الورقيه من طباعه ومرتبات عمال وفنيين وورق ..وسيارات توزيع ..وبسبب هذه الاعباء ترزح المؤسسات القوميه تحت وطاه الديون ..والتي يتردد انها تتجاوز 4 مليارات جنيه !\nوفي كتابه ” الصحافه ..الامكانيات ..التجاوزات الافاق ” يتناول الدكتور مرعي مدكور عميد كليه الاعلام- جامعه 6اكتوبر التطورات الضخمه التي طرات علي الاعلام بسبب الانفجار الاعلامي الكبير والناتج عن\nالتوسع في البث الفضائي ..ثم الاستخدام الجماهيري الهائل لشبكه الانترنت .. حتي ان “جمهوريه الفيس بوك “ تاتي بعد كل من الصين والهند ..من حيث التعداد ....حيث بلغ عدد المشتركين في هذا الموقع الاجتماعي الاشهر في العالم  حتي منتصف عام 2012 اكثر من 921 مليون مشترك !\nويقول المؤلف ان التوسع اعقبه تحول هائل في وسائل الاعلام احد مظاهره..انتشار مايعرف ب” السوبر ماركت الاعلامي”\nوفي الغالب الاعم يحتشد هذا السوبر ماركت الهائل بكل ما يشبع فضول المتلقي ..ومجانا ..الامر الذي دفع البعض الي ان يطلق علي ظاهره التدفق الاعلامي Free lunch اي الغذاء المجاني\nوفي ظل هذه القفزات المتلاحقه تخوض الصحافه الورقيه منافسه مع نفسها من جهه ..ومع صحافه الانترنت وغيرها من القنوات التي تقدم خدمات معلوماتيه عبر الشبكه العنكبوتيه ..الامر الذي يفرض عليها ان تطور نفسها ..وتبحث عن سبل جديده للاستحواذ علي القاريء ..وقد اضطرت بعض الصحف العالميه الشهيره مثل نيويورك تايمزالامريكيه والتي كانت تفرض رسوما في مقابل الاطلاع علي نسختها الاليكترونيه\n”الدفع مقابل المحتوي “ “Times select”\nالي التراجع واتاحه المحتوي مجانا لقرائها ..وهذا ما تدرسه حاليا صحف اخري مثل “ذا وول ستريت جورنال ” الامريكيه و” فايننشيال تايمز” البريطانيه والكثير من الصحف والمجلات العالميه .. وبالطبع العربيه.. تعاني من محنه هائله بسبب انخفاض توزيعها مع ” تغول ” الوسائط الاليكترونيه وغوايتها للمتلقي ..حيث انخفضت معدلات التوزيع “الورقي ” لهذه الصحف ..حتي ان احد المدونين المصريين وهو ” وائل عباس ” قال لصحيفه الشرق الاوسط اللندنيه – عدد 22اكتوبر 2006- ان قراء مدونته يفوقون عددا قراء الجرائد اليوميه في مصر ! والمدهش ان بعض هذه المدونات بدات تجذب المعلنين وتحقق دخلا كبيرا لمؤسسيها ..وصل الي 200مليون دولار عام 2012\nوفي اطار المنافسه المحمومه لجات وكالات الانباء وايضا بعض الصحف والمواقع الاخباريه .. وفي محاوله الوصول الي المتلقي وفي عقر داره وباقل جهد بث اخبار قصيره علي اجهزه المحمول مقابل اشتراك بسيط ..وفي المقابل صدرت مايسمي بالصحافه الورقيه المجانيه ..اي تلك الصحف التي توزع مجانا ..خاصه تلك الصحف ذات المضمون الاعلاني ..اي التي يتمحور كل مضمونها حول الماده الاعلانيه ..ولاتتضمن اي مواد اعلاميه..الا ان ثمه تجربه اخري وهي جريده ” 24ساعه ” اليوميه والتي حاول مؤسسها الصحفي سمير رجب رئيس تحرير صحيفه الجمهوريه المصريه الاسبق ان يمزج فيها بين المادتين الاعلاميه والاعلانيه ..وقد صدرت الجريده في 12اغسطس 2007\nالا ان التجربه لم تستمر حيث اضطر صاحبها الي الغاء خيار التوزيع المجاني ..وحدد مبلغ “50قرشا ” للنسخه الواحده ..مبررا ذلك بان المبلغ مقابل توصيل الصحيفه الي المنازل !\nان كل هذا يمكن ان ينتهي بنتيجه ان الصحافه المطبوعه تعاني ..ربما سكرات الموت ..والتي قد تستغرق عقدا او عقدين لينتهي الامر بوفاتها امام عنفوان الصحافه الاليكترونيه ..وحتي لو تمكنت الصحافه الورقيه من الاستمرار ..فلا يمكن لنقابه الصحفيين ان تظل متشبثه بقوانينها ..ولاتري المشهد الصحفي الا بعين واحده ..تلك المصوبه نحو الصحافه الورقيه ..\nودستور 2014 نفسه راعي ما طرا علي المشهد الصحفي من تطورات ..حيث تنص الماده 70 علي ان ” حرية الصحافة والطباعه والنشر الورقي والمرئي والمسموع والالكتروني مكفوله، وللمصريين من اشخاص طبيعيه او اعتباريه، عامه او خاصه، حق ملكيه واصدار الصحف وانشاء وسائل الاعلام المرئيه والمسموعه، ووسائط الاعلام الرقمي. وتصدر الصحف بمجرد الاخطار علي النحو الذي ينظمه القانون. وينظم القانون اجراءات انشاء وتملك محطات البث الاذاعي والمرئي والصحف الالكترونيه.\nوهذا يعني اعتراف صريح بالصحافه الاليكترونيه ..وبالتالي ينبغي علي نقابه الصحفيين ان تخضع قانونها للمراجعه ..خاصه ما يتعلق بشروط العضويه..وتتعامل مع الامر بعقليه منفتحه ..تستوعب اعصار ثوره المعلومات و الياتها الالكترونيه ..\nلكن هذا لايعني افساح المجال امام كل من “هب ودب ” ..فاذا كان للنقابه موقف صارم في مواجهه “صحافه بير السلم ” ..فيمكن ايضا ان تكون علي نفس القدر من الصرامه امام تلك المواقع التي تبث من منازلهم ..لابد من شروط ..كان تكون الصحيفه الاليكترونيه منتميه لشركه مساهمه مصريه براسمال لايقل عن مليوني او ثلاثه ملايين جنيه .. وتضم مالايقل عن 30صحفيا لديهم ارقام تامينيه ..\nكما يمكن حصر العضويه في خريجي اقسام الاعلام بالجامعات والمعاهد العليا ..مثلما هو الحال في العديد من النقابات المهنيه الاخري ..فعلي حد علمي لايوجد خريج صيدله ضمن جدول نقابة المحامين ..ولم نسمع عن خريج تجاره عضوا في نقابه الاطباء !..الا ان هذا لايعني اغلاق باب نقابه الصحفيين تماما في وجه الموهوبين من غير خريجي الاعلام ..هؤلاء يمكن فتح باب العضويه امامهم في حاله حصولهم علي دبلومه من احد اقسام الصحافه بالجامعات والمعاهد العليا ..كما يفعل خريجو الاداب او العلوم حين يرغبون في العمل بمجال التدريس حيث يحصلون علي دبلومه من كليات التربيه .\nواخيرا ..اود ان اذكر مجلس نقابه الصحفيين ان صديق هنري فورد بعد اقل من عقد كان وحده الذي يركب حصانا في شوارع نيويورك المزدحمه بالسيارات ..ليجد نفسه خارج التاريخ !

الخبر من المصدر